تفسير عهد جديد ( بشارة الإنجيل للقديس لوقا:  2 ) - Abahoor

تفسير عهد جديد ( بشارة الإنجيل للقديس لوقا:  2 )


2- بشارة الإنجيل للقديس لوقا:                                      

+ كتب القديس لوقا إنجيله في الفترة ما بين عاميّ 63-67 م.، وكتبه باللغة اليونانية من روما أو من أخائية باليونان.

+ كتب القديس لوقا هذا الإنجيل لصديق له يدعى العزيز ثيؤفيلس (لو 1: 3). وهو اسم يوناني معناه محب الإله. وكلمة العزيز هي لقب شرف، وبهذا يكون ثيؤفيلس أحد أشراف الإسكندرية، ولكنه أصلًا من أنطاكية مثل لوقا البشير نفسه، فكتب إليه كأممي مثله، لا لينتفع به وحده، بل لينتفع به المسيحيون من الأمم بوجه عام.

+ استعان القديس لوقا في كتابته للإنجيل بما جاء في إنجيلي متى ومرقس، وبعض القصص التي كتبها الأولون عن السيد المسيح إذ قال "أنى قد تتبعت كل شيء في البداية بتدقيق" (لو 1: 1-4). كما تأثر بتعاليم بولس الرسول إذ كان رفيقًا له. وما ذكره عن الميلاد بصفة خاصة أخذه من السيدة العذراء نفسها، كما كان يستقى المعلومات من كثيرين غيرها. هذا كله كتبه بالروح القدس الذي امتلأ به.

+ وذكر الأحداث بروح المؤرخ المدقق، غير أنه في بعض الأحيان كان يغفل بعض المعلومات المحددة عن المكان أو الزمان للأحداث، لعدم لزومها للقارئ مثل قوله: وكان في أحد المدن..، وفي أحد الأيام دخل سفينة.. وفيما هو يصلى.. وفيما هم سائرون دخل قرية.. وهكذا.

+ وتتميز بشارة القديس لوقا بخصائص معينة، باعتبار أنها كتبت خصيصا لتخاطب اليونانيين وهم قوم يقدسون الحكمة والمنطق. لقد رأينا القديس متى يكتب لليهود قاصدًا أن يبين لهم ان يسوع هو ملكهم المسيا المنتظر الذي وعد به الله آبائهم. ورأينا أيضًا القديس مرقس يكتب بشارته للرومانيين، الذين يعجبون بل يقدسون القوة، قاصدًا أن يبين ويعلن لهم شخص الرب يسوع القوى والمقتدر والمنتصر على كل قوى الشر. أما القديس لوقا فلقد كتب بشارته لليونانيين مبينًا أن يسوع المسيح هو المخلص الناطق بالحكمة، والمحب للإنسان. فهو يبين أن يسوع قد جاء رفيقًا للإنسان يود أن ينفذ إلى أعماقه لكي يهب الإنسان إمكانيات جديدة فائقة تعمل في الضمير، وتظهر في السلوك. وكثيرًا ما نجد القديس لوقا يسجل لنا لقبًا عن المسيح انه "ابن الإنسان" وهو يريد بذلك أن يبين أن يسوع قد جاء ليزيل غربة الإنسان عن الله. ولأن اليونانيون يحبون التعليم، ولا يتفرغون لشيء آخر إلا أن يتكلموا أو يسمعوا شيئًا حديثًا (أع 17: 21)، اهتم القديس لوقا أن يقدم لهم السيد المسيح كمعلم له مبادئ سامية. ولأنهم أيضًا يحبون الشعر، لذلك قدم لهم التسابيح الخاصة بالعذراء وأليصابات وزكريا في صيغة شعرية.

+ وتميز لوقا الرسول بأنه ذكر محادثات السيد المسيح لأفراد مختلفين من الناس يهود وسامريين وأمميين، نساء ورجال، أبرار ومنبوذين، أغنياء وفقراء، أطفال وكبار. مظهرًا بذلك أن يسوع هو الصديق الذي يجيب على تساؤلات الكل.

+ وتميز الإنجيل أيضًا بالحث المتواصل على الصلاة كعمل روحي أساسي. فذكر صلوات يسوع في مواقف مختلفة مثل المعمودية (لو 3: 11)، التجلي (لو 9: 29)، صلاته من أجل بطرس (لو 22: 32)، اختلاؤه الكثير للصلاة (لو 3: 21، 6: 12، 9: 18، 11: 1). كما استعان في ذلك بالأمثال كمثل صديق نصف الليل (لو 11: 5-9)، والقاضي الظالم (لو 18: 1-8).

+ وقد أظهر القديس لوقا في إنجيله دور الروح القدس في تدبير خلاص الإنسان، حينما ذكره في قصة ميلاد يوحنا (لو 1: 15)، وفي التجسد الإلهي (لو 1: 35)، وعماد السيد المسيح (لو 3: 22).

+ وانفرد القديس لوقا في إنجيله بذكر الأحداث التالية: رؤيا زكريا في الهيكل - بشارة مريم العذراء - تفاصيل ولادة يسوع وتقديمه للهيكل - إرسالية السبعين رسول - خدمة يسوع خارج الجليل واليهودية (وقصد لوقا بذلك أن يقول أن المسيح جاء من أجل العالم كله وليس لليهود فقط) - قصة زكا العشار - إرسال يسوع إلى هيرودس - صلاته من أجل صالبيه - غفرانه للص اليمين.

+ ومن المعجزات التي انفرد بها إنجيل لوقا: صيد السمك الكثير - إقامة ابن أرملة نايين - شفاء المرأة المنحنية - الرجل الأبرص - شفاء العشرة البرص - شفاء أذن ملخس عبد رئيس الكهنة.

+ ومن الأمثال التي انفرد بها القديس لوقا في إنجيله: المديونان - السامري الصالح - صديق نصف الليل - الغنى الغبي - التينة التي لم تثمر - الخروف الضال - الدرهم المفقود - الابن الضال - وكيل الظلم - الغنى ولعازر - الفريسي والعشار.