دراسات عهد قديم ( سفر الخروج 1 ) - Abahoor

دراسات عهد قديم ( سفر الخروج 1 )


                              سفر الخروج
                                                   
أهميته:

مع أن كل أسفار الكتاب يكمل أحدها الآخر ولايمكن لسفر أن يستغني عن الآخر إلا أن لكل سفر موضوعه الذي ينفرد به وبالتالي له أهميته الخاصه، وأهمية سفر الخروج تتضح من الآتي:
1- هو السفر الذي يسجل أعجب قصة هجرة جماعيه، قصة الخروج العظيم؛ لا لأسرة ولا لمئات من الأسر بل هجرة شعب بأكمله في ليله واحده لبلاد لايعرفها ومن طريق لا يعلمه دون أي إعداد مسبق. ويالها من قصة مثيرة.
2- هو السفر الذي فيه نقرأ عن نشأة أهم شخصية علي الإطلاق في العهد القديم؛ شخصية موسي رجل الله.
3- فيه نقرأ عن أول فترة تدخل الله فيها بعمل الآيات والمعجزات.
4- فيه نقرأ عن بداية اسرائيل كشعبٍ لله بعد أن كانوا مجموعة عائلات.
5- هو السفر الذي يسجل لنا قصة أول دستور إلهي مكتوب وهو الناموس.

6- فيه نقرأ عن أول مسكن لله علي الأرض؛ وهو خيمة الاجتماع .

موضوعه:
                                       
الموضوع الرئيسي لهذا السفر يتضح من عنوانه خروج شعب الله من أرض مصر وذهابهم في البرية إلي أرض كنعان، كما يسجل السفر موضوعين آخرين هما الناموس وخيمة الاجتماع وهذان لهما ارتباط وثيق بالموضوع الرئيسي للسفر الذي هو الخروج، فبالخروج انتقل الشعب إلي حالة جديدة وبالناموس صار الشعب تحت سلطة جديدة وبخيمة الاجتماع دخل الشعب في علاقة جديدة مع الله.

سفر الخروج أو كتاب الخروج هو أحد الأسفار المقدسة لدى الديانة اليهودية والمسيحية، يصنف هذا السفر كثاني أسفار العهد القديم ولا يوجد خلاف حوله بين مختلف الطوائف المسيحية أو اليهودية حول قيمته المقدسة. يتحدّث هذا السفر عن كيفيَّة نجاة بني إسرائيل من استبداد وظلم وبطش فرعون مصر واستعباده إياهم، وذلك بقدرة وإرادة الله الذي خصّهم بالرسالة، وأرسل إليهم نبيه موسى ليعظهم ويُعلمهم، فقادهم في رحلةٍ طويلة عبر البراري حتى وصلوا جبل الطور في سيناء، حيث وعدهم الله أرض كنعان (أرض الميعاد)، وأخذ ميثاقهم، ثمَّ أنزل الشريعة على موسى، ليُعلمهم الدين.

ينسب سفر الخروج في التقاليد اليهودية والمسيحية إلى موسى، ويدعى إلى جانب أول أربعة أسفار في العهد القديم باسم أسفار موسى الخمسة أو التوراة أو الشريعة، حيث أن كلمة توراة في العبريّة تفسر بمعنى الشريعة النسبة إلى موسى تفهم لدى علماء النقد الأعلى حديثًا بشكل مغاير عن المعنى التقليدي بكون موسى شخصيًا من كتب السفر، يرى بعض الباحثين المُعاصرين أنَّ سفر الخُروج كُتب من تقاليد شفهية خلال عهد السبي إلى بابل أي في القرن السادس قبل الميلاد، وأنَّ صيغته النهائية وضعت في في العهد الفارسي اللاحق للسبي أي في القرن الخامس قبل الميلاد. تقول الباحثة كارول مايرز في تعليقٍ لها على السفر، أنَّه أكثر أسفار الكتاب المُقدس أهميَّة، فهو على حدّ تعبيرها: يُمثّلُ التفاصيل التوضيحيَّة للهويَّة اليهوديَّة، فيعكس ذكريات ماضٍ مليء بالشقاء والهروب، وميثاق أخذه الله على بني إسرائيل وفضَّلهم بعده على العالمين، وتعاليمه التي بعث بها موسى ليُعلّمهم أسس بناء مُجتمع جديد وكيفيَّة الحفاظ على ديمومته

أقسامه:
ينقسم السفر إلي ثلاثة أقسام موضحه في الجدول الآتي:

1- الخروج 1-18 - الناموس 19-24 3- خيمة الأجتماع 25-40

1- الاعداد للخروج 1-4 الوصايا للحياة الأدبية تصميمها 25 -31

2 - الخروج 5-11 الأحكام للحياة الأجتماعية تأخير تنفيذها 32 -34

3- تنفيذ الخروج 12 -18 الوصايا للحياة الأدبية تنفيذها 35 -40

ويحتوى على
                            1- قصة موسى



بدءًا من الفصل الثاني يذكر السفر قصة موسى، فهو من سبط لاوي، أخفاه أهله ثلاث أشهر ثم اضطروا أن يضعوه في النهر، حتى وجدته ابنة الفرعون فربته وأسمته موسى لأنها انتشلته من الماء، ورغم تربيته المصرية ظل موسى مخلصًا لشعبه الأصلي. اضطر موسى للهرب إلى مديان حيث تزوج ابنة كاهن القرية، وبعد سبعة سنوات، ظهر له ملاك الرب في وسط عليقة تشتعل فيها النار ولا تحترق، ثم ظهر الله له في العليقة فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله، ويذكر هنا مصطلحين سيكون لهما عميق التأثير في الديانة اليهودية وهما يهوه، والتي تعني "أنا هو"، ومصطلح إله الآباء: إله إبراهيم وإسحق ويعقوب.
بحسب السفر، فقد عيّن الله موسى لكي ينقذ شعب إسرائيل من العبودية، وقد فعل موسى كما طلب الله منه،
وبحسب السفر أيضًا فقد جعل الله عصا موسى تتحول إلى أفعى، كلما ألقاها موسى على الأرض، لكي تكون دليلا لبني إسرائيل على حقيقة دعوة موسى. وعين هارون أخاه لمساعدته، وبالفعل التقى موسى وهارون بفرعون، لكنه رفض إطلاق سراح الشعب، بل شدد من قسوته عليهم، وعندما التقى موسى وهارون مرة جديدة بفرعون، اجترح موسى عجيبة العصا التي تحولت إلى أفعى. لكن فرعون رفض إطلاق سراح بني إسرائيل من مصر فأخذت المصائب تتتالى عليه وعلى شعبه: فتحولت مياة الأنهار إلى دماء، ثم غزا الذباب والضفادع جميع أماكن مصر، تلى ذلك غزو الجراد لمحاصيل مصر وإتلافها، وكذلك البرد، وأخيرًا ماتت جميع بكور المواشي والأبناء في مصر. وهنا يذكر السفر أن الرب قد ميّز بين مواشي وأبناء بني يعقوب ومواشي وأبناء المصريين، وعندها فقط وافق فرعون على إطلاق سراح بني يعقوب من مصر.