شخصيلت كتابيه عهد قديم ( موسى 13 ) - Abahoor

شخصيلت كتابيه عهد قديم ( موسى 13 )


شخصيات كتابيه عهد قديم             
موســــ(13)ــــــــى                                                 
• تكررت جملة “كلم الرب موسى” 104 مرة فى الكتاب المقدس وهو ما لم يحدث مع أى شخص آخر فى كل الكتاب المقدس.

موسي شخص عظيم تحدث عنه الكتاب كثيراً في العهد القديم والجديد، وهو اسم يحوز إعجابنا ويحظي بتقديرنا الشديد، إذ يستحضر أمامنا الإيمان العظيم والشجاعة الروحية الفائقة والقرب المتميز من الله.

معني كلمة موسي: «منتشل من الماء»، وهو يذكرنا بحادثة إنقاذه من الموت التي استخدم الله فيها ابنة فرعون بطريقة عجيبة، وهي قصة مثيرة للغاية جاءت في خروج 2
موسى والقرار العظيم عاش موسي في قصر فرعون أربعين سنة وباعتباره ابن إبنة فرعون، كانت له فرصة عظيمة للحصول علي أعلي الدرجات العلمية في أشهر جامعات العالم في ذلك الوقت، وهي جامعات مصر. من المؤكد أنه درس الحساب والجبر والهندسة والطب والعلوم الحربية، وربما أيضاً أسرار التحنيط التي لازالت لغزاً حتي الآن. يقول عنه الكتاب «فتهذب بكل حكمة المصريين وكان مقتدراً في الأقوال والأعمال » (أعمال 7: 22)، وكان من مولده جميلاً جداً. فمن كل ناحية كان شخصية غير عادية؛ شكله وثقافته وقدراته الفذة. بلا شك كانت لموسي شهرة فائقة في مصر، وإبنت فرعون التي تبنت موسي لم يكن لها أولاد أيضاً. فكان دوره هو للمُلك. في ذلك الوقت، إتخذ موسي قراره العظيم، «بالإيمان موسي لما كبر أبي أن يدعي إبن إبنة فرعون مفضلاً بالأحري أن يُذَل مع شعب الله علي أن يكون له تمتع وقتي بالخطية حاسباً عار المسيح غني أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر إلي المجازاة» (عبرانيين 11: 24-26).

كان قراره يتلخص في أنه عرف أن يقول لا الإيمان الحقيقي له وجهان كقطعة النقود: وجه إيجابي وآخر سلبي وجه يقبل وآخر يرفض وجه يقول نعم وآخر يقول لا فلا يجب تقوية الواحد علي حساب الآخر أو إظهار الواحد وإخفاء الآخر فالنعم واللا يجب أن تسيرا جنباً إلي جنب ويداً بيد. وهكذا فعل موسي إذ قال نعم للرب ولا للعالم.

أ - قال لا للمركز العظيم « أبي أن يُدعَي ابن ابنة فرعون» كان في مكانة يحسده عليها الجميع. كان له شهرة وثراء وعظمة وسلطان. كان تاج مصر الذهبي بلمعانه الأخّاذ، وعصا الحكم بكل ماتحمله من قوة ونفوذ في متناول يده؛ لكنه أعطي ظهره لكل مجد العالم إذ رأي أنه ينتهي كله بالموت والتحنيط والوضع في تابوت

ب - قال لا لملذات الخطية «مفضلاً بالأحري أن يذل ... علي أن يكون له تمتع وقتي بالخطية». ودّع موسي حياة الراحة والرفاهية ليرتبط بشعب الله الذى كان فى ذلك الوقت ذليلاً. فضّل علاقته بشعب الله المتألم علي استمراره في ارتباطه بالأميرة التي تبنته منذ طفولته، فهم مرتبطون بالله الحي الحقيقي أما هي فعلاقتها بالأوثان الميتة المزيفة. كانت فرصة التمتع بالخطية في متناول يده وهو في القصر، وعرف أن الخطية لها تمتع ، لكن الإيمان كشف أمامه أنه تمتع وقتي سرعان مايزول. وماقيمة تمتع وقتي يعقبه عذاب أبدي ؟ لكنه إختار أن يقف في صف الله ومع شعب الله. من المنطق أن يختار الإنسان مايعود عليه بالمكسب دائماً، أما هو فاختار بالإيمان لا بالمنطق. لقد اختار الإذلال مع شعب الله علي التمتع الوقتي بالخطية.

