سياحه قبطيه ( دير البراموس 1 ) - Abahoor

سياحه قبطيه ( دير البراموس 1 )


                               دير البراموس                                      

دير البراموس (دير السيدة العذراء بوادى النطرون) يرجع تسميته إلى مكسيموس ودوماديوس الرومانيين وهم من آباء القرن الرابع الميلادي معنى كلمة البراموس (الذي للروم) وهى كلمة يونانية نسبة إلى الأميرين الأخوين مكسيموس ودوماديوس أبنا ملك الروم الذين ترهبنا في الدير.
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 17 طوبة الموافق 25 يناير بتذكار نياحة "وفاة " القديسين الروميين مكسيموس ودوماديوس وهما ابنا الملك فالنتيان بن يوفيانوس الذي حكم الأمبراطورية الرومانية ما بين أعوام 363- 370 م. ولقد اهتم الملك بتربية ولديه تربية مسيحية حقيقية وذات يوم طلب من ولديه أن يذهبا إلي مجمع نيقية للصلاة في الموضع الذي شهد انعقاد المجمع المسكوني الأول قي عام 325م فسمح لهما ؛وهناك تقابلا مع كاهن يدعي "القس يوحنا الراهب " وأعلماه برغبتهما في الرهبنة " فقال لهما: "إني أخشي من أبيكما الملك فلا أستطيع أن أقبلكما عندي ولكن حيث أنكما ترغبان في الرهبنة اذهبا إلي سوريا وتقابلا مع أحد الآباء الرهبان هناك وهو يقول لكما ماذا ينبغي أن تفعلا ". وبالفعل توجها إلي سوريا وتقابلا مع راهب قديس يدعي "الأب أغابيوس " الذي بارك رغبتهما في الرهبنة ؛فأقاما معه ست سنوات تدربا خلالها علي أعمال النسك والزهد وذات ليلة أخبرهما الأب أغابيوس أنه رأي القديس مكاريوس الكبير مؤسس الرهبنة في منطقة جيل شيهيت "وادي النطرون حاليا "
                                
في رؤيا وطلب منه ضرورة أن يتوجها إلي مصر ليسكنا في جبل شيهيت كما أخبرهما أنه سوف يتوفي بعد ثلاثة أيام ؛فحزن الأخوان لفراق أبيهما الروحي وفي نفس الفترة توفي بطريرك القسطنطينية ؛فأراد الشعب اختيار مكسيموس بطريركا بدلا منه فهرب الأخوان ليلا إلي مصر وتوجها مباشرة إلي جبل شيهيت حيث تقابلا مع القديس مكاريوس الكبير وطلبا منه السماح بالرهبنة عنده في هذه البرية المقدسة فأراهما بقعة معينة وطلب منهما أن يعملا فيها مغارة لسكناهما ؛وأعطاهما فأسا وعلمهما صناعة الخوص. أما القديسان فخلعا عنهما ملابس الرهبنة السورية وارتديا الملابس المصرية وكانا يقول بعضهما للآخر "لنحذر من أن يعرف أحد اسمينا وأننا كنا رهبانا من قبل لأنه بالتأكيد هذا المكان قريب من الملك " وعاشا في هذه المغارة ثلاث سنوات لا يكلمان أحدا ولا يأكلا إلا الخبز والملح وعندما كان يمر عليهما القديس مكاريوس الكبير كان يري عمودا من نار خارجا من مغارتهما. وذات ليلة أحس القديس مكاريوس بحمي شديدة أصابته فأتي إليه القديس مكاريوس الكبير والقديس إيسيذوروس المعروف ب"قس القلالي" وبقيا معه حتي فاضت روحه بسلام وبعد يومين شعر أخوه القديس دوماديوس بنفس الحمي وتوفي بعدها مباشرة ودفن بجوار أخيه. وكان ذلك حوالي عام 380 م تقريبا وقد نقل الجسدان تحت المذبح الأوسط بكنيسة السيدة العذراء الأثرية بدير البراموس. أما عن دير البراموس المكان الذي يحوي رفاتهما المقدسة فهو أقدم أديرة وادي النطرون وهو المكان الذي بدأ فيه القديس مكاريوس الكبير رهبنته قبل أن تزداد شهرته فيضطر إلي الانتقال إلي موضع آخر هو المكان الحالي لدير أبو مقار الكبير. ويقع دير البراموس شمال غرب برية شيهيت بمنطقة وادي النطرون في البقعة التي يطلق عليها "بقعة أولاد الملوك " ويوجد جنوب شرق الدير الحالي وعلي بعد أربعة كيلو مترات تقريبا مغارة أولاد الملوك التي يقال إنهما سكنا فيها .أما عن أساس تسمية المنطقة بالبراموس فلقد تعددت الآراء وتنوعت غير أن أقوي الأراء وأرجحها هو الرأي الذي ينسب أصل الكلمة إلي كلمة "برميئوس" اليونانية ومعناها "الخاصة بالروم