شخصيات كتابيه ( دليله / عهد قديم ) - Abahoor

شخصيات كتابيه ( دليله / عهد قديم )



                                     معنى اسم دليلة
                     

المرأة التي خانت زوجها وباعته بالفضة: قض 16: 4 -21
دليلة اسم حلو الجرس تشتهيه أي إمرأة معجبة بنفسها، لأنه يعني " الرقيقة " أو " الأنيقة ". وبسبب الأعمال الدنسة التي اتهمت بها دليلة، فلا توجد إمرأة أخرى بالكتاب المقدس تظهر بهذا الاسم الملوث، وفي الحقيقة، فمن النادر حقًا أن نجد إمرأة تحمل هذا الاسم.

سلسلة نسب عائلة دليلة
لا يقدم لنا الكتاب المقدس أي معلومات متعلقة بوالديها وخلفيتها سوى أنها جاءت من وادي سورق الذي كان يمتد من شرق أورشليم الى البحر المتوسط، هذا الوادي الذي اشتهر مدخله بالزهور النادرة ذات الروائح العبقة الطيبة.

إن سجل دليلة التي حطمت قلب أقوى الرجال بلا رحمة، يحتوي على ثمانية أعداد تصف ما تعرض له شمشون من خيانة، سقوط، عبودية وموت، أحد أكثر فقرات الكتاب المقدس وضوحًا وبراعة في تصوير الأحداث. عندما نكتب عن دليلة لا يمكن أن نتجاهل شمشون. يا للتناقض الهائل بين شخصيتهما، وكم يرمزان للشخصيات في هذا العالم اليوم! كان شمشون قويًا من ناحية البنية، ولكنه كان ضعيفًا اخلاقيًا. فمع أنه كان قادرًا على قتل أسد، لم يكن قادرًا على محاربة شهواته. كان بمقدوره تحطيم أغلاله ولكن لم يكن قادرًا على تحطيم عاداته. استطاع أن يهزم الفلسطينيين ولكنه لم يستطع أن يقهر شهواته. كانت دليلة امرأة استخدمت سحرها الشخصي لتوقع برجل وتودي به للدمار الروحي والجسدي، وهي تبرز كواحدة من أحط نساء الكتاب المقدس – انها بمثابة يهوذا العهد القديم.

ان هذه الغانية الفلسطينية كانت امرأة ذات إصرار غير مقدس وخداع شيطاني، وكانت تمتلك السحر الشخصي، والقدرة العقلية وقوة العزيمة وهدوء الأعصاب، ولكنها كانت تستغل كل تلك المواهب لهدف واحد – المال. لقد كانت على طرفي نقيض مع الحب وكرامة المرأة، لأن وجهها الجميل كان يخفي قلبًا أسود كالجحيم، مليئًا بالخيانة والغدر القاتلين. " إن شرها المريع لا يتركز في غدرها بشمشون وتسليمه لأعدائه بل في جعله يتخلى عن الإيمان بمبادئه ومثله العليا ".

فعن طريق خداعها لشمشون بجعله يعتقد أنها أحبته حقًا، فقد باعته للعمى والعبودية والموت. والسهولة التي خانت بها زوجها قد كشفت عن أنها كانت تنتمي إلى أعداء شعب الله، الشعب الذي كان شمشون هو القائد المعروف له في ذلك الوقت. لم يكن الفلسطينيون يحبون شمشون لأنه كان بطل إسرائيل وكان يعيقهم عن أداء ممارساتهم. لقد أرادوا التخلص منه، فوجدوا شخصية دليلة، العاهرة الفلسطينية، التي كانت على استعداد لتلقي الرشوة وتكون معينة لهم. لقد كان لها هدف واحد وهو الحصول على المال ولم يردعها ضميرها، مما حدا بها للاستهانة بالحب والازدراء به لأجل الثروة. وكما عبر " كوبير " عن ذلك بالقول " لقد كانت طوال الوقت تحتفظ بمجموعة من رجال الشرطة مرابطين في مسكنها انتظارًا للحظة التي تستطيع فيها أن تسلم حبيبها لأيدي أعدائه ".
كان شمشون خائنًا لنفسه لأنه لم يستطع مقاومة إغراء إمراة. فقد كانت هناك إمرأة أولى في حياته ثم ثانية استطاعت أن تستغل نقطة ضعفه، والخطية المتأصلة فيه، ولكن دليلة كانت من أقدر النساء على تحطيمه. إنها تبقى كتحذير لجميع الرجال حتى يحذروا من إغراء وحيل المرأة الشريرة المتآمرة، وقد عبر عن ذلك كاتب مجهول بالقول: " إن نساء الكتاب المقدس تمر ذكراهن كشريط يحمل الذكريات القديمة، كنجوم نقية ساطعة، ونقائصهن تكاد لا تذكر. ولكن دليلة تبزغ فجأة من الظلام كشهاب منير يسطع بنور رومانسي خطير، وتغرب في أفق ذي كآبة مخيفة ".

عرض أقطاب الفلسطينيين مبلغًا كبيرًا من المال كرشوة، 1,100 قطعة من الفضة. لقد باع يهوذا يسوع بثلاثين من الفضة فقط. لم تكن هذه الثروة إغراء هينًا بالنسبة لدليلة، وحيث انها كانت تشترك مع الذين عرضوا عليها المبلغ في رغبتهم القوية في الثأر من شمشون، فقد تصرفت بطريقة خادعة لتقبض ثمن الدم أولاً. لقد حاولت أربع مرات بطريقتها الماكرة الشريرة أن تجعل شمشون يكشف لها سر عن قوته الفائقة. وفي الثلاث مرات الأولى كذب شمشون في الإجابة على أسئلة دليلة بإستخفاف بأن ذكر أن سر قوته في الأوتار الطرية ثم في الحبال الجديدة، وفي تضفير خصل شعره وبعد أن خُدعت دليلة ثلاث مرات، اخر سلاح إغراء عندها ألا وهو الدموع، فقالت وهي تبكي: " كيف تقول أحبك وقلبك ليس معي؟ هوذا ثلاث مرات قد خذلتني ولم تخبرني بماذا قوتك العظيمة ".

هُزم شمشون. فالمرأة الباكية قد أذابت قلبه، واعترف بحقيقة أنه نذير لله من بطن أمه، وكيف أنه لو قص شعره الطويل، لفارقته قوته ليصبح مثل أي رجل عادي. وبعد أن عرفت دليلة أن شمشون قال الحقيقة، أنامته على ركبتيها. وعند نومه، قام الفلسطينيون بالقضاء على علامة النذر، وعندما استيقظ شمشون كانت قوته قد فارقته. وقد حدثت بقية فصول القصة المحزنة وكلها تتعلق بما حدث لشمشون، قام الأعداء بقلع عينيه وأوثقوه بسلاسل وذهبوا به الى غزة حيث كان يستعرض قوته عندما كان الله معه، وجعلوه يطحن القمح. لقد ذاق شمشون مرارة الذل والهوان.


إن إمرأة كدليلة لم تعرف كيف تتوب، وكما مضى يهوذا وخنق نفسه فهكذا يبدو أن دليلة قد لقيت حتفها وهي تحملق في المبلغ الذي أخذته ثمنًا لخيانتها، تحت أنقاض المعبد الذي تحطم وانهار بعد أن استعاد زوجها قوته المعتادة.