جغرافية كتاب مقدس بافوس - Abahoor

جغرافية كتاب مقدس بافوس

 

جغرافية كتاب مقدس





  بافوس

وهو اسم لمدينتين في الجنوب الغربي من جزيرة قبرس تعرفان باسم بافوس القديمة وبافوس الجديدة.

 رحلة بولس الرسول التبشيرية الأولى (44-46 م.): "ولما اجتازا الجزيرة إلى بافوس، وجدا رجلا ساحرا نبيا كذابا يهوديا اسمه باريشوع، كان مع الوالي سرجيوس بولس، وهو رجل فهيم. فهذا دعا برنابا وشاول والتمس أن يسمع كلمة الله" (أعمال الرسل 13: 6-7)

تاريخ بافوس الجديدة:

تقول التقاليد إن الذي أسس بافوس الجديدة – وكانت أصلاً ثغراً للمدينة القديمة – هو أجابنور ملك أركاديا، وكان موقعها كمرفأ جيد سبباً في سرعة نموها وبناء جملة معابد فاخرة فيها. ويقول المؤرخ ديوكاسيوس أن أوغسطس قيصر قد أعاد بناءها في عام 15 م. بعد أن دمرها زلزال، وأطلق عليها اسم "أوغستا". وفي أيام حكم الدولة الرومانية كانت بافوس الجديدة هي العاصمة الإِدارية لكل الجزيرة ومقراً للحاكم العام، وكل ما بها من آثار إنما يرجع إلي ذلك العصر، وتشمل هذه الآثار بعض المباني العامة، والمنازل الخاصة، وأسوار المدينة، وحواجز الميناء.

1- الهيكل والعبادة: قامت شهرة المدينة ومجدها علي هيلكها الذي ظل ملوكها يفخرون بأنهم كهنته إلي أن استولت روما علي قبرس. وإلاهة المعبد – وهي نفسها أفروديت اليونانية – التي كانوا يزعمون أنها خرجت من البحر عند بافوس، لم تكن في الواقع سوي إحدى آلهات الطبيعة، شديدة الشبه بأشتار البابلية وعشتاروث الفينيقية، فهي إحدى إلاهات أسيا الصغرى وجزر بحر ايجه، وترجع عبادتها في بافوس إلي أيام هوميروس، " يوجد المزيد على موقع blogge    abahoor"وكثيراً ما أشاد بها شعراء اليونان والرومان (مثل أسخيلوس، وهوراس، وستانيوس وغيرهم) وكانت هذه الإلهة تصور علي شكل حجر مخروطي أبيض وليس علي صورة بشرية، وكانت تباع نماذج من هذا الحجر للحجاج، وكانت عبادتها شهوانية، حتى وصفها أثناسيوس بأنها تاليه للشهوة. وقد اكتشفت الحفريات في بافوس القديمة عن مجمع ضخم من المباني من العصر الروماني، يشتمل علي فناء مكشوف مربع الشكل يبلغ طول ضلع نحو 210 من الأقدام، تحف به، من ثلاث جوانب، غرف ومقصورات من الأعمدة، وليس له مدخل إلا من الشرق فقط. ويحتمل أنه في ذلك الفناء كان يقوم المذبح أو المذابح التي كان يقدم عليها البخور (فهو ميروس يذكر مذبحًا واحدًا، أما فرجيل فيذكر أنها كانت مائة مذبح تتصاعد منها الروائح الذكية من لبان سبا)، والأرجح أنه لم تكن تقدم عليها ذبائح دموية. ويقولون إنه رغم وجوده في مكان مكشوف، إلا أنه "لم يكن بيتل من المطر" (هكذا يقول تاسيتوس وبليني). ويوجد إلي الجنوب منه مبني آخر يحتمل أنه كان معبداً أقدم، ولم يبق منه الآن سوى السور الغربي، وعدم العثور علي آثار أو كتابات ترجع إلي ما قبل احتلال الرومان لقبرس، لدليل علي بطل الزعم بان المعبد كان قائماً في تلك البقعة قريبة وبخاصة علي هضبة رانتيدي علي بعد ثلاثة أميال إلي الجنوب الشرقي من القرية حيث وجدت في صيف 1910 م.، كتابات عديدة بالكتابة المقطعية القبرسية القديمة.

2- زيارة الرسل: وصل برنابا وبولس ومرقس إلي بافوس بعد أن زارا سلاميس وقطعًا جزيرة قبرس طولاً (نحو مائة ميل)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. وكانت بافوس مقر الوالي الروماني سرجيوس بولس، ولاشك في أنهم بدأوا بالكرازة في المجمع اليهودي، ولكن إذ سمع الوالي سرجيوس بولس (ويحتمل جداً أنه الوالي بولس الذي وجد اسمه منقوشا في سولي) بخبرهم، أرسل إليهم واستدعاهم والتمس أن يسمع ما ينادون به، ولكن رجلاً يهودياً ساحراً عرّافاً اسمه بايشوع أو عليم، "كان مع الوالي" (لعله كان أحد أفراد الحاشية) استخدام كل حنكتة للحيولة دون اعتناق مولاه للدين الجديد، ولكن بولس واجهه بتقريع قارص وحكم قاس عليه بالعمى إلي حين، وكان العمى الذي أصابه في الحال، له وقع شديد علي الوالي، فبادر بالاعتراف بإيمانه بتعليم الرب. (أ  – 13).

ثم أقلع بولس ورفقاؤه من بافوس في اتجاه الشمال الغربي إلي برجة في بمفيلية (أ ع 13: 6 – 13).

ولم يزر بولس مرة أخري، ولكن لابد أن برنابا ومرقس قد عادا إليها في رحلتهما الثانية إلى قبرس (أع 15: 39)، ولا نعلم إلا القليل عن تاريخ الكنيسة في بافوس بعد ذلك، ويقال إن تيخيكس رفيق بولس في الخدمة قد استشهد فيها. ويقول جيروم إن هيلاريون قد وجد له في محاورات المدينة المنهدمة والتي كادت تخلو من السكان، مكان هادئاً للخلوة التي كان يتوق إليها. وجاء في كتاب "أعمال برنابا" الأبوكريفي شيء عن رجل اسمه "رودون" كان من خدام المعبد في بافوس القديمة، ولكنه اعتنق المسيحية.