درس كتاب مقدس
سفر العدد
الجزء الاول
يشتمل على 38 سنه وعدد من الاشهر ( 1 : 1 ) و ( تث 1 :
3)
لماذا سُمى بهذا الاسم؟
سفـر العـــد د لأنه يسجل تعدادين لشعب إسرائيل؛ الأول فى
أصحاح 1 عند خروجهم من أرض مصر، والثانى فى أصحاح 26 قُبيل دخولهم أرض كنعان.
تسمية السفر بالعدد
1- عجيب أن يدخل
مصر 70 نفس وفي مدة 215 سنة يخرجون منها ما يقرب من 2-3 مليون نفس. هذه هي بركة الله.
وهناك من يشكك في هذا وحتى نلغى كل شك فلنتصور أن شخصًا أنجب 4 أولاد عدا البنات. ثم
لو تصورنا أن كل ولد أنجب في سن الثلاثين أربع أولاد. ولو تصورنا عدم وجود أوبئة أو
أن بركة الله وعنايته تشملهم سنجد أن هذا الشخص عند دخول مصر كان واحدًا وبعد 30 سنة
يصبح 4 وبعد 60 سنة يصير العدد 16 وبعد 90 سنة يكون العدد 64 وبعد 120 سنة يكون العدد
256 وبعد 150 سنة يكون العدد 1024 وبعد 180 سنة يكون العدد 4096 وبعد 210 سنة يكون
العدد 16384 وبإضافة جيلين وهذا محتمل جدًا يكون العدد 20480 نفسًا وماذا يحدث لو كان
كل شخص ينجب خمس أو ست أولاد. إذًا لا مبالغة في الرقم. هذا ما نسميه البركة والبركة
لا معنى لأن تحسبها بالورقة والقلم، وراجع قصة الخمس خبزات والسمكتين في إنجيل يوحنا،
وهل كان هناك معنى لحسابات فيلبس.
2- ولكن لنرى أيضًا
يد الله، ففي خلال توهانهم في البرية زاد عددهم من 601730 نسمة إلى 603550 أي بزيادة
1820 نسمة (هذا بالنسبة للرجال لمن هم فوق العشرين سنة) وهذا خلال 40 سنة. والتفسير
موجود داخل سفر العدد. فكانت الأوبئة تحصد منهم آلاف بسبب تذمرهم على الله وبسبب الحيات
المحرقة كذلك، بل الأرض إبتلعت منهم الكثير..... وهكذا نرى تأثير الخطية التي تأتى
باللعنة بالمقارنة مع البركة حين يرضى الرب. هنا نرى العكس وما نسميه اللابركة.
3- كثيرون يشتكون
من الملل من دراسة سفر العدد بسبب كثرة الأسماء والأعداد ولكن لنا في هذا تعزية كبيرة
فالله يعرفنا بأسمائنا واحدًا واحدًا.
موضوعه:
يسمى هذا السفر فى التوراة العبرية «فى البرية»، وهذا الإسم
هو خلاصة موضوع السفر؛ إذ أنه يسجل لنا رحلة شعب إسرائيل الذى خرج من مصر متجهاً إلى
كنعان عابراً برية (صحراء) شبه جزيرة سيناء.
أقسامه:
يمكن تقسيم السفر
إلى ثلاثة أقسام هامة تمثل ثلاث مراحل للشعب فى البرية:
1- ارتحال الشعب من جبل سيناء إلى الحدود الجنوبية لكنعان
(قادش) ص 1-14
2- تمرد الشعب فى قادش ورفضهم دخول كنعان ورغبتهم فى العودة
إلى مصر وصدور حكم الرب عليهم بالتيهان والموت وفناء هذا الجيل من سن عشرين سنة فما
فوق ص15-19
3- إرتحال الجيل الجديد من قادش ووصولهم حتى الحدود الشرقية
لكنعان (موآب) ص20-36
أهميته:
1- هو السفر الذى يسجل أعجب قصة تيهان عرفها التاريخ، قصة
تيهان شعب بأكمله لمدة حوالى 40 سنة هلك فيها 600 ألف نسمة على الأقل؛ وكل هذا فى طريق
لايحتاج لعبوره سوى 11 يوماً فقط
2- مع أن كل أحداث تاريخ شعب اسرائيل تحوى دروساً عظيمة إلا أنه عن أحداث سفر العدد بصفة خاصة كتب
الرسول بولس فى 1كورنثوس 10: 1-12 ليقول أن هذه الأحداث قد أصابتهم مثالاً وكُتِبت
لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور؛ وعليه فالسفر يحوى تحذيرات هامة لنا.
3- هو أقوى سفر فى الكتاب يجسد بشاعة خطية عدم الإيمان من
حيث بغض الله لها ونتائجها المدمرة، فعن هذا يقول الرسول فى رسالة العبرانيين3:
17-19 «من مقت أربعين سنة؟ أليس الذين أخطأوا والذين جثثهم سقطت فى القفر، ولمن أقسم
لن يدخلوا راحته إلا الذين لم يطيعوا؛ فنرى أنهم لم يقدروا أن يدخلوا لعدم الإيمان».
مميزات السفر
1- يروى لنا هذا
السفر قصة تيه بنى إسرائيل في برية سيناء ووصولهم إلى موآب وإشرافهم على أرض الموعد.
(مدة السفر 38 سنة وتسعة شهور)
2- نجد في هذا السفر
عرض لعمل الله مع الشعب لتهيئته لدخول أرض الموعد، ومن هنا تأتى أهميته في حياتنا،
فنحن الآن في برية هذا العالم "ويسوع المسيح هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد"
(عب13: 8)، إذاً فالله مازال يعمل معنا ليهيئنا للدخول لأورشليم السمائية. إذًا نرى
فيه قصة معاملات الله معنا ونرى صورة أيضًا لمعاملاتنا مع الله.
3- هذا السفر يأتي
بعد سفر الخروج وعبور البحر الأحمر وهذا يمثل في حياتنا المعمودية (1كو10: 1، 2).
4- نرى في هذا السفر
عناية الله العجيبة بشعبه (المن والسلوى والماء والغلبة ضد أعدائهم...) ونرى تذمر الشعب
المستمر وبالرغم من تذمرهم كان يقودهم كعمود سحاب نهارًا وعمود نار ليلًا. ولكن نرى
أيضًا الله كمؤدب لشعبه، والتأديبات من محبته حتى يردهم للطريق الصحيح، وفي تأديبه
وعنايته نرى عدله ورحمته
5- نلاحظ أن التذمر
يحرمنا من بركات الله كما حرم التذمر الشعب من بركات الله.
6- لقد شكك العلماء
المحدثون في كيفية إعالة ثلاثة ملايين شخص في برية قاحلة ولكن هؤلاء ينقصهم الإيمان
بأن الله كان قائد الرحلة وهو يعول شعبه.
0 التعليقات:
التعبيرات