اية وتامل
في أوقات الأزمات كن مستعدًا
للتغيير
«هأَنَذَا أَرْسِلْنِي» (أش6:
8).
عندما جاوب إشعياء الرب قائلاً
«هأَنَذَا أَرْسِلْنِي». ما هي المهمة التي توقَّع إشعياء أن يُوكلها إليه الرب؟ هل
ظن أن الرب سيُرسله ليمسح ملكًا جديدًا، كما فعل صموئيل مع داود منذ حوالي 300 عام
مضت؟ هل وضع احتمال أن الرب سيُحدد الملك التالي؟ هل تخيَّل أن الرب سوف يستخدمه كموسى
الذي قاد شعبه بعيدًا عن مأساة العبودية في مصر؟ لم يسأل الرب إشعياء عما يعتقد أنه
يجب فعله، بل بالحري قال له: «اذْهَبْ وَقُلْ لِهذَا الشَّعْبِ: اسْمَعُوا سَمْعًا
وَلاَ تَفْهَمُوا، وَأَبْصِرُوا إِبْصَارًا وَلاَ تَعْرِفُوا» (إش6: 9). فالرب علم
ما يجب فعله.
ربما تكون لنا خياراتنا المفضلة
في الأزمات، لكن حينما نقول للرب: “إني ملكك. هأنذا. استخدمني” علينا أن نتقبل استجابته.
قبل الأزمة – عندما تكون الصداقات والعائلة والكنيسة والدراسة والعمل والصحة والحالة
المادية تتقدم جميعها بطريقة مُرضية – فالتغيير ليس ضروريًا وقتئذٍ، أما وقت الأزمة
فهو الوقت الذي لا بد فيه من التغيير. لقد تغيرت حياة إشعياء ولم تعد كما كانت من قبل
أبدًا.
من الضروري أن تلاحظ أن ما
غيَّر إشعياء ليس هو الأزمة في حد ذاتها؛ فالأزمة تمنحنا الفرصة لأن نتوقف عن كل ما
هو عادي، ونقترب إلى الرب وننقي أعمالنا ونسمعه. ونحن مُتمّمين هذه الأمور ربما نشعر
بدعوة الرب لنا لكي نتغيَّر، أو ربما يُوجهنا لأن نستمر في أعمالنا بأمانة، وكأَرْخِبُّس
نسمعه يقول لنا «انْظُرْ إِلَى الْخِدْمَةِ الَّتِي قَبِلْتَهَا فِي الرَّبِّ لِكَيْ
تُتَمِّمَهَا» (كو4: 17). لكن ربما كان الرب أيضًا يفتح لنا نافذة ليُرينا من خلالها
اتجاه جديد وخدمة جديدة ودعوة جديدة.
لقد أعطى الرب لإشعياء خدمة
نبوية صعبة، وكان الشعب الذي سيتكلم إليه عنيدًا. وإذا كانت عيناه على النجاح والنتائج
المنظورة لما استمر طويلاً. فالأزمات والصعاب وحدها يجب ألا تقرر متى نتوقف عن عملنا،
لذلك عندما كُلِّف إشعياء بالمهمة الموكلة إليه سأل: «إِلَى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ؟»،
فَأجابه الرب: «إِلَى أَنْ تَصِيرَ الْمُدُنُ خَرِبَةً بِلاَ سَاكِنٍ، وَالْبُيُوتُ
بِلاَ إِنْسَانٍ، وَتَخْرَبَ الأَرْضُ وَتُقْفِرَ، وَيُبْعِدَ الرَّبُّ الإِنْسَانَ،
وَيَكْثُرُ الْخَرَابُ فِي وَسَطِ الأَرْضِ» (إش6: 11، 12).
إن كل عمل تحت الشمس هو مؤقت.
وهذا يتضمن الأعمال المسيحية كالمدارس المسيحية والمستشفيات والملاجئ ومنظمات الإرساليات
وفرق الترنيم والمجلات المسيحية وحتى الكنائس المحلية. وكإشعياء علينا أن نسأل «إِلَى
مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ؟»، وللرب تحديد زمن البداية وكذلك زمن النهاية. فأن تستمر
في الوقت الذي قال لك توقف، ليس من الأمانة بل هو عصيان، وأن تتوقف وهو يقول استمر،
هو أيضًا عصيان. ربما تتطلب الأزمة تغييرًا معينًا، لا تبدأ أو تتوقف أو تغير إلى أن
تشعر بأن الرب يتكلم إليك.
0 التعليقات:
التعبيرات