جغرافية كتاب مقدس بِثِينِية - Abahoor

جغرافية كتاب مقدس بِثِينِية

 

جغرافية كتاب مقدس

بِثِينِية | بيثينية



*   فلما اتوا الى ميسيا حاولوا ان يذهبوا الى بثينية، فلم يدعهم الروح.                       (1ع 16: 7)

مقاطعة في الشمال الغربي من آسيا الصغرى. يحدها شرقًا بافلاغونيا وشمالًا البحر الأسود وجنوبًا فريجية وغلاطية وغربًا بحر مرمرة. حاول بولس وسيلا دخولها فمنعهما الروح. ولكن الإنجيل دخلها عن طرق أخرى. ولما كتب بطرس رسالته الأولى كان أهل بثينية ضمن من وجهها إليهم

*  الى المتغربين من شتات بنتس وغلاطية وكبدوكية واسيا وبيثينية، المختارين           (1 بط 1: 1)

وقد اشتهر أهلها بالقوى والثبات كما يشهد بذلك التاريخ الكنسي للقرن الأول من التاريخ المسيحي. وكما تشهد بذلك أيضًا الرسالة التي أرسلها بليني الأصغر إلى الإمبراطور" يوجد المزيد على موقع blogger    aba hoor" تراجان في طليعة القرن الثاني وذكر فيها كيف اعتنق الدين المسيحي كثيرون فسجن منهم من سجن وعذّب من عذّب، فارتد البعض وقدّموا خمرًا ولبانًا لتماثيل الآلهة وسجدوا لصور الإمبراطور. إلا أن ذلك لم يجدِ في تخويف الآخرين بل إنهم يكثرون. ويطلب الأذن باستعمال طرق أشدّ.

وبعد ذلك عقد مجمعان في أثنين من مدنها، نيقية 325 ب.م. وخالقيدونية 451 ب.م. وكان451 ب.م. وكانا من أكبر المجامع المسيحية.

1- حدودها:

يحدها من الشرق مقاطعة بافلاغونيا ، ومن الشمال بنطس والبحر الأسود، ومن الغرب البوسفور وبحر مرمرة، ومن الجنوب فريجية وغلاطية. وكان يشقها نهر سنقاري (سنجاريا). وهي أرض جبلية، ويرتفع جبل ميسيا إلي نحو 6,400 قدم في الجنوب الشرقي منها، وتتخللها وديان شديدة الخصوبة تنحدر نحو البحر الاسود، وتنمو بها الغابات التي يأخذون منها أنواعًا جيدة من الخشب، كما ينمو بها القمح والفواكه.

2- تاريخها القديم

يبدو أن الحثيين قد احتلوها في العصور القديمة، لأن بريام ملك طرودة واجه هناك عمالقة أشداء بين الأمازونيين، وفي حوض نهر سنجاريا الأعلى في فريجية، لعلهم كانوا من الحثيين الذين يحتمل أنهم أقاموا علي جانبي النهر حتى مصبه. ولكن أول من جاء ذكرهم في التاريخ من البيثينيين جاءوا أصلًا من تراقيا علي الجانب الأوربي من الدردنيل. وقد اجتاح الملك كروسيوس البلاد، فأصبحت هو وليديا تحت الحكم الفارسي في 546 ق.م. ولكنها استقلت بعد الإسكندر الأكبر، وحكمها نيكوميدس الأول، " يوجد المزيد على موقع blogger    aba hoor"وبروسيوس الأول والثاني، ثم نيكوميدس الثاني والثالث فيما بين 278 م إلي 74 ق.م. ولما تعب آخر ملوكها من الصراعات المستمرة بين شعوب أسيا الصغرى، ترك بلاده وذهب إلي روما، فانقسمت البلاد إلي جملة دويلات منها نيكوميديا وبروصا (علي اسم الملكين اللذين أسساهما). أما المدن الكبيرة بها – مثل نيقية وخلقيدونية – فقد بناها اليونانيون من قبل، وكانت هناك طرق معبدة تمتد من نيكوميديا ونيقية إلي دوريلايم وانقرة. وفي أيام الحكم الروماني، كان ساحل البحر الاسود حتى أمسيزوس يعتبر -إلي حدٍ ما- وحدة إدارية مع بيثينية.

3-الكنيسة فيها:

لما أتي بولس وسيلا ورفقاؤهما إلي

*   "ميسيا حاولا أن يذهبوا إلي بيثينية فلم يدعهم الروح"                                   (أ ع 16: 7).

 ولابد أن بعض الكارزين كانوا قد ذهبوا إليها من قبل وربحوا الكثير من النفوس للمسيح،. فبثينية احدي البلاد التي وجه إليها الرسول بطرس رسالته

*  الى المتغربين من شتات بنتس وغلاطية وكبدوكية واسيا وبيثينية، المختارين           (1 بط 1: 1).

وقد أدت الاضطرابات فيها، إلي إرسال بليني الاصغر المحامي والأديب المشهور، ليكون حاكمًا لها من 111 – 113 م، فوجد أن المسيحيين قد تكاثروا فيها حتي كادت المعابد الوثنية أن تكون مهجورة، وكسدت تجارة الحيوانات التي كانت تقدم ذبائح للأوثان. وجرت مراسلات شهيرة بين بليني والإمبراطور تراجان، دافع فيها بليني بقوة عن أخلاق المسيحيين، كما خففت الإِجراءات التي كان علي رجال الحكومة اتخاذها حيال المسيحيين. وفي جو هذه السياسة، رسخت أقدام المسيحية واكتسبت قوة.

وقد عقد أول مجمع مسكوني للكنيسة – بدعوة من الملك قسطنطين – في نيقية في 325 م. كما عقد مجمع آخر في 451 م في خلقيدونية (وهي الآن ضاحية من ضواحي استانبول). ويعتبر هذان المجمعان من أهم المجامع وأبعدها أثرًا في تاريخ المسيحية. وقد جعل الإمبراطور دقلديانوس مقر اقامته وعاصمة حكومة الإمبراطورية الرومانية الشرقية في نيكوميديا.

وظلت بيثينية طيلة ألف عام جزءًا من الامبراطورية البيزنطية، وتعرضت لكل ما تعرضت له الإمبراطورية من خير وشر، وعندما ظهر الأتراك العثمانيون، اجتاحوها واتخذ السلطان أو خان في 1326 م مدينة بروصا عاصمة له، فظلت منذ ذلك الوقت من أهم المدن التركية.