تاريخ المسيحية في الهند - Abahoor

تاريخ المسيحية في الهند

 

تاريخ

     المسيحية في الهند

 فى الهند الغالبية تنتمي إلى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وأقليّة كبيرة إلى الكنائس البروتستانتيَّة والأرثوذكسيَّة المشرقيَّة (الكنائس السريانيَّة)

المسيحية هي ثالث أكبر ديانة في الهند، بعد الهندوسية والإسلام. الديانات الإبراهيمة عموماً ظهرت قبل 2500 سنة، مع ظهور اليهودية. تلتها المسيحية قبل حوالي 2000 عام؛ حيث جاءت المسيحية إلى الهند في وقت مبكر قبل قرون من وصلها إلى أوروبا. وتشير التقاليد المسيحية أنّ برثولماوس وتوما الرسول قاما بالتبشير بالمسيحية في السواحل الهنديَّة. كان انتشار المسيحية في الهند عن طريقين، عن طريق توما الرسول 52م وعن طريق الحملات التبشيريَّة الغربيَّة بين عام 1500 إلى عام 1975، والتي بدأت مع الاكتشافات الأوروبية للمنطقة من خلال فاسكو دا غاما الذي قام باكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح، مما سبب تغييراً كبيراً على تاريخ آسيا وأوروبا.

أقدم الجماعات المسيحية في الهند هي مسيحيو مار توما، حيث حافظ مسيحيي مار توما في كيرالا على ثقافة مسيحية منفردة وانتموا إلى الطبقة العليا في المجتمع الهندي،" يوجد المزيد على موقع blogger    aba hoor" فاحتفظوا بثقافتهم الهندية بجانب ديانتهم المسيحية المتأثرة بشدة بالتقاليد السريانيَّة. وهناك إجماع علمي عام على أن المجتمعات المسيحية كانت راسخة في الهند بحلول القرن السادس الميلادي، بما في ذلك بعض المجتمعات التي استخدمت الطقوس السريانية. ويعود الحضور الكاثوليكي في الهند إلى القرن السادس عشر مع وصول المبشرون اليسوعيُّون، ونشأت لاحقاً معظم المداُرس والمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية المسيحية من خلال البعثات الرومانية الكاثوليكية، وتطورت جماعات هنديَّة كاثوليكيَّة متفردَّة منها كاثوليك مانغلور وكاثوليك غوان والتي طورّت ثقافة كاثوليكية غوانية ومانغلوريّة متميزة فيها عناصر هندية برجوازية وعناصر كاثوليكية برتغالية. وصلت أوائل البعثات البروتستانتية والأنجليكانيَّة إلى الهند خلال الإستعمار البريطاني على الهند، وأصبح إنشاء المدارس والمستشفيات من قبل المبشرين المسيحيين البريطانيين "سمة محورية للعمل التبشيري والمسارات الرئيسية للتحويل الديني"، وتمت ترجمة الكتاب المقدس إلى لغات الهند المختلفة. وعمل المبشرون البروتستانت في الهند على زيادة معرفة القراءة والكتابة، وشاركوا في النشاط الاجتماعي، مثل مكافحة الدعارة، ومناصرة حق النساء الأرامل في الزواج مرة أخرى، ومحاولة إيقاف الزواج المبكر للنساء.

وفقاً لتعداد السكان في عام 2011 يوجد في الهند أكثر من 27.8 مليون هندي مسيحي، والذين يشكلون 2.3% من سكان الدولة. يوجد ثلاث مناطق تتركز فيها الكثافة المسيحية في جنوب الهند وكونكان وأديفاسي في شرق ووسط وشمال شرق الهند. وتضم ثلاثة ولايات هنديَّة على أغلبيّة مسيحية وهي كل من ناجالاند وميزورام وميغالايا، كما وتضم كل من ولاية مانيبور وأروناجل برديش وكيرلا وغوا على نسب ملحوظة للمسيحين. وتضم مدينة كوتشي في كيرالا على واحدة من أضخم التجمعات المسيحية في الهند. ويعتبر المسيحيين أكثر المجتمعات الدينية تقدمًا في الهند إلى جانب البارسيين والجانيين. حيث أن لدى المسيحيين في الهند ثاني أعلى دخل سنوي كما أنهم واحدة من أكثر المجتمعات الدينية في الهند تعليمًا. إذ بلغت نسبة محو الأمية بين المسيحيين الهنود 90.8%، بالمقارنة مع 88.3% بين الجانيين، و78.89% بين المسلمين و74.36% بين الهندوس. كما أنّ نسبة الأشخاص ذوي المستوى التعليمي الثانوي وما فوق هو الأعلى لدى المسيحيين الهنود.

يظهر تأثير المسيحيين من سكان المناطق الحضرية جليًا في الاقتصاد فالقيم المسيحية المتأثرة من التقاليد الأوروربية تعتبر ميزة ايجابية في بيئة الأعمال والتجارة في الهند الحضرية؛ يعطى هذا كتفسير للعدد الكبير من المهنيين المسيحيين في قطاع الشركات في الهند. وتملك الكنائس الهندية العديد من المؤسسات التي تقدم خدمات للمجتمع الهندي وتشمل مدارس، مستشفيات، جامعات، كليّات، دور أيتام ومشرّدين. للمسيحية في الهند ارث عريق ولا يزال في كافة المجالات خاصًة في التعليم والرعاية الصحية.

يتعرض المجتمع المسيحي الهندي إلى أعمال عنف ذات دوافع دينية، ونظرت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى أعمال العنف ضد المسيحيين الهنود باعتبارها تكتيكاً يُستخدم لتحقيق الأهداف السياسية. وتشمل أعمال العنف إحراق الكنائس والتحويل القسريّ إلى الهندوسية والتهديدات بالعنف البدني والاعتداءات الجنسية وقتل رجال الدين المسيحيين وتدمير المدارس والكليات والمقابر المسيحية. وصنفت اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية عام 2017 شدة الاضطهاد الهند في "المستوى 2" إلى جانب العراق وأفغانستان. وعلى مدار السنوات السبع الماضية، ارتفعت الهند إلى المرتبة العاشرة في قائمة الدول الأكثر اضطهاداً للمسيحيين بحسب قائمة منظمة الأبواب المفتوحة، لتحتل في المرتبة خلف إيران في شدة اضطهاد المسيحيين.