مجمع افسس الاول سنه 431 م - Abahoor

مجمع افسس الاول سنه 431 م


                    مجمع افسس الاول                                                           
مجمع أفسس هو أحد المجامع المسكونية السبعة وفق للكنيستين الرومانيّة والبيزنطيّة وأحد المجامع المسكونية الأربعة وفق الكنائس الشرقيّة السريانية والأرمنيّة والقبطية.
بعد المجمع المسكوني الثاني ظهرت مسائل عقائدية جديدة, موضوعها هذه المرة ليس الثالوث القدوس في ذاته وانما الوحدة الشخصية بين ابن الله والإنسان يسوع المسيح. التوسع في بسط هذه الحقيقة كان يصير –في حينه- بطريقة مختلفة بين المدرسة الانطاكية التي كانت تشدّد على واقعيّة التجسد وتُميِّز، في صراعها مع الآريوسيين وأَتباع أبوليناريوس، بين الطبيعتين الإلهية والإنسانية, وبين مدرسة الإسكندرية التي كانت تختلف عن ذلك.
تم انعقاده في سنة 431 م. وهو المجمع المسكوني الثالث
+ سبب انعقاده.. ظهور بدعة نسطور. وكان نسطور أيضا اسقف للقسطنطينية

ملخص البدعة؛ أنكر نسطور أن تدعى السيدة العذراء بلقب والدة الإله وقال أنه لايمكن للإنسان أن يلد إله. وانكر أيضا الوهية السيد المسيح قائلا. أن مريم لم تلد إلها بل ما يولد من الجسد ليس إلا جسدا. وما يولد من الروح فهو روح..وبالتالي فإن السيد المسيح ليس إلها ولكنه إنسان ملهم من الله لم يرتكب خطية. وهذا مضاد لما تعتقده الكنيسة بأن السيد المسيح.هو الله. وله طبيعة واحدة من اللاهوت والناسوت. فهو الإله المتجسد. وهذه الطبيعة الواحدة ناتجة من اتحاد اللاهوت مع الناسوت اتحادا كاملا وتام. ولكن بغير اختلاط ولا تغيير. بمعنى أن اللاهوت يظل لاهوتا بعد الأتحاد والناسوت يظل ناسوتا بعد الاتحاد. مثل اتحاد الحديد بالنار. فعلى الرغم ان الحديد متحد بالنار اتحاد كامل إلا أن الحديد بعد الاتحاد يظل حديدا. والنار تظل نارا. وكل منهما محتفظ بصفاته

+رئيس المجمع      البابا كيرلس الأول. المعروف بكيرلس عمود الدين
عدد الحاضرين. حضر 200 اسقف من جميع انحاء العالم +
+ قرارات المجمع. حرمان نسطور وتعاليمه. ووضع مقدمة قانون الإيمان. (نعظمك يا أم النور الحقيقي)

ملاحظة.. بعد رجوع البابا كيرلس الاول من المجمع. كان هناك راهب يسمى الفاخوري وهو راهب بدير الأنبا مقار وكان عالما في اللاهوت وماهرا في صناعة الفخار. فقد اخذ هذا الراهب الرقوق والاوراق التي كانت تحتوي على المناقشات التي تمت في المجمع. وكتب ثؤطوكيات الايام وهي عبارة عن تسبحة خاصة بالسيدة العذراء وتصليها الكنيسة إلى الآن في تسبحة نصف الليل

مقاومة النسطوريةتزعَّم مقاومة هذا التعليم على مستوى الكنيسة كيرلُّس رئيس اساقفة الإسكندرية. انطلق كيرلس في معارضته من وحدة شخص المسيح أكثر من انطلاقه من التمييز بين ناسوته ولاهوته معتبرا ان القول بطبيعتين كاملتين في المسيح لا يعني التمييز بينهما إلى حدّ الفصل والتفريق، لان الطبيعة الإنسانية فيه لم يكن لها كيان خاص اي لم تكن شخصا. ولذلك اراد ان يفرض على خصومه القبول بعبارة "الاتحاد الشخصي " في المسيح بين العنصرين الإلهي والإنساني.

لفظة شخص في أنطاكية
لفظة "شخص" بحسب المدرسة الانطاكية كانت تعني "الطبيعة", والمبدأ السائد في الفلسفة الانطاكية في الكنيسة الكبرى في أنطاكيا كان ان "كل طبيعة كاملة هي شخص". اعتبر نسطوريوس وأتباعه ان قولة كيرلس ان الإله أتحد في يسوع اتحادا شخصيا تعني انهما أصبحا طبيعة واحدة. فاتّهموا كيرلس بالسقوط في بدعة أبوليناريوس وخصوصا وان كيرلس كان يستعمل مؤلفات أبوليناريوس المزوَّرة وكأنها صحيحة, ويردد عبارتَهُ "طبيعة واحدة للإله الكلمة المتجسد" على أساس انها لاثناسيوس الكبير. رفض نسطوريوس تطبيق خصائص الطبيعتين على شخص واحد لانه يؤدي إلى القول بأن المسيح تألم ومات في الطبيعة الإلهية.

