سياحة قبطية
دير السلطان أورشليم، القدس
دير السلطان دير أثري للأقباط
الأرثوذكس يقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة النصارى بجوار كنيسة
القديسة هيلانة وكنيسة الملاك والممر الموصل من كنيسة هيلانة إلى سور كنيسة القيامة.
تبلغ مساحته حوالي 1800 م2. وقد أرجعه صلاح الدين الأيوبي للأقباط بعد استيلاء الصليبيين
عليه، ولعلّه عُرف من وقتها باسم "دير السلطان". ولدير السلطان أهمية خاصة
عند الأقباط لأنه طريقهم المباشر للوصول من دير مار أنطونيوس حيث مقر البطريركية المصرية
إلى كنيسة القيامة.
تقع ساحة الدير فوق كنيسة
القديسة هيلانة وفي الزاوية الجنوبية الغربية من هذه الساحة تقع كنيستان تاريخيتان
هما كنيسة الأربعة كائنات الروحية غير المتجسدة (الأربع حيوانات) ومساحتها 42 م2، ولها
هيكل، واحد حجابه مطعّم بالعاج حسب النسق القبطي القديم، نُقش في أعلاه تاريخ 1103
(للشهداء)، وعليه وعلى الحائط الجنوبي علقت ثماني أيقونات قبطية قديمة.
و كنيسة الملاك ميخائيل وهي في الدور الأرضي ومساحتها
35 م2. ، ولها هيكل واحد في أعلاه تاريخ مدون برموز مشتقة من الحروف القبطية، وعلى
الحجاب والحائط الجنوبي للكنيسة أيقونات قبطية قديمة، وحول الكنيسة من ناحيتها الشمالية
والغربية سياج حديدي يفصلها عن الممر المؤدي إلى الباب الذي يفتح منها على ساحة القيامة.
وللوصول من هذا الدير إلى
كنيسة القيامة يجب الدخول إلى كنيسة الأربعة حيوانات والنزول منها إلى كنيسة الملاك
والخروج من بابها إلى ردهة كنيسة القيامة. يُشار إلى أن هناك نزاع تاريخي على ملكية
هذا الدير بين الأقباط والأحباش.
تاريخ الدير
يقع دير السلطان، المسمى
نسبة للسلطان صلاح الدين الأيوبي، داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس، في حارة
النصارى بجوار كنيسة القديسة هيلانة وكنيسة الملاك والممر الموصل من كنيسة هيلانة إلى
سور كنيسة القيامة، تبلغ مساحته حوالي 1800 متر، وأهداه السلطان صلاح الدين الأيوبي
للأقباط لإخلاصهم، وتقديراً للدور الوطني الذي لعبوه في المعارك ضد الجيوش الصليبية
التي احتلت القدس.
وشهد الدير خلال تاريخه
الطويل نزاعاً طويل المدى على ملكيته بين الكنيسة المصرية ونظيرتها الحبشية، رغم استضافة
الرهبان المصريين لنظائرهم الأحباش لمدة 3 قرون، لعجزهم عن دفع الضرائب المُقررة عليهم،
لكنهم كانوا يثيرون قضية النزاع على الملكية في العديد من المناسبات حتى أصدر السلطان
العثماني عبدالحميد حكما بتثبيت ملكية دير السلطان للأقباط الأرثوذكس، لكن السلطات
البريطانية رفضت تسليم الدير للكنيسة المصرية.
والكرسى الأورشليمى هو
الكرسى الثانى فى الأهمية بعد الكرسى البابوى الإسكندرى والدير فى الدور الأعلى من
كنيسة القيامة فى القدس. وله مدخل إلى الكنيسة وهو يغطى مساحة 1800 م2 ويحتوى على قبة
كنيسة القديسة هيلانة وكنائس أخرى. كما أنه هناك قلالى للرهبان. والرهبان الأحباش بسبب
عدم استطاعتهم دفع الجزية طلبوا من الكنيسة القبطية أن تؤويهم لأن كنائسهم تحولت إلى
كنائس رومانية وأرمنية عام 1654، وفى أكتوبر 1820 جددت الكنيسة القبطية دير السلطان
وسمح للرهبان الأحباش عام 1840 البقاء فى الدير كضيوف وفى عام 1850 حاول الأحباش الاستحواذ
على مفتاح دير السلطان ولكن أعيد إلى الأقباط بوثيقة من الحاكم العثمانى فى فبراير
1852 وأعيدت المحاولة مرة أخرى فى 1862 وأعيدت المحاولة مرة ثالثة أثناء تجديد الكنيسة
فى عام 1888 وقرر الباب العالى فى يناير 1894 أن الأقباط المصريين هم أصحاب دير السلطان
على أن يبعد الأحباش منه تماما. وفى عام 1906 حاول الرهبان الأحباش تجديد الدير كزريعة
لإثبات ملكيتهم له. وفى عام 1945 أثناء الانتداب البريطانى جدد الأحباش أحد الحجرات
ولكن الحاكم رفض هذا العمل تماما، أما فى عام 1959 أقنع الرهبان الأحباش المدبر الإردنى
للقدس أن الدير لهم وبالفعل سلم إليهم الدير، مما دعا البابا كيرلس السادس إرسال وفد
إلى الملك حسين ملك الإردن مزودا بالوثائق الدالة على ملكيتهم للدير وألغى الملك قرار
المدبر وأمر بإعادة مفتاح دير السلطان إلى الأقباط.
ولكن فى عام 1970 أثناء
الاحتفال بعيد القيامة فى كنيسة القيامة أرسلت السلطات الإسرائيلية قوة من الجيش ليمكن
الرهبان الاحباش من دير السلطان وأعطوا مفاتيح جديدة للرهبان الأحباش وعندما حاول الرهبان
الأقباط الدخول للدفاع عنه استعمل الجيش الإسرائيلى العنف ومنع المطران القبطى من الدخول
لدير السلطان وهذا الأخير رفع قضيته أمام المحكمة الإسرائيلية العليا التى قررت بكامل
أعضائها إعادة مفتاح الدير لرهبان الأقباط وذلك فى مارس 1971.
ونتيجة رفض تسليم الدير
للكنيسة المصرية قرر المجمع المقدس في مارس 1980 عدم التصريح لرعايا الكنيسة القبطية
الأرثوذكسية بالسفر إلى القدس، لحين استعادة الكنيسة رسمياً دير السلطان بالقدس.
ومنذ ذلك التاريخ ورغم
الحكم القضائى ترفض السلطات الإسرائيلية تنفيذه. حتى أن فى عام 2017 اتخذت السلطات
الإسرائيلية قرارا بإغلاق الكنيستين فى السطح بذريعة التجديدات فى كنيسة الروم الأرثوذكس
الملتصقة بدير السلطان وذلك دون إبلاغ الدير والقائمين عليه. وقد طالبت الكنيسة القبطية
الارثوذكسية أن تتم الترميمات على حسابها ورفضت بحجة أنها هى التى سوف تجدده بصفتها
طرفا محايدا.
وفى مساء 19 أكتوبر
2017 عملت السلطات الإسرائيلية على إدخال معدات التجديد دون إبلاغ الرهبان الأقباط
وقد حاولت السفارة المصرية بصفة أن الدير مصرى فك الاشتباك وبسببه تأخر العمل وقد ساندت
وزارة الخارجية الكنيسة القبطية فى طلباتها الشرعية فى أنها تجدد ديرها المصرى وأن
الدير ليس فقط تابعا للكنيسة ولكن أيضا لمصر.
0 التعليقات:
التعبيرات