سياحه قبطيه ( تابع دير السيده العذراء الشهير بدير الحمام  2  )                            - Abahoor

سياحه قبطيه ( تابع دير السيده العذراء الشهير بدير الحمام  2  )                           

تابع دير السيده العذراء الشهير بدير الحمام                              
دير الحمام ببني سويف.. حشرة شيدت أسواره وحمته لآلاف السنين

يعتبر دير السيدة العذراء بقرية الحمام بمركز ناصر، الشهير بـ”دير الحمام”، أحد أقدم الأديرة الموجودة في محافظة بني سويف، حيث يعود إلى القرن الرابع الميلادي، وما زال يحتفظ بأثرية أسواره التي حمتها على مر التاريخ حشرة الدبور الطنان، التي دأبت على رفع الطين والأتربة من الأرض لوضعها على أسوار الدير، بقصد بناء أعشاشها، فكونت ما يشبه طبقة إسمنتية تحمى أسوار الدير حتى الآن.

ويقع الدير على بعد 6 كم شمال غرب اللاهون، وغرب قرية الحمام في طريق الوسطى الترابي، والآن يقع الدير مباشرة على طريق بنى سويف الفيوم الغربى الصحراوى.

يقول راعى الدير الأنبا بشوى، وكيل قداسة البابا وأمين الدير، إن الدير يعرف باسم السيدة العذراء وألحقت به كلمة “الحمام” نسبة إلى القرية الموجود بها الدير، مضيفا أن القرية سميت بالحمام لكثرة الحمامات الموجودة بالمنطقة، الخاصة بالأميرات، التي لا يعرف أحد عنها شيء، حيث شهدت المنطقة ثلاث عصور تاريخية، فرعونية ويونانية ورومانية.

الأنبا أنطونيوس                                                  
ويشير الأنبا إلى أن الدير كان عبارة عن كنيسة صغيرة في الجبل تحمل اسم الأنبا إسحاق الدفراوى، الذي استشهد في عام 346 ميلاديا، وفي هذه الفترة كان الأنبا أنطونيوس موجودا في البرية الشرقية “الصحراء الشرقية” في جبال القلزم في مغارته الخاصة يتعبد، فظهر له ملاك الرب، وقال له إنه يوجد مجموعة من الشباب في جبال الشركة بالفيوم، الذي هو الآن دير الحمام.

ويتابع راعي الدير أن فى حياة الرهبنة يترك الراهب كل شيء على الله، وينفذ تعليمات الرب حتى ولو كان بها أمور مستحيلة، فتوكل الأنبا أنطونيوس بعد أداء صلواته وتحرك إلى جبال الشركة بالفيوم، في بني سويف حاليا، وعندما وصل إلى نهر النيل قام بعبوره وكأنه يمشى على اليابسة، وهذه من معجزات الرب، وعند وصوله للبر الثاني “الغربي”، تقابل مع أحد الشباب وسأله على أماكن للمتوحدين، وهم المتعبدين الذين أرسله ملاك الرب لهم، فرد عليه الشاب: إنت أكيد أبونا أنطونيوس، فتعجب الراهب من معرفة الشاب له، فسأله كيف عرفت أننى أنطونيوس، فأجابه الشاب أنه في اللحظة التي ظهر لك فيها ملاك الرب ليرسلك لنا ظهر ملاك الرب لنا ليخبرنا بأنك ستأتى لتعلمنا وأخبرنا باسمك، وذهب معهم لدير أبو خشبة فى جبال الشركة بالفيوم وظل يعلمهم ويتعبد معهم، في الدير الذي اخذ اسم دير الحمام لاحقا.

قبة كنيسة الدير الرئيسية                                     

قبة نادرة ..

ويقول الأنبا بشوي إن الدير أنشئ عام 346م ويعتبر الكنيسة الأولى فى الشرق الأوسط تاريخيا ومعماريا، ويحتوي على 13 قبة، كما أن كنيسة الدير تعتبر الأولى على مستوى العالم التى تحتوى على القبة “الهليجينة” وهى القبة التى تشبه الفنجان أي أنها غير منتظمة الشكل، وتوجد ثلاث أديرة فى مصر تحتوى على هذه القبة وهى كنيسة دير الحمام وكنيسة دير الملاك ميخائيل بالأقصر وكنيسة العذراء مريم.

أما عن سبب وجود 13 قبة بالكنيسة، فتفسيرها أن الـ12 قبة هم رموز للملائكة على شكل الجسد، والقبة الـ13 ترمز للرأس، وهى قبة رأس السيد المسيح وهو الرب، فيكون هو رأس الجسد.

حكاية الأسوار                                     

ويقول تامر فوزى، مدير منطقة آثار بنى سويف الإسلامية والقبطية، إن أهم ما يميز دير الحمام بقرية الحمام بمركز ناصر هو الأسوار التى تحيط به، خاصة أسوار الواجهة الشرقية، ولقصة بنائها وبقائها حتى الآن حكاية تقول إنه أشرف على بناء السور الضخم حشرة تسمى “دبور الطين” وهذه الحشرة تأتى كل عام من 10 يناير إلى 10 مارس وتقوم بجمع حبوب اللقاح من زهرة الفول الأخضر وبواسطة الطفلة التي في الجبل تبنى عشها الذي يشبه كيس القطن الصغير جدا، وفى 10 مارس تدخل الحشرة الأم داخل السور وتغلق على نفسها وتموت ويكمل البيض دورة حياته لتخرج حشرات جديدة فى 10 يناير من العام التالى، وهكذا على مر السنين أصبح سمك الصور فى بعض الأماكن من متر إلى متر ونصف فحفظت هذه الحشرة المكان من الخراب.

ويضيف حمادة نصر، مفتش الآثار الإسلامية والقبطية بالمنطقة، أن دير الحمام صدر له قرار ضم إلى الآثار الإسلامية والقبطية عام 1986، وكان تابعا لمنطقة آثار الفيوم، وبعد إنشاء منطقة للآثار الإسلامية والقبطية فى محافظة بنى سويف تم ضمه إليها فى عام 1994.

من الداخل                                      
ويضيف حمادة أنه توجد بالدير كنيسة ملحقة به من الشمال الشرقي، مقامة على ثلاثة أعمدة، بها 7 نوافذ تحمل أسرار الكنيسة السبعة وتتبع الكنيسة التخطيط البازيليكي المستطيل، ولها 13 قبة غير منتظمة وتنقسم إلى 3 أروقة، ويوجد بداخل الكنيسة كنيستين صغيرتين واحدة على اسم القديس “إبرام” والأخري للأنبا “السواح”، وتحتوي الكنيسة على مجموعة من الأيقونات التي تزين جدرانها من الداخل، معظمها روسي الأصل، منها ما يمثل العذراء مريم وسيدنا عيسى والقديس مارجرجس.

ويقول مؤمن مخلوف، مدير عام الآثار الاسلامية والقبطية بمحافظة بنى سويف، إن دير الحمام يحتوى على تحف صغير عبارة عن حجرة بها مجموعة من التحف الأثرية القبطية وهى عبارة عن مجموعة من تيجان الأعمدة والأوانى المعدانية من شمعدان وكذلك قطع من النسيج القبطى، وقد خضع الدير لعمليات ترميم تحت إشراف وزارة الآثار وعلى نفقة الدير الخاصة، ولكن الترميم متوقف الآن ولم يستكمل لعدم وجود إمكانيات.