شخصيات كتابيه فى العهد الجديد ليديا تقدم بيتها - Abahoor

شخصيات كتابيه فى العهد الجديد ليديا تقدم بيتها


شخصيات كتابيه فى العهد الجديد

ليديا تقدم بيتها
ووصل بولس إلى فيلبي وهي أكبر مدينة في ولاية مكدونية (أع 16: 11- 15). اعتاد أن يذهب إلى المجمع اليهودي في المدينة وهناك يحدّث الناس. ولكن لا مجمع في فيلبي. لهذا انضم بولس إلى بعض النساء المجتمعات قرب النهر. وبدأ الحديث عن الانجيل. وتميّزت إحدى النساء بالسماع. هي ليدية. ليست من فيلبي، بل من ثياتيرة، مدينة الارجوان في آسية الصغرى (أي تركيا الحالية).
على الصعيد الاجتماعي، كانت ليدية تاجرة من التجّار الكبار الذين تسمح لهم تجارتهم بأن يسافروا من بلد إلى آخر. وعلى الصعيد الديني كانت من فئة الاتقياء المتعبدين لله. لم تكن يهودية، بل وثنية. ولكنها تأثرّت بتعليم التوراة ووصايا الله الواحد.
وستخطو ليدية خطوة أخرى، شأنها شأن عدد من الاتقياء المتعبدّين الذين جاؤوا من العالم الوثني. فكورنيليوس الضابط الروماني مثلاً، آمن باله اسرائيل، وتعلّق بمتطلبات الشريعة تجاه الله والقريب (أع 10: 2) قبل أن يعتمد ويصير مسيحياً هو وأهل بيته. لقد قدم هذا المحيط الديني عدداً من الناس فصاروا أعضاء في الجماعة المسيحية. وهكذا فتح الله قلب ليدية، فأصغت وفهمت واقتنعت بالكلام الذي يقوله بولس وفعلت كما فعل كورنيليوس (أع 10: 48): "تعمدت هي وأهل بيتها".
ولكن لا مكان في فيلبي للاجتماع والصلاة والعبادة. قدّم كورنيليوس بيته فصار كنيسة وموضع لقاء المسيحيين في قيصرية الساحلية (على شاطىء البحر). وهكذا عملت ليدية. قدّمت بيتها، بل ألحّت على بولس ورفاقه ليكون بيتها أول كنيسة في فيلبي بل في أوروبا بأكملها. تبدو ليدية إمرأة معروفة، بل تبدو هي ربّة البيت. قد تكون أرملة، أو يكون هناك سبب آخر. فوضعها الاقتصادي أعطاها درجة من الحرية على المستوى الشخصي كما على مستوى التنقّل من مكان إن آخر، لم تصل إليه نساء من مستوى أدنى. "فرضت" نفسها على بولس ورفاقه، فدلت على تأثيرها على المدينة وعلى الكنيسة. هذه المرأة كانت حقاً رائدة في جماعة فيلبي المحليّة.
إذا عدنا إلى أعمال الرسل بل إلى إنجيل لوقا، نرى أن الكاتب يقدّم صورة عن المرأة تتحدّى دورها كأنثى في المجتمع الروماني. لا شك في أن هناك نساء رومانيات أمسكن بيوتهن وأدرن أعمالاً تجارية، إلاّ أن عدداً صغيراً منهن أخذ على عاتقه موقفاً قيادياً في المجتمع. تبدو ليدية مشتغلة في عملها التجاري، كما تبدو أنها تدير بيتها بحيث تعمّد الجميع من أبناء وبنات وخدم بمجرد أن تعمّدت هي. ولكن دورها كمسيحية يوافق موافقة تامة صورة المرأة التي تقدم بيتها مع كل مساعدة من أجل الرسالة.