جـ - قال لا لكنوز العالم «حاسباً عار المسيح غني أعظم من خزائن مصر». كانت قصور الفراعنة في ذلك الوقت مليئة بالنقود والسبائك الذهبية بل كانت قبور الفراعنة أيضاً مليئة بالمجوهرات والتحف الثمينة النادرة. أما موسي فقد رفض كل هذه مفضلاً أن يتخذ الرب نصيبه ويخدم شعبه ولم يُخدع بغرور الغني. كثير من الأبطال في الكتاب أصبحوا أبطالاً لأنهم قالوا لا
يوسف قال لا لزوجة فوطيفار وانتصر علي شهوة الجسد.
وأليشع قال لا لهدايا نعمان السرياني وانتصر علي شهوة العيون.
وموسي قال لا لكل مافي العالم وانتصر علي تعظم المعيشة.
وآخرون قالوا لا، كدانيال ورفقائه الثلاثة ومردخاي ويوحنا المعمدان هل لنا الشجاعة الروحية لنقول مثلهم لا ؟
موسى وفرعون:
عاد موسى إلى مصر وتكلم مع بنى لإسرائيل ففرحوا أن اللـه افتقدهم (خر 4: 31) ثم دخل إلى فرعون هو وهرون أخيه وطلبوا منه أن يطلق بنى إسرائيل حسب أمر الرب ولكن تقسى قلب فرعون وازداد فى قسوته على بنى إسرائيل مما يجعلهم يتذمرون على موسى. (خر 5: 21)
وتدخل اللـه وبدأ فى إرسال الضربات على فرعون والمصريين حتى اكتملت عشر ضربات، بعدها أطلق فرعون بنى إسرائيل من مصر. (خر7: 8 – 12: 33) ثم عاد وندم فخرج ورائهم بستمائة مركبة ولكن اللـه يتدخل ويشق البحر الأحمر ليعبر بنى إسرائيل والأمر الذى لما شرع فيه المصريون غرقوا. (خر 14)
1 – تحويل ماء النهر إلي دم. (خر 7: 19 ) 2 – ضربة الضفادع. ( خر 8: 5)
3 – ضربة البعوض. ( خر 8: 16 ) . 4 – ضربة الذبان. ( خر 8: 21 – 24 )
5 – وبأ المواشى. ( خر 9 : 3 – 6 ) . 6 – ضربة الدمامل. ( خر 9 : 8 )
7 – ضربة البرد. ( خر 10 :13) 8 – ضربة الجراد. ( خر 10 : 13 )
9 – ضربة الظلام. ( خر 10 : 22 ) 10 – ضربة الأبكار. ( خر 12: 29)
وقد أدرك المصريون ان الضربات أحداث غير طبيعية :
• لشدة الضربات وتوقيتها ومدتها. • تجلى مصدرها الإلهى فى تزايد شدتها.
• حدوثها فى الوقت وعلى الصورة كما أنبأ موسى وهرون، وزوالها أيضا بناء على صلاة موسى وفى الوقت الذى حدده.
• عدم امتدادها إلى أرض جاسان حيث يقيم بنى إسرائيل.
كما أثبتت هذه الضربات عجز آلهة المصريين وعدم نفعها، أو بالحرى ثبت أنها بطل وأوهام لا وجود لها فى الحقيقة، لأنها لم تستطع أن تحمى نفسها من سطوة الإله القدير الحي الحقيقى (خر 7: 5 و 17، 8: 19، 9: 27 ).
أما بالنسبة لبنى إسرائيل فقد أدركوا أن اللـه هو:
• الإله القدير الحافظ العهد. (تك 15: 13 و خر 12: 40)
• كل الأشياء تتم بحسب إرادته. (خر 6: 6-9 و 12: 31-42)
وبخروج موسى وبنى إسرائيل من مصر يكون اللـه أنقذ موسى من ثلاث فراعنة:
• فرعون الذي أراد قتله وهو طفل (خر 1: 15، 16).
• فرعون الذي أراد قتله عندما قتل المصرى (خر 2: 15).
• فرعون البحر الأحمر (خر 15: 19).

