الرد على المشاكل الكتابيه (من سفر يهوديت ) - Abahoor

الرد على المشاكل الكتابيه (من سفر يهوديت )


. يعترض البعض بأنهم يشمئزوا من فظاعة العمل: امرأة جميلة تقتل بحيلة قائدًا عظيمًا لتخلص شعبها؛ تقطع رأسه وتضعها في جعبتها.

يرد على ذلك بالآتي:

أ. يذكر الكتاب عن ثامار أنها استخدمت الحيلة حيث خلعت ثياب ترملها، وتغطت ببرقع، فظنها حماها زانية، فدخل عليها... وهي في هذا أرادت أن تنجب ابنًا لرجلها الميت من الولي (حسب الشريعة فيما بعد). وقد شهد يهوذا قائلًا: "هي أبرّ مني، لأني لم أعطها أشيلة ابني" (تك 38: 26).

ب. استخدم القاضي إهود بن حيرا البنياميني حيلة وقتل عجلون ملك موآب لينقذ شعبه (قض 3: 12-30).

ج. قتلت ياعيل امرأة حابر القيني سيسرا بخدعه، حيث قدمت له في عطشه لبنًا ونام بسبب التعب، وضربت رأسه بوتد الخيمة. وقد تغنت النبية دبورة قائلة: "بين رجليها انطرح، سقط، اضطجع... من الكوة أشرقت وولولت أم سيسرا من الشباك. لماذا أبطأت مركباته عن المجيء" (قض 5: 27-28).

هذا وتبقى شخصية يهوديت وتصرفها موضع اعجاب ومديح الكثيرين من آباء الكنيسة والكتَّاب المسيحيين:

أ. اتسمت هذه الأرملة الجميلة بالتقوى، مع الشجاعة، ترفع معنويات القادة والشعب وتشددهم بالإيمان الحيّ بالله واهب النصرة.

ب. كان سلاحها الأول هو الصلاة والإيمان، ولكن في غير تراخٍ أو إهمال من جهة العمل. اتسمت يهوديت بالسلام الداخلي العجيب، وسرّ سلامها إيمانها بحضور الله في حياتها، تعيش مع الله في العلية، تكرس حياتها له وللصلاة من أجل شعبه. فأدركت أن ما حلّ بالشعب إنما لامتحانه وتزكيته.

ج. إن كان الله قد وهبها جمال الجسد، فقد تمتعت بجمال الروح كعطية إلهية. استخدمت عطية جمالها الجسدي كسلاحٍ في حكمة وبطهارة. لقد غامرت ودخلت معسكر نبوخذنصر كما إلى مستنقع موبوء، لكنها لم تتحرك إلا بعد استشارة الله القدوس. لقد صلت وصامت ولبست المسوح قبل أن تتحرك لأخذ القرار وتنفيذه.

دخلت المستنقع دون أن تتلوث. . لقد رأت أليفانا في سكره فلم تفقد صوابها، ولا سكرت معه أو وعدته بشيءٍ. لم تأتِ بأية قباحة لتحقق النصرة على الشر. لقد آمنت أنه لا يُغلب الشر بالشر، بل بالطهارة والقداسة والحق. لم تستعمل جسدها لتحقيق هدفها، ولا كذبت على أليفانا ولا داهنته فأوهمته أنه سيد الأرض كلها. لم تختلس النصرة بطرق بشرية خاطئة، إنما كان القدوس أمام نصب عينيها.

د. كأرملة غنية وجميلة وذات مهابة لم يرتفع قلبها بالكبرياء، بل أحبت العاطي لا العطايا، وارتفعت بقلبها إلى القدوس لتتمتع بمن يحبها. كانت العلية المكان المحبوب لها لتتمتع بالحب الإلهي، فوهبها أكثر مما سألت!