في أوقات
الأزمات
اطلب الرب
الأزمات
اطلب الرب
«رَأَيْتُ السَّيِّد
جَالِسًا عَلَى
كُرْسِيٍّوَمُرْتَفِعٍ» (أش6: 1).
جَالِسًا عَلَى
كُرْسِيٍّوَمُرْتَفِعٍ» (أش6: 1).
عندما تأتي الأزمات يُشلّ
بعض الناس، سواء من الخوف أو من الصدمة، وآخرون يزداد نشاطهم ساعين إلى حلول سريعة
وهم يهرعون هنا وهناك. لكن ماذا فعل إشعياء؟ كان بإمكانه المشاركة في وفد لزيارة الدول
المجاورة ليجري اتفاقيات سلام معهم. وكان بإمكانه أن يُجري مباحثات مع العسكريين المقتدرين،
وربما كان بوسعة محاولة إقامة مجموعة “دينية سياسية”. لكن عندما مات “عُزِّيَّا” لم
نجد إشعياء لا في القصر ولا في السوق، بل في الهيكل طالبًا الرب.
لقد سعد الرب لأن يراه هناك،
فكافأه برؤيا غاية في الأهمية. فهي ليست رؤيا عن مستقبل ألفي للسلام، ولا عن الفتك
بالأعداء، لكن الله علم بالتحديد ما كان يحتاجه إشعياء، رؤيا عن الله ذاته: «رَأَيْتُ
السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَال وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَ»
(إش6: 1). لم يكن الرب مرتبكًا وقتئذ، لأن فجيعة موت الملك لم تباغته، لذلك لم يكن
يُسرع جيئة وإيابًا، لكنه كان جالسًا. وكان إشعياء بحاجة لأن يرى ذلك، وهكذا نحن أيضًا.
كان الرب جالسًا على كرسيه
علامة على سلطانه. وكان كرسيه “عَاليًا وَمُرْتَفِعًا” الأمر الذي إذ رآه إشعياء استراحت
روحه. وبالنسبة إلى يهوذا كان المستقبل أمامهم يكتنفه الغموض وعدم اليقين، أما بالنسبة
لإشعياء فقد ملأته الرؤيا بالثقة، وإذ علم أن المستقبل في يدي الله استطاع أن يكتب
لاحقًا «هذَا هُوَ القَضَاءُ الْمَقْضِيُّ بِهِ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَهذِهِ هِيَ
الْيَدُ الْمَمْدُودَةُ عَلَى كُلِّ الأُمَمِ. فَإِنَّ رَبَّ الْجُنُودِ قَدْ قَضَى،
فَمَنْ يُبَطِّلُ؟ وَيَدُهُ هِيَ الْمَمْدُودَةُ، فَمَنْ يَرُدُّهَا؟» (إش14:
26-27). فإن كان علينا أن نبقى في هدوء وقت الأزمات وفي يقين من جهة المستقبل، فنحن
أيضًا بحاجة إلى رؤيا حيَّة حقيقية عن الله.
0 التعليقات:
التعبيرات