سياحه قبطيه ( دير الانبا انطونيوس بالبحر الاحمر 2) - Abahoor

سياحه قبطيه ( دير الانبا انطونيوس بالبحر الاحمر 2)


سياحه قبطيه بدير الانبا انطونيوس بالبحر الاحمر
                                    


جولة فى الدير الأثرى

من كنيسة العذراء، الى الدير الأثرى، الذى أحاطه الرهبان بسور حفاظًا على تاريخه، حيث بنى جزء من سور الدير فى القرن التاسع وجزء آخر فى القرن الحادى عشر، وجزء فى القرن الثالث عشر، واكتمل بناؤه فى العصر الحديث بحلول القرن العشرين، والسور مبنى من الحجر الرملى بشكل متجانس فلا تعرف قديمه من حديثه.

بمجرد أن تدخل السور الأثرى، تحاوطك قلالى الرهبان التى فيها يبيتون وفى ليلها يتعبدون ويقرؤون، ثم نسير حتى نصل لكنيسة الأنبا مرقس الأنطونى التى دفن فيها، وهى مغارة فى قلب الجبل دفن فيها الأنبا مرقس الذى يلقب بالراهب الساكت، وبكنيسته ثلاثة مذابح الأول باسمه، والثانى باسم الشهيد أبو سيفين والثالث باسم الأمير تادرس.

الأنبا مرقص يضيئ قبره بنفسه

يقول القس ارشيلييدس، إن الأنبا مرقس كان يحب أن يضيئ القناديل فوق قبره، وشاهد الزوار الكثير من الرؤى التى يظهر فيها الأنبا مرقس يضيئ قنديله فوق قبره، وفوق القبر وقف راهب آخر يضيئ القنديل بزيت الزيتون، حيث يتدلى من حبل من سقف المغارة، وإلى جواره بيضة النعام التى ترمز لقيامة المسيح حيث تركز النعامة نظرها على بيضها حتى يفقس وإن حولت نظرها عنه يفسد وكذلك المسيحى يلزم بالتركيز على أموره الروحية.

عين الماء تغمر الصحراء ولا تتوقف منذ ألفى عام

إلى جوار الكنيسة، عين ماء تنطلق منها المياه فى وسط الصحراء يعود تاريخها إلى 1700 سنة فتبلل جبالها الصخرية، وتروى أراضى الدير، يغلق على البئر بسياج خشبى كأنه مزار سياحى، فترى منه مسارات الماء تفيض ولا تتوقف منذ آلاف السنين وحتى اليوم، ويؤكد القس ارشيليدس أن الماء ينساب منذ عصر القديس الأنبا انطونيوس بنفس منسوبه ومعدلاته حتى اليوم، ويرتفع عن البحر 450 مترا، مشيرا إلى أنه تسبب فى الكثير من معجزات الشفاء لمن يطلبون بركته.

وبعدما تترك عين الماء، ترى طاحونة غلال عملاقة يعود تاريخها إلى القرن التاسع الميلادى، تحتفظ بالرحى الرخامية إلى اليوم حيث كان الرهبان يطحنون الغلال فيها ليصنعوا الدقيق ويخبزوا الخبز.

                               
فى الحصن الأثرى يختبئ الرهبان من البربر

وفى الدير أيضا حصن أثرى بنى أيام الإمبراطور جوستنيان سنة 537م وهو بناء مكون من ثلاثة طوابق يبلغ ارتفاعه نحو 15 مترا، كان يستخدم للاختباء من هجمات البربر والقبائل الغازية والتى تكرر هجومها على رهبان الدير حيث كانوا يأخذون معهم الأشياء الثمينة وما يحتاجون إليه من غذاء و كساء ووقود و غيرها حتى يتمكن لهم البقاء فى الحصن لعدة شهور إلى أن ينتهى المخربون من اعتدائهم.

يفتح الحصن عن طريق قنطرة خشبية تتحرك بواسطة سلسلة حديدية تدور حول بكرة مثبتة فى الدور الثالث، لتفصل الحصن عن مبنى الربيته ومخازن وأسفله يوجد طريق تحت سطح الأرض يوصل إلى عين الماء.

بعد الحصن، تقابل معصرة الزيتون التى تعود للقرن السادس عشر كانت مصنوعة من الخشب وتدار بالحمير، فترى عجلة الحمار إلى جوارها وأدوات تجفيف الزيتون وعصره، وتعمل باليد وظل رهبان الدير يستخدمونها فى عصر الزيتون حتى م 1975.

الفريسكات الأثرية تروى سير العابرين

تمشى فى سرداب أثرى، وتصل منه إلى منطقة كنائس الدير والتى تضم عشر كنائس أهمها كنيسة القديس الأنبا انطونيوس صاحب الدير، وتمتلئ الكنيسة بفريسكات وجداريات أثرية تحتفظ بألوانها حتى الآن منذ القرن السادس الميلادى، فترى صور مريم العذراء، وشهداء المسيحية ملونة ومرسومة على الحائط تروى سير من رحلوا وظلت أرواحهم معلقة هنا تكفى للقدوة والموعظة الحسنة، وقبل أن تدخل إلى كنيسة الأنبا انطونيوس ترى على الحائط سجل الزوار الذين سجلوا على الجدران أسماءهم كان من بينهم الملكة فريدة ملكة مصر وخطاط رافقها فى الرحلة كتب على الباب " من ركب العلا وهو أهلا لها منزل الأيام لو كان راكب".

ويشير القس ارشيليدس إلى أن الفريسكات والجداريات الأثرية كانت مطموسة بالزفت وأثر الحريق حتى عام 99 حين قدمت بعثة أثرية أجنبية إلى الدير، وعملت على ترميم الفريسكات وأزالت آثار الحريق عليها بعدما حرقت قبائل بربرية غازية عام 1460 مخطوطات آباء الدير وعاشوا على التدفئة بحريقها وقتلوا جميع الرهبان وهرب الباقون.

وفى داخل كنيسة الأنبا انطونيوس، وعلى الجدران أسماء رهبان كاثوليك وأجانب مروا بالدير ونقلوا الحياة الرهبانية إلى العالم من بينهم الراهب برناردوس الكاثوليكى، كما ترى على الحائط أيضًا شعار الحروب الصليبية مدقوقًا عليها، ويؤكد القس أن الجيوش الصليبية مرت بالدير أثناء غزو0اتها للشرق وتركت علامتها هنا.