سفر الرؤيا 1 - Abahoor

سفر الرؤيا 1


                               سفر الرؤيا
سفر رؤيا يوحنا هو السفر الوحيد ذو الصفة النبوية بين أسفار العهد الجديد ويأتي ترتيبه عادة الأخير بين مجموع أسفار الكتاب المقدس ،وهو منسوب بحسب التقليد المسيحي العائد إلى القرون الميلادية الأولى إلى يوحنا بن زبدي أحد رسل المسيح الإثنا عشر، دوِّن هذا السفر على الأغلب بعد دمار مدينة القدس (أورشليم) بيد الرومان قرابة العام 70 م.

مكان كتابة السفر

بحسب التقليد المسيحي فأن يوحنا الرسول قام بكتابة الرؤيا أثناء قضاءه فترة النفي (1 : 9) في جزيرة يونانية تدعى بطمس أو بطموس Patmos والتي تبعد قرابة الـ 25 ميلا من شواطئ آسيا الصغرى،(تركيا حاليًا) وتدعى حاليًا بتينو. وهي جزيرة قاحلة لا يسكنها غير المجرمين المنفيين حيث لا يمكنهم الهرب منها وقضى يوحنا في بطمس سنة ونصف فعاد بعدها لرعاية كنيسة أفسس بعد استشهاد أسقفها تيموثاوس.ويذهب قلة الباحثين إلى أن يوحنا دون هذا السفر بعد عودته من المنفى في مدينة أفسس في اليونان.
كان ذلك حوالي سنة 95 م. في نهاية حكم دومتيانوس،

لماذا ذكر يوحنا اسمه هنا:
يوحنا لم يذكر اسمه في إنجيله وذكره هنا 5 مرات (1 : 1, 4, 9) + (2:21) + (8:22) وهذا لأن يوحنا إنسان متواضع يخفى ذاته، ولا يحب أن يشير إلى نفسه باسمه. فيوحنا كان أحد التلميذين اللذين سارا وراء يسوع بعد شهادة المعمدان (يو 35:1) والتلميذ الآخر كان أندراوس، ولكننا نجد أن يوحنا لا يذكر اسمه. وكان يسمى نفسه التلميذ الذي كان يسوع يحبه (يو 26:19) + (يو 20:21). ولكن سفر الرؤيا لغموضه ونبواته، كان يلزم ذكر اسم من كتبه ليكون هناك ثقة فيمن كتبه وثقة فيما هو مكتوب فيه.

مضمون السفر

رؤيا المسيح الممجد وسط كنيسته، ويتبعها سبع رسائل إلى السبع كنائس التي في آسيا (رؤ 1: 9-3: 22). والغاية هنا لتعليم الكنيسة في حالتها الحاضرة وتحذيرها وتشجيعها.

رؤيا الله يسيطر على مصير المسكونة مسبحًا من كل الخليقة، ورؤيا حمل الله بيده السفر المختوم بسبعة ختوم والمتضمن الأوامر الإلهية (ص 4 و5)، ويتبع ذلك فتح الختوم في سبع رؤى تعلن قصد الله من خروج المسيح ليغلب إلى يوم الدينونة العظيمة (ص 6-8: 1). وبين الختم السادس والختم السابع نجد رؤيا تبين سلامة شعب الله وسط الضيقة العظيمة التي تحل بالعالم (ص 7).
رؤيا السبعة ملائكة الذين أعطوا سبعة أبواق (ص 8: 2 - 11: 19) وتبدأ برؤيا ملاك يقدم لله صلوات القدّيسين (ص 8: 2 - 6) ويتبع كل بوق رؤيا خراب يحل بالعالم الشرير, وينتهي الكل بالدينونة الأخيرة. وبين البوق السادس والبوق السابع تتوسط رؤيا أخرى أيضًا تعلن حفظ الكنيسة الشاهدة (ص 10: 1 - 11: 14).
رؤيا الكنيسة ترمز إليها بامرأة تلد المسيح ويشهر عليها التنّين (أي الشيطان) حربًا (ص 12)
ويتبع ذلك رؤى الوحشين اللذين سيستخدمهما الشيطان لمعاونته (ص 13), ورؤيا الكنيسة المجاهدة (ص 14: 1-5) ورؤيا الخطوات المضطردة لنصرة المسيح (الأعداد 6-20).
رؤيا الجامات المحتوية الضربات الأخيرة (ص 15 و16) وتمثل الرؤيا الأولى نصرة القديسين, أما السبعة الجامات فتمثل ضربات الله السبع على العالم الشرير (ص 16).
رؤيا المدينة الزانية, أي بابل (ص 17) ويتبعها نصرة المسيح عليها وعلى أعدائه المتحالفين معها, وتختم أيضًا بالدينونة الأخيرة (ص 18 و19 و20).
رؤيا الكنيسة المثالية عروس المسيح, أو أورشليم الجديدة (ص 21: 1-8) ويتبعها وصف لأمجادها (ص 21: 9 - 22: 7).