الرد على المشاكل الكتابيه هل خلق الله العالم من العدم أم من مادة سابقة؟ - Abahoor

الرد على المشاكل الكتابيه هل خلق الله العالم من العدم أم من مادة سابقة؟


سؤال من المشككون فى صحه الكتاب المقدس

   هل خلق الله العالم من العدم أم من مادة سابقة؟
ج: 1- إن كان أحد يظن أن الله خلق العالم من الماء، وإن الماء أزليًا، فهذا خطأ خطير لأن الوحيد الأزلي الذي لا بداية له هو الله،.
2- قال الكتاب " في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك 1: 1) والفعل المستخدم "خلق" في العبرية "بارا" ويعني إيجاد الشيء من العدم، فالعالم لم يتكون من مادة سابقة، ولكن الله خلقه من العدم، ولهذا لم يستخدم الكتاب فعل "أسا" بمعنى صنع، لأن الله لم يصنع العالم من مادة سابقة، إنما خلقه من العدم، وعندما استخدم الكتاب فعل "بارا" أي يخلق من العدم رد على الكثير من الأساطير البابلية التي ظنت أن المادة أزلية، ورد على الإدعاء الذي نادى بأن العالم وُجِد بمجرد الصدفة، ورد على المشركين لأن الفعل جاء في صيغة المفرد، ورد على الذين ينادون بوحدة الوجوه فيعتبرون أن الله والطبيعة شيء واحد، ورد على اللادريين الذين لا يدرون من خلق الكون.
3- لو قال هؤلاء النُقَّاد أن الله خلق العالم المادي من مادة سابقة، فماذا يقولون عن خلق السموات وملائكتها وطغماتها، وهي أمور روحية بعيدة تمامًا عن المادة.. كيف وُجِدت؟! فهل الله الذي خلق السموات وسكانها من العدم يعجز عن خلق الكون المادي من العدم ..؟! إن الذي يصر أن الله خلق الكون من مادة سابقة بدائية، في الحقيقة لا يؤمن بقدرة الله المطلقة.
4- يقول القديس أثناسيوس الرسولي "هذه إذًا أساطيرهم. أما التعليم الإلهي والإيمان بالمسيح فإنهما يُظهران أن هذه الأساطير أنها كفر. فالكائنات لم توجد من تلقاء نفسها لأن هناك تدبيرًا سابقًا على وجودها. كما أنها لم تُخلق من مادة موجودة سابقًا، لأن الله ليس ضعيفًا، لكن الله خالق كل شيء بالكلمة من العدم وبدون مادة موجودة سابقًا، كما يقول على لسان موسى {في البدء خلق الله السموات والأرض} وأيضًا في كتاب " الراعي" (لهرماس) الكثير النفع {قبل كل شيء آمن بالله الواحد الذي خلق ورتب كل الكائنات وأحضرها من العدم إلى الوجود}".