تفسير عهد جديد ( الرسالة إلى أهل أفسس ) - Abahoor

تفسير عهد جديد ( الرسالة إلى أهل أفسس )


                          الرسالة إلى أهل أفسس

عدد الإصحاحات 6 الكاتب وفق التقليد بولس

تاريخ الكتابة المتوقع 63 م مكان الكتابة المتوقع روما
                                                
الرسالة إلى أهل أفسس هي إحدى رسائل العهد الجديد التي تنسب إلى الرسول بولس، وبحسب التقليد فأن بولس قام بكتابتها أثناء وجوده في السجن في روما حوالي عام 63 م، فتكون بذلك قد كتبت في وقت متزامن مع الرسالة إلى الكولوسيين والرسالة إلى الفيلبيين والرسالة إلى فليمون، ولكن يذهب بعض الدارسين المعاصرين في الكتاب المقدس إلى أنها قد كتبت في وقت لاحق لذلك. لايبدو أنه وجد سبب حقيقي لكتابة هذه الرسالة ولكنها كانت ببساطة رسالة تعبر عن حب كاتبها لكنيسة مدينة أفسس.

لمحة عن كنيسة أفسس
يعتقد أن كنيسة أفسس قد تأسست على يد بولس الرسول عام 53 م أثناء رحلة عودته إلى أورشليم، ثم زارها أيضا بعد عام واحد خلال رحلته التبشيرية الثالثة حيث بقي فيها ثلاث سنوات يعظ ويعلِّم في تلك الكنيسة (اع19 : 1 - 20) ، وبعد أن غادرها بعث إليهم بتيموثاوس ليكمل مهمته بالوعظ والتعليم(1تيمو1 : 3) .

بعد عدة سنوات من ذلك ألقي القبض على بولس وأرسل إلى روما، واستنادا إلى التقليد الكنسي قام بولس في سجنه بكتابة عدة رسائل من بينها الرسالة إلى أهل أفسس التي أرسلت إليهم بيد تيخيكس.

محتوى الرساله
تحيات حارة لكنيسة أفسس (1 : 1 و2).
وصف عام لبركات الإيمان بيسوع المسيح ومعنى تلك البركات ولماذا تُعطى وماهو هدفها النهائي (1 : 3).
الحديث عن التغيير الروحي الكبير الذي خلقه عمل المسيح الكفاري في حياة الأمم الوثنية ( 2 : 11)
وحدة المؤمنين في جسد المسيح (4 : 1- 16).
تعليمات عامة حول الحياة المسيحية (4 : 17).
حث كنيسة أفسس على الثبات ( 6 : 11).
تحيات ختامية ( 6 : 21)

الفكر العام في الرسالة:- الكنيسة جسد المسيح

1ـ الكنيسة جسد المسيح كما أن الخليقة جسد آدم:
(أف1: 22، 23 + 2:16 + 4: 12 + 5: 30) العالم كله هو جسد آدم. كلٌ منا عبارة عن جزء من آدم ولأن رأسنا آدم مات فنحن كلنا نموت. وبنفس المنطق فنحن في المسيح خليقة جديدة (أف2: 10 + 2كو5: 17).
ولأن رأسنا حي، فالكنيسة حيَّة ونحن ننتمي لجسد المسيح الحي بالمعمودية والتي بها نموت ونقوم ثابتين في المسيح ونكون أعضاء في جسد المسيح. وكرمز لهذا رأينا نوحًا كرأس لجسد جديد كانت له حياة إذ نجا من الطوفان بالفلك (رمز المعمودية) وصار رأسًا جديدة للخليقة.

2ـ كل منّا ينتمي لجسد المسيح بالمعمودية: (أف5: 26)
وهذا تنبأ عنه حزقيال (16: 1-9) "رأيتك مدوسة بدمك... فحممتك بالماء وغسلت عنك دماءَكِ ومسحتك بالزيت" (هنا نرى المعمودية وزيت الميرون). وهنا نسمع في (أف5: 26) "لكي يقدسها مطهرًا إياها بغسل الماء". وبالمعمودية مات الإنسان العتيق ووُلد الإنسان الجديد، ومع احتكاكنا بالعالم نُحيى الإنسان العتيق إذ نعود نمارس الخطية لذلك كان هناك سر التوبة وهو الموت عن الخطية. وهنا نسمع "أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد... وتلبسوا الإنسان الجديد" (أف4: 22-24) فنظل ثابتين في جسد المسيح إن عشنا حياة التوبة. وطبعًا يضاف لهذا التناول من جسد الرب ودمه لنثبت فيه.

