وهل الإيمان بالمسيح يكفي لخلاص الإنسان - Abahoor

وهل الإيمان بالمسيح يكفي لخلاص الإنسان


الرد على المشاكل الكتابيه

وهل الإيمان بالمسيح

 يكفي لخلاص الإنسان
بعيدًا عن الكتاب 
المقدَّس؟
هل الإيمان بالمسيح يكفي لخلاص الإنسان بعيدًا عن الكتاب المقدَّس؟ وهل يمكن الفصل بين الإيمان بالمسيح والإيمان بالكتاب المقدَّس؟
 يمكن أن نصيغ السؤال بطريقة أخرى، وهيَ: هل اهتم السيد المسيح بالكتاب المقدَّس؟.. نعم كان للكتاب المقدَّس دور أساسي ورئيسي ومحوري في خدمة الرب يسوع، بدليل:
1ـــ أنه منذ البداية احتكم للكتاب، في التجربة على الجبل، حيث كانت جميع إجاباته مقتبسة من الكتاب المقدَّس (مت 4 : 4، 7، 10)، وكثيرًا ما كان يقـول: " أنَهُ مَكْتُوبٌ" (يو 8 : 17).. " أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ" (مت 21 : 42) (راجع مت 21 : 16، مر 12 : 26).
2ـــ عندما لم يدرك اليهود طبيعة السيد المسيح الإلهيَّة وأرادوا رجمه قالوا له: " لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ. فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا. أَجَابَهُمْ يَسُوعُ أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ. إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ" (يو10 : 33 - 35)، ومعنى لا يمكن أن يُنقض المكتوب أي لا يمكن أن يتغيَّر أو يتبدَّل أو يُحرَّف أو يُكذَّب أو يُنكَر.
3ـــ عندما كان السيد المسيح يتحدث عن العقائد كان يرجع للكتاب المقدَّس، فعندما تكلّم مع الصدوقيين عن حقيقة القيامة العامة رجع إلى سفر الخروج (خر 3 : 6): " وَقَالَ لَهُمْ تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللهِ.. أَفَمَا قَرَأْتُمْ مَا قِيلَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ الْقَائِلِ. أَنَا إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ. لَيْسَ اللهُ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلهُ أَحْيَاءٍ" (مت 22 : 20 - 32)، وعندما تكلّم عن طبيعته الفريدة رجع إلى (مز 110 : 1): " وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ. قَائلًا مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ. ابْنُ مَنْ هُوَ. قَالُوا لَهُ ابْنُ دَاوُدَ. قَالَ لَهُمْ فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا قَائِلًا. قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ" (مت 22 : 41 - 45).
4ـــ طالما تكلّم السيد المسيح عن أحداث الكتاب المقدَّس، فذكر خلق الإنسان (مت 19 : 4، 5)، وقتل هابيل (مت 23 : 35)، وفُلك نوح والطوفــان (مت 24 : 37 - 39)، والآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب (مت 8 : 11)، ولوط وهلاك سدوم وامرأة لوط (لو 17 : 28 - 32)، ورفع موسى الحيَّة النحاسية (يو 3 : 14)، والمَن الذي نزل من السماء (يو 6 : 49)، وكيف أكل داود ومَن معه من خبز التقدمة (مت 12 : 3)، وإيليا النبي وإعالة أرملة صرفة صيدا له (لو 4 : 25، 26)، وأليشع النبي وشفاء نعمان السرياني من برصه (لو 4 : 27)، ويونان وأهل نينوى (مت 12 : 40، 41)، وسليمان وملكه التيمن (مت 12 : 42).. إلخ، وعندما تكلم عن هذه الأحداث لم يتكلم عنها كأساطير أو خرافات أو قصص رمزية، بل تكلم عنها كقصص حقيقية حدثت بالفعل على أرض الواقع كما قصها لنا العهد الجديد، فمثلًا عندما تكلّم عن خلق آدم وحواء تكلم عليهما كشخصين حقيقيين وليس كرمزين للرجولة والأنوثة كقول البعض، بل جعل من حديثه عنهما أساسًا لشريعة الزوجة الواحدة.
5ـــ عندما التقى السيد المسيح بعد قيامته بتلميذيّ عمواس حدثهما عما جاء عنه في أسفار موسى وجميع الأنبياء، وقال لهما: " أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ. ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ" (لو 24 : 26، 27).. لاحظ قوله جميع الكتب، أي جميع أسفار العهد القديم، لم يهمل سفرًا واحدًا، فلولا اهتمام السيد المسيح بالأسفار المقدَّسة ما كان يستغرق