نظرة جديدة
يرى بعض مؤرخي اللاهوت اليوم أن افكار نسطوريوس لم تكن خاطئة، وان خلافه مع كيرلس هو خلاف لفظي, وان ما رفضه مجمع افسس في البدعة النسطورية ليس تعاليم نسطوريوس شخصيا, بل التفسير الذي اعطاه كيرلس لتلك التعاليم. من دون أن نهمل هذه النظرة نقول ان الأزمة النسطورية ارغمت الكنيسة على حسم النزاع وتوضيح ايمانها بوحدة الشخص في المسيح. ففي السنة ال 431 دعا الامبراطور ثيوذوسيوس الثاني إلى مجمع مسكوني عُقد في افسس, المدينة التي كانت تكرم العذراء مريم لدرجة العبادة, حضره مئتا أسقف أعلنوا جميعا موافقتهم على رسالة كيرلس التي بعثها إلى نسطوريوس, ومما جاء فيها: " اننا نعترف بأن الكلمة صار واحدا مع الجسد, إذ اتحد به اتحادا شخصيا. فنعبد الشخص الواحد الابن والرب يسوع المسيح. اننا لا نُفرق بين الله والإنسان ولا نفصل بينهما وكأنهما اتحدا الواحد بالآخر اتحاد كرامة وسلطة... ولا ندعو الكلمة المولود من الله مسيحا آخر غير المسيح المولود من امرأة. وانما نعترف بمسيح واحد هو الكلمة المولود من الآب وهو الذي اتّخذ جسداً. أعطى المجتمعون عبارة " والدة الإله"(ثيوطوكس) الأهمية ذاتها في عقيدة التجسد لعبارة " المساوي في الجوهر" في عقيدة الثالوث, وذلك لانها تحافظ على وحدة شخص المسيح, ووقّع حوالي ال187 اسقفا على قرار المجمع القاضي بتجريد نسطوريوس من "الكرامة الاسقفية ومن درجة الكهنوت". ثبَّت هذا المجمع أيضا الحكم على بعض الهرطقات التي دانتها بعض المجامع المكانية, مثل هرطقة بيلاجيوس ورفيقه كَلِستوس (حكم عليهما مجمع في قرطاجة) الذين اعادا خلاص الإنسان للإرادة والجهاد البشريين منكرَيْن دور النعمة الإلهية في هذا الخلاص, ومن ثم أصدر المجمع ثمانية قوانين.
رافقت مجمع افسس أحداث معقدة, وذلك ان الوفد الانطاكي المؤلف من 33 أسقفا والذي يرأسه يوحنا بطريرك انطاكية كان قد تأخر بضعة ايام عن موعد افتتاح المجمع, وكان المجمع قد أصدر حكمه بإدانة نسطوريوس. بادر الانطاكيون – فور وصولهم – إلى عقد مجمع خاص بهم مع بعض الاساقفة الآخرين وكان عددهم 150 اسقفا من كافة أنحاء سوريا واسيا الصغرى، فحكموا على كيرلس لكونه تصرف خلافا للشرع الكنسي, ورؤوا في أقواله ما رآه نسطوريوس سقوطا في ضلال أبوليناريوس. بيد أن موفدي رومية, الذين قَدِموا بعد الوفد الانطاكي أيضا بايام, كان موقفهم مختلفا, وذلك انهم وافقوا على ما جاء في وقائع الجلسة الأولى وثبّتوا الحكم على نسطوريوس, ومن ثم حَرَمَ المجمع يوحنا بطريرك انطاكية. إزاء هذا البلبال أُقفل المجمع, وأمر الامبراطور بتوقف كيرلس ونسطوريوس معا, غير انه مال – تحت تأثير غغط الشعب والرهبان – إلى جهة المجمع, فقيل استقالة نسطوريوس وصرف كيرلس والاساقفة إلى كراسيهم.
عَمِل الانطاكيون المعتدلون وعلى رأسهم يوحنا على إعادة السلام بين الكنائس وخصوصا بين انطاكية والإسكندرية, فتوصلوا بعد حوالي السنتين إلى مصالحة نهائية على أساس نص اعتراف وضعه لاهوتيون من انطاكية والإسكندرية دُعي بقانون الوحدة, وجاء فيه:"اننا نعترف بأن يسوع المسيح ابن الله الوحيد هو إله تام وإنسان تام من نفس ناطقة وجسد, مولود من الآب بحسب اللاهوت وهو عينه مولود في الازمنة الأخيرة لاجلنا من العذراء مريم بحسب الناسوت.... إذ قام فيه اتحاد الطبيعتين.... وأن القديسة مريم بحسب هذا الاتحاد العادم الاختلاط هي والدة الإله, لأن الإله الكلمة تجسد وتأنس منها ومن بدء الحمل أَتْحَدَ ذاته بالهيكل الذي منها....".







.