موسى فى البرية:
قضى موسى مع بنى إسرائيل فى البرية أربعون سنة كانت مليئة بالأحداث والتى ذكرت فى أربعة اسفار من الكتاب المقدس، ولكن ممكن تلخيص أهم احداثها فى النقاط التالية:
• في برية سين، تذمر الشعب بسبب الطعام فأعطاهم الرب المن والسلوى. (خر 16)
• في رفيديم، تذمر الشعب بسبب الماء فأخرج لهم الرب ماء من الصخرة. (خر 17: 1-7)
• الحرب مع عماليق وانتصار بنى إسرائيل. (خر 17: 8-16)
• اللـه يترائى لبنى إسرائيل على جبل سيناء وسط سحاب وبروق ورعود. (خر 19)
• اللـه يعطى موسى بعض الشرائع. (خر 20 – 23)
• موسى على الجبل مع اللـه أربعين يوما ليأخذ لوحى الشريعة. (خر 24-31)
• العجل الذهبى وشفاعة موسى عن بنى إسرائيل. (خر 32)
• موسى على الجبل مع اللـه أربعين يوما ثانية. (خر 34)
• صنع خيمة الاجتماع (الشهادة) وإقامتها وتكريسها . (خر 35-40)
• التجسس على كنعان وإشاعة الخوف والتذمر بين الشعب وعقاب الله لهم بتيههم فى البرية أربعون سنة. (عد 13-14)
• اللـه يعاقب موسى وهارون بعدم دخولهم أرض كنعان من أجل أنهما لم يؤمنا به حتى يقدساه أمام أعين بني إسرائيل عند صخرة ماء مريبة. (عد 20: 12-13)
• الانتصار على ملك عراد، سيحون ملك الأموريين وعوج ملك باشان. (عد 21)
• زنى بنى إسرائيل مع بنات مؤاب وانتشار الوباء بينهم. (عد 25)
• الانتصار على المديانيين. (عد 31)
• إعطاء الأرض شرق الأردن لسبطى جاد ورأوبين ونصف سبط منسى. (عد 32)
• صعود موسى إلى جبل نبو حيث أراه الرب جميع الأرض التى أقسم لإبراهيم واسحق ويعقوب أن يعطيها لنسلهم. وموته على الجبل. (تث 34: 1-6)

لأنه كان ينظر للمجازاة
تري ماهي هذه المجازاة؟ انظر إلي موسي وهو واقف علي الشاطئ الآخر من البحر الأحمر ويقود الشعب في ترنيمة النصرة في الوقت الذي فيه غرق فرعون وكل جيشه.
انظر إليه لما صعد إلي الجبل ليأخذ لوحي الشريعة من الرب، ومكث هناك أربعين نهاراً وأربعين ليلاً في حديث مستمر مع الرب ولما نزل كان جلد وجهه يلمع.
ثم انظر إليه عند موته عندما صعد إلي الجبل ودفنه الرب بنفسه، وياللإكرام. لكن انظر إليه بعد 1500 سنة وهو علي جبل التجلي مع الرب نفسه، إذ ظهر بمجد مع الرب وكان يتحدث معه. هذه هي المجازاة التي نظر إليها بالإيمان أعزائي هل نقول نعم للرب ولا لكل شئ عداه.