تفسير عهد جديد (   الرسالة إلى أهل غلاطية 1 ) - Abahoor

تفسير عهد جديد (   الرسالة إلى أهل غلاطية 1 )


           الرسالة إلى أهل غلاطيةعدد الإصحاحات 6
الكاتب وفق التقليد بولس
تاريخ الكتابة المتوقع 49 م

غلاطية وكيليكية وكبدوكيا وميسيا هي أقاليم كبيرة في آسيا الصغرى (تركيا) وعاصمة إقليم غلاطية هي أنقرة (عاصمة تركيا الآن)

في سنة 25م ضمت الدولة الرومانية المدن التالية إلى إقليم غلاطية: إنطاكية بيسيدية، أيقونية، دربة، لسترة، وذلك لأسباب إدارية.

رحلة بولس الرسول الأولى بدأت من أنطاكية (سوريا) وشملت دربة ولسترة وأيقونية وإنطاكية بيسيدية. إذًا فقد بشر إقليم غلاطية في رحلته الأولى. وهذه المدن كانت قد انضمت في وقت سابق لإقليم غلاطية

ملحوظة: الغلاطيون شعب عنيد ومحاربون أشداء، وصفهم أحد شعرائهم بالشعب الغبي. وذاعت عنهم هذه الصفة. واستعارها منه بولس الرسول (راجع غل1:3 + 3:3)

. وحتى تكتشف أسلوب بولس العنيف الغاضب في هذه الرسالة، قارن إفتتاحية رسالة غلاطية مع أفسس وتسالونيكي، ففي الأخيرتين كان بولس فرحًا بحالة شعبي أفسس وتسالونيكي.

الرسالة إلى الغلاطيين هي إحدى رسائل العهد الجديد التي تنسب إلى الرسول بولس، وهي موجهة إلى الكنائس الموجودة في إمارة غلاطية الرومانية – تقع اليوم في تركيا -، ويدور محتوى هذه الرسالة حول الخلاف الذين كان قائما آنذاك حول ضرورة تقيد المسيحيين ذو الخلفية الوثنية بالشريعة الموسوية أو لا. تعتبر هذه الرسالة من أكثر رسائل بولس الرسول تعمقا في القضايا اللاهوتية وكان لها التأثير الأكبر في الفكر البروتستانتي.

لمحة عن كنيسة غلاطية

من المحتمل أن يكون بولس الرسول هو مؤسس الكنائس الموجودة في غلاطية ولكن من المؤكد أنه مر من هناك وبشر في





تلك المنطقة (أعمال 16 : 6)، وبعد أن غادرها جاء إليها من أورشليم مسيحيين ذو أصول يهودية ومتمسكين يتعاليم ديانتهم القديمة حاول هؤلاء أن يفرضوا على المسيحيين الجدد المهتدين من الوثنية شريعة الختان بحجة تثبيتهم في عهد الله، كما أشاعوا بينهم بأن بولس هو من تلاميذ الرسل وليس معادلاً لهم أي أنه لايجب اعتباره رسول شرعي للمسيح فهو لم يره خلال حياته الأرضية. تأثر الغلاطيين بهذه التعاليم وابتدؤوا يحفظون الأعياد اليهودية ولكنهم لم يمارسوا الختان.

ومن هنا جاء هدف كتابة هذه الرسالة وهو رغبة بولس بإثبات شرعية رسوليته وشرح كيفية الخلاص بالمسيح عن طريق النعمة وليس بحرفية الناموس بحسب رأيه.

تأثير الرسالة في الفكر البروتستانتي

يربط باحثي الكتاب المقدس ما بين مضمون رسالة غلاطية ورسالة روما، فكلتاهما تركزان على قضية البر الإلهي الموهوب للبشر بالنعمة وليس بالبر الذاتي، ولكنهما تختلفان بأن بولس حاول في رسالة روما إرشاد الكنيسة هناك لتنمو في البر الموهوب بالإيمان أما في رسالة غلاطية كان الغلاطيين قد انحرفوا مسبقا عن خط الخلاص بالنعمة وبدؤوا يمارسون إيمانهم متكلين على أعمالهم الذاتية المستندة عى الناموس.

أثرت هذه الرسالة مع رسالة روما بشكل رئيسي على تكوين النظرة البروتستانتية إلى عقيدة الخلاص، حتى أن مارتن لوثر كتب عنها قائلا :" الرسالة إلى الغلاطيين هي رسالة محبوبة تزوجت بها كما تزوجت بقرينتي المحترمة ". قام لوثر بتفسير هذه الرسالة مرتين بشكل مركز، فكانت على مر القرون اللاحقة من أهم المراجع التي اعتمد عليها اللاهوتيين البروتستانت