منوعات مدراش - Abahoor

منوعات مدراش

 

منوعات

مدراش

(شرح)

اسم عبري من الفعل "درش" أي دَرَس وبحثَ وفحص بدقة وجمع ميدراش "ميدراشيم" شروحات للأسفار المقدَّسة. آية آية في صورة شعرية، فهو تفسير للنص الحرفي باستخراج التطبيقات العملية والمعاني الجديدة، واستنباط الأمور القانونية.

إن غاية المدراش هيَ البحث عن الرب نفسه ، فى شتى الوسائل التي يمكن للإنسان أن يستعملها ليصل إلى ضالته. وما العمل الضخم الذي نجم عن هذا البحث، إلاَّ دليل ساطع على السعي اليهودي الحثيث، لفهم كلام الله في البيبليا وهيَ، معين للحياة لا ينضب: "اقلبها ثم اقلبها لأن كل شيء فيها، فندها فتشيب وتشيخ في دراستها، ولا تتخلَ عنها لأن ليس لك قاعدة أفضل منها  إذًا لقد نشأ المدراش، عندما بوشر بشرح التوراة علانية أمام الشعب، تحت شكل عظات تدعى في العبرية دِرَشوت" وظهر من الميدراشيم: ميدراش هالاكاه - ميدراش الهاجاداه

أ - ميدراش هالاكاه :

ومعنى "هالاكاه" في اللغة العبرية أي "سارة"، ويمثل ميدراش هالاكاه القوانين العملية لسلوك الإنسان اليهودي في حياته الدينية والاجتماعية والأخلاقية، فهيَ قوانين تساعد الإنسان اليهودي على السلوك في شريعة الرب باستقامة. "إن لفظة "هَلَخاه" تشتق من الجذر "هـ ل خ".. أي سلك، سار ومشى، والهَلَخَاه تعني السلوك، والمدراش هَلَخَاه هو المدراش الذي يبحث عن أحكام السلوك وقواعده في نصوص التوراة: يفسّر الباحث الآيـات ليترجمها قاعدة سلوك، تكون للشعب سبيلًا للعيش بحسب إرادة الله. أسلوب الهَلَخَاه تشريعي جاف بعض الشيء وبعيد عن اجتذاب سمع الحاضرين" .

ب - ميدراش الهاجاداه :

وكلمة "هاجاداه" من الفعل العبري "تاجاد" أي أخبر أو قصَّ أو روى، فميدراش الهاجاداه يجمع سير رجال الكتاب المقدَّس، كما يجمع أمثلة وقصص تساعد على فهم الشريعة المكتوبة. :

" يوجد المزيد على موقع blogger    abahoor"

"والمدراش أجَّدَاه هو المدراش الذي يبحث في التوراة عن ما لا يعطيه نص التوراة المقتضب، فيذهب الباحث في إرواء غليله، وغليل المستمعين، إلى الاستفاضة في تفسير تصرفات الأشخاص ومسار الأحداث سعيًا وراء معانٍ دينية، وعِبَر حياتية، وأمثال تفسيرية، تسهّل على المستمع فهم كلمة الرب وبالتالي عيشها ببساطة وعمق.

 يلجأ الدرشان إلى المدراش أجَّدَاه لكي يلطف درسه أو عظته في موضوع من الهَلَخَاه، فيجذب سمع الحاضرين إليه، بإسماعهم بعض الحكم والأمثــال والقصص المعبّرة .

 "فالهَلَخة" (هالاكاه) وبمعنى ما يسير الواحد بموجبه، تتضمن التفسير العملي وقواعد السلوك المستنبطة من تطبيقات الشريعة الموسوية في أمور لم يَرد ذكرها مباشرة في الشريعة. وهكذا فإن مدرش الهَلَخة يتعلّق بالتصرف وفقًا لأحكام الشريعة في مواقف غير متوقعة، بل وحتى في أتفه الأمور في الحياة اليومية.

 أما الهجَّادة، ومعناها قصة أو رواية أو إعلان، فتتعلّق بالجزء النظري الذي لا يتضمن توجيهات للسلوك، ومِدرش الهجَّاده يقدم روايات تاريخية أو حكايات أسطورية مطوَّرة بأسلوب أخلاقي تثقيفي".