شخصيات من الكتاب المقدس قاييــــــــــــــــــــــــــن: - Abahoor

شخصيات من الكتاب المقدس قاييــــــــــــــــــــــــــن:

 

شخصيات من الكتاب المقدس

قاييــــــــــــــــــــــــــن:

عندما نتأمل قصة قايين كما وردت في سفر التكوين (4: 1-16) بالإضافة إلى ثلاث آيات أخرى وردت في العهد الجديد (عب 11: 4، 1يو 3: 12، يه 11) نستطيع أن نرى شخصية قايين وما كانت تتصف به، وإذا كان من المتعذر الإحاطة بها جميعاً، فعلى الأقل نقدر أن نشير في كلمات إلى أهمها وأظهرها، ولعلها :

الضراوة والوحشية: فإن كان فمجرد فكرة أن يقوم إنسان على شخص آخر ويقتله فكرة وحشية مجردة من الإنسانية فكيف يكون الحال إذا كان هذا الإنسان شقيقه!!!

 الكبرياء والاعتداد بالذات: مما لا شك فيه أن قايين كان متكبراً، صلفاً، شديد الاعتداد بالنفس، والذات، ويبدو هذا بوضوح من الطريقة التي قدم بها قربانه لله، إذ كان ينظر الى تقدمته جيدة وسيقبلها اللـه بلا شك، ولذلك اغتاظ عندما لم يقبلها اللـه وفى نفس الوقت قبل قربان هابيل، بل أن سقوط وجهه بعد التقدمة يدل إلى حد كبير على أنه كان في الأصل ذا طبيعة متعالية شامخة !!

 الحسد:خطية الحسد تملكت قايين وأسقطت وجهه عندما رفض الله قربانه وقبل قربان أخيه.

وللأسف فإن خطية الحسد تولد وتنمو وتثمر في الحال، إذ يكفي أن يرى الإنسان غيره يفضل عليه، حتى يشعر في التو واللحظة أن نيران الجحيم بأكملها قد استعرت فيه. وهى مثل النار الآكلة التى تأكل كل نعمة وبركة روحية ودائماً ما تكون أول ضحاياها المحبة.

 الأنانية وحب الذات: وهل هناك من شك في أن قايين كان أنانياً، بل كان غارقاً في الأنانية وحب الذات؟ أل" يوجد المزيد على موقع blogger    abahoor "م ير الدنيا وكأنما هي أضيق من أن تتسع له ولأخيه، وكأنما لا تستطيع أن تحملهما معاً متعاونين متحابين متساندين؟!! بل ألا تبدو هذه الأنانية في قوله لله: “أحارس أنا لأخي” وهي عبارة إن دلت على شيء، فإنما تدل على الذاتية وعدم الاهتمام بالآخرين؟!!

 الخداع والمكر : هما من الصفات البارزة في قايين فقد جعلت فى استطاعته أن يخفي في نفسه أمر مؤامرته وغدره، ثم يدعو أخاه إلى الحقل دون أن ينتبه هابيل الى نية أخيه. بل انه استغل ثقة أخيه ليخدعه ثم يقتله.

 الكذب:  كذب قايين واضح في الجواب الذي رد به على الله عندما سأله قائلاً: “أين هابيل أخوك” إذ قال: “لا أعلم”، وليس عجباً أن يكذب قايين، بل العجب ألا يكذب وهو من الشرير (أى الشيطان)، فقد قال السيد المسيح عن الشيطان “متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب” (يو 8: 44)

خطايا قايين:  لا نستطيع أن نقوم بحصر وإحصاء لخطايا قايين لان فاحص الكلى والقلوب هو اللـه، ولكن من التأمل فيما كتب عنه فى الكتاب المقدس نستطيع أن نرى بعض الخطايا مثل:

البر الذاتى:  يعتقد بعض المفسرين أن قايين كان يشعر أنه بار وبلا خطية ولذلك قدم قربانه من ثمار الأرض ولم يقدم ذبيحة كأخيه هابيل. وكما هو معروف فى العهد القديم أن الخاطئ يجب أن يقدم ذبيحة تسفك دمها حيث أن ”بدون سفك دم لا تحصل مغفرة“ (عب 9: 22)

قتل هابيل أخيه:  وهى خطية ارتكبها قايين مع سبق الإصرار دون أن ينتفع من تحذير" يوجد المزيد على موقع blogger    abahoor " الله وإنذاره، وقد اتسمت هذه الخطية على الأقل بعدة سمات، إذ كانت:

أولاً – الخطية القريبة من الباب: فقد قال له اللـه “إن أحسنت أفلا رفع وإن لم تسحن فعند الباب خطية رابضة”.

ثانيا – الإصرار: فقايين لم يقم بقتل أخيه هابيل فوراً بل قتله بعد تقديم القرابين بفترة إذ يقول الكتاب ”وكلم قايين هابيل أخاه. وحدث إذ كانا في الحقل“ وخلال هذه الفترة لم يراجع قايين نفسه ولم يتب.

ثالثا – وحشيتها: ففكرة قتل إنسان هى فكرة بشعة وأن يكون هذا القتيل هو أخيه فهى فكرة لا يمكن لعقل سوى أن يقبلها. ولذلك قال أحد الآباء أن اللـه عندما حذر قايين شبه الخطية بوحش عندما قال له ”عند الباب خطية رابضة “.

رابعاً – خطية ارتكبت بيد رفيعة: فقد كان من الممكن لقايين أن ينتصر عليها لو أراد، ولكنه ارتكبها بإصرار وعناد قلب. فبالرغم من تحذير اللـه له وتشجيعه إياه عندما قال له ”وأنت تسود عليها“ إلا انه لم يسمع لصوت اللـه وقام بقتل أخيه.

رفض التوبة:  البعض يقول أن قايين لم يتب، ولكن فى الحقيقة أن قايين رفض التوبة والدليل على ذلك:

+ عندما كانت الخطية فكرة لم يستجب لتحذير اللـه ” فعند الباب خطية رابضة وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها “ (تك 4: 7)

+ خلال الفترة بين تقديم القرابين وقتله لأخيه لم يصرخ الى اللـه طالباً المعونة والنصرة.

+ عندما ارتكب الخطية لم يشعر بالندم ولم يطلب المغفرة.

 قساوة القلب:

الإصرار على رفض التوبة وسماع صوت اللـه جعله يصل الى مرحلة قساوة القلب. حتى أن اللـه" يوجد المزيد على موقع blogger    abahoor " عندما بدأ يوبخه على خطيئته قائلاً له ” “أين هابيل أخوك ؟“ كانت إجابته قاسية ”لا أعلم! أحارس أنا لأخي ؟“.

وهنا لم يكن هناك طريق آخر سوى اللعنة والعقوبة.

بل أن قايين بعد أن لعنه اللـه وعاقبه قال ”ذنبي أعظم من أن يحتمل“ وكأنه يشتكى ليس من ثقل الخطية ولكن من ثقل العقوبة.