جغرافية هرمجدُّون - Abahoor

جغرافية هرمجدُّون



جغرافية
هرمجدُّون
وهو موقع تنبأ كاتب الرؤيا أنه سيتحول إلى ساحة للرب، ويجتمع فيه كافة ملوك الأرض في يوم قتال الرب (رؤ 16: 16). وقد سبق أن جرى عند مجدو معارك بارزة في التاريخ. وذكر الكتاب ثلاث معارك هناك: الأولى التي تغلب فيها العبرانيون على سيسرا والكنعانيين (قض 5: 19)، والثانية التي قتل فيها ملك يهوذا اخزيا (2 مل 9: 27)، والثالثة التي جرت بين فرعون مصر نخو وبين يوشيا ملك يهوذا (2 مل 23: 29 وزك 12: 11). وتقع مجدو في مرج ابن عامر وزاد في قيمتها الاستراتيجية أنها كانت على خط المواصلات بين القسمين الشمالي والجنوبي من فلسطين، وأنها كانت على طريق الفاتحين المصريين وغيرهم من الفاتحين.
"هر مجدون" معناها بالعبري "جبل مجدّو"(رؤ 16 : 16). والمرجح هو أنها إشارة إلى مدينة "مجدو" التي تحتل موقعًا استراتيجيًا هامًا بين السهول الساحلية وسهل يزرعيل ( مرج بن عامر) المنبسط في شمالي إسرائيل. وكانت منطقة مجدو بالغة الأهمية اقتصاديًا وحربيًا، لوقوعها على الطرق العامة، وقد جرت فيها أو بالقرب منها بعض المعارك الحربية الهامة في تاريخ إسرائيل. فهناك أباد الرب جيش سيسرا أمام جيش إسرائيل بقيادة باراق (قض 4: 15)، كما انتصر جدعون على المديانيين والعمالقة (قض 7)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. كما حدثت بها كارثتان: هناك قتل الفلسطينيون شاول أول ملوك إسرائيل (1 صم 31: 8). وهناك أيضًا قتل فرعون نخو ملك مصر ويوشيا ملك يهوذا التقي (2 مل 23: 29 و30، 2 أخ 35: 32)، فأصبحت مجدو عنوانًا للرعب والفجيعة.
ويذكر الإصحاحان الخامس عشر والسادس عشر من سفر الرؤيا سبعة ملائكة معهم جامات غضب الله ليسكبوها على الأرض. وقد سكب الملاك السادس جامهُ على "النهر الكبير الفرات، فنشف ماؤه لكي يعد طريق الملوك الذين من مشرق الشمس "، كما خرج " من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبي الكذاب ثلاثة أرواح نجسة... تخرج على ملوك العالم وكل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم ، يوم الله القادر على كل شيء... فجمعهم إلى الموضع الذي يُدعى بالعبرانية هر مجدون" (رؤ 16: 12 - 16).
ولما كان سفر الرؤيا مملوءًا بالرموز التي يلف الكثير منها الغموض، فقد تنوعت التفسيرات حول هذه العبارات. فيفسرها البعض تفسيرًا حرفيًا باجتماع جيوش الأمم في السهل المجاور لمجدو، الذي يعتبر ميدانًا نموذجيًا يتسع للمناورات الحربية. بينما يرى البعض الآخر أن يوحنا يصور رمزيًّا المعركة العالمية الأخيرة بين الشر والخير، بين جنود إبليس والرب يسوع المسيح. وعلى أي وجه كان التفسير، فإن مفاد هذه العبارات، هو انتصار الرب يسوع نهائيًا في معركة فاصلة، أشبه بالمعارك الفاصلة التي حدثت قبلا في "مجدو" وكثيرًا ما يتكلم الناس الآن عن "هر مجدون الذرية".