3ـ الكنيسة عروس المسيح: (أف5: 23 -32)
أحبها وأسلم ذاته لأجلها لكي يقدسها وكما خرجت حواء من جنب آدم إذ وقع عليه نعاس، خرجت الكنيسة من جنب المسيح المطعون (دم للتقديس - وماء للمعمودية خرجا منه) إذ مات على الصليب. لذلك قيل هنا إن الكنيسة أعضاء جسمه من لحمه وعظامه (أف5: 30) كما قيل عن حواء. ولذلك نجد الرسول هنا يعقد مقارنة بين المسيح وكنيسته والرجل وزوجته.

4ـ تعبير "في المسيح" + "كلنا أعضاء جسد المسيح": (أف1:1، 3+4: 11)
ورد تعبير "في المسيح" في هذه الرسالة أكثر من 20 مرة. وهو تعبير خاص ببولس الرسول يشير لاتحادنا بالمسيح وثباتنا فيه (وهذا يتم بالمعمودية ثم بحياة التوبة والتناول). وكل منا حينما يثبت في المسيح يصير عضوًا في جسد المسيح "لأننا أعضاء جسمه" (أف30:5). وأعضاء الجسم لكل منها عمل يختلف عن الآخر. ولكن الكل يتكامل ليكون الجسم صحيحًا. وهذا ما نراه هنا "أعطى البعض أن يكونوا رسلًا والبعض..." (أف4: 11) والهدف "تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح" (أف12:4) فالكل يخدم الكل، ويحدث التكامل.

5ـ لكل عضو عملة ووظيفتة: (أف2: 10 +4: 11، 16)
والروح القدس هو الذي يوزع الأدوار ويعطى المواهب (1كو11:12). وهو الذي يعمل في الأسرار. وهدف الأسرار هو تكوين جسد المسيح. فبالمعمودية نولد في الجسد، وبالميرون يحل الروح القدس علينا، وهو الذي يبكتنا ويعلمنا... وفي الاعتراف تمحى خطايانا، وبالتناول نثبت في الجسد فتكون لنا الحياة. والكهنوت خادم كل الأسرار. وفي سر الزواج تتكون خلية متكاثرة لينمو جسد المسيح عدديًا ثم يعطى الروح المواهب لكل عضو فينمو الجسد روحيًا. وكل عضو له مواهب تختلف عن الآخر "ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضًا" (1بط4: 10)

6ـ الأعضاء تترابط في محبة: (أف4: 15، 16)
                                                                               
فالجسد مشبه هنا بأعضاء ترتبط بعضها ببعض بمفاصل (هي المحبة التي يربط بها الروح القدس الأعضاء معًا) ونجد في تشبيه المفاصل أن كل عضو حر في حركته، لكنه مرتبط مع باقي الأعضاء بمفاصل. فيصبح جسدًا واحدًا. وهكذا الكنيسة جسد المسيح.



7ـ الجسد الذي نحصل عليه هو جسد جديد: (أف2: 10+2: 14ـ16+4: 22-24)

هنا نرى موت الإنسان العتيق، وأننا خُلقنا في المسيح خلقة جديدة. ولكن لنا حرية الإرادة في أن نعود للإنسان العتيق أو نحيا بالجديد. فالتوبة قرار حر بأن نموت عن الخطايا التي في العالم، ونحيا للمسيح.

8 ـ قامة ملء المسيح: (أف4: 13)
هذا التعبير خاص برسالة أفسس التي تُكلمنا عن الكنيسة جسد المسيح. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لذلك فهذا التعبير لا يخص الفرد بل هو خاص بالكنيسة جسد المسيح. ونحن المؤمنين نملأ هذا الجسد، فكل عضو منا هو عضو في هذا الجسد. ولذلك يسمى الكنيسة إنسان كامل أي إنسان واحد، وليس أناس متعددين وكيف يحدث الامتلاء أي كيف تصل الكنيسة إلى قامة ملء المسيح؟

9ـ قامة ملء المسيح تحدث بالنمو: (أف4: 15) "ننمو في كل شيء"
كل عضو ينمو. كطفل ينمو، نجد أن كل أعضائه تنمو. ولو توقف عضو أو أكثر عن النمو، لما كان هذا الجسد طبيعياً. بل سيكون جسدا عاجزاً. أما لو نما كل عضو بطريقة طبيعية لامتلأ الجسم، وقام بوظيفته. وعمل جسد المسيح على الأرض هو أن يمجد أبانا السماوى (مت5: 16) ويكون هذا بأن نُظهر صورة المسيح للناس.