مـــــدن الكتاب المقدس ( دمشق / روما 4 ) - Abahoor

مـــــدن الكتاب المقدس ( دمشق / روما 4 )



دمشق:
من أقدم مدن العالم الىوم (أكثر من أربعةآلاف سنة)، إذ نقرأ عنها فى سفر التكوين أيام ابراهيم (تكوىن 14: 15). وهى الموطن الأصلى لكبير بيت ابراهىم، المدعو لعازر الدمشقى (تكوىن 15: 2). ولا زالت دمشق إلى اليوم مدينة هامة إذ أنها هى بعينها عاصمة سوريا عبر آلاف السنين (باستثناءات محدودة).
ونحن لا نعرف على وجه التحديد معنى دمشق، لكن كلمة الشام تعنى الشمال.
ويخترق   نهر البردى مدىنة دمشق ليروى السهل الذى يسمى الغوطة.
وكانت دمشق فى العهد القدىم عاصمة مملكة أرام، ومنها جاء نعمان السرىانى ونال الشفاء من البرص على يد أليشع النبى.
ولقد نالت فى العهد الجدىد شهرة خاصة إذ أن رسول الأمم العظيم بولس اعتمد فيها من أحد الإخوة هناك ويدعى حنانيا، عندما كان مقىماً فى بيت فى الزقاق الذى يقال له المستقيم، ولا زال هذا الشارع يحتفظ لليوم بنفس اسمه القديم، ويذهب إليه السياح لزيارته التاريخية. وكان الرب يسوع قد التقى مع الرسول بولس بقرب دمشق إذ كان ذاهباً إليها ليضطهد المسيحيين فى هذه المدينة (أعمال الرسل 9: 2،3،8،9).
وفى هذه المدينة بدأ الرسول بولس شهادته عن المسيح وخدمته التى أثرت فى العالم أكثر من خدمة أى شخص آخر (أعمال 9: 27،22،19). وفى دمشق كانت أولى محاولات قتل الرسول بولس بواسطة الجالية اليهودية الكبيرة التى كانت تقىم هناك (أعمال 9: 23-25، 2كورنثوس 11: 32،33).

روما
بُنىت مدينة روما الشهيرة عام 357ق.م فوق سبعة تلال، على نهر التيبر وكانت روما فى أيام المسيح والكنيسة الأولى عاصمة الامبراطورية الرومانية، بل وعاصمة العالم كله، وكان يقطنها فى ذلك الوقت أكثر من مليون نسمة.
كانت المدينة محاطة بسور أطول من 12كم، وكانت تحوى العديد من المعابد والمسارح والقصور والحمامات وأقواس النصر وكان بها العدىد من الشوارع الجميلة. كما كانت تحوى أيضاً الشوارع الضيقة القذرة والبيوت المتهالكة التى بسبب ضوضاء الطريق كان يستحيل على سكانها الراحة فى الليل أو فى النهار. فحقاً ما كان يوجد تناقض أكثر من التناقض الذى بين الأحياء الراقية فى روما وأحيائها الشعبية.
كتب الرسول بولس إلى المؤمنين فى روما - ولم يكن وقتها قد زارهم بعد- رسالة من أهم الرسائل فى العهد الجدىد، إذ تتحدث عن أساسىات الايمان المسيحى. ولقد شاهدت روما بعد ذلك سجن الرسول بولس مرتين (أعمال الرسل 2،28تيموثاوس 4)، وهى مكان استشهاده، وربما أيضاً استشهاد الرسول بطرس.
عندما حدث حرىق روما الشهير عام 46 م. واتجهت أصابع الاتهام إلى نيرون الذى قيل إنه كان يعزف بقيثارته وهو يشاهد الحريق المروع، فإنه لكى يبعِد الشبهة عن نفسه جعل من المسيحيين كبش الضحية والفداء، وسرعان ماحدث اضطهاد فظيع على المسيحيين وكان هذا بداىة لسلسلة طويلة من الاضطهادات بعده فيما يسمى بعصور الاستشهاد.
لا نعرف على وجه التحديد كيف دخل الانجيل إلى روما، ولو أن سفر أعمال 2 يحدثنا عن يهود أتقياء من روما كانوا فى الخمسين فى أورشليم لما نزل الروح القدس هناك مكوناً الكنيسة، لعل بعضهم آمن بالمسيح فى ذلك اليوم ورجع إلى روما ومعه بشارة الانجيل. لكن قرب نهاية القرن الثانى ظهر التقليد بأن الرسول بطرس هو الذى أسس الكنيسة فى روما وأنه مات هناك. ثم فى القرن الرابع ظهر التقليد بأنه كان أول أسقف لروما، رغم أننا من الكتاب المقدس لا يمكن أن نفهم هذا، بل ربما بمكننا أن نفهم العكس تماماً.
ولقد أدت الأوضاع السياسية فى روما فى القرون الخمسة الأولى للمسيحية إلى تقوية مركز الأسقف فيها، فاعتبر نفسه أعلى من جميع الاساقفة فى العالم، ومن هنا كان الوضع المميز لبابوات روما عبر التاريخ. وتعتبر روما اليوم واحدة من أشهر مدن العالم، وتحوى أكبر وأعظم مبنى دينى فى العالم وهو الفاتيكان مقر البابا وأيضا كيىسة القدىس بطرس. وستلعب روما فى المستقبل دوراً خطيراً فى مستقبل العالم وذلك بعد اختطاف الكنىسة إلى السماء كما يخبرنا سفر الرؤيا.