اية وتامل «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ» (أش6: 5). - Abahoor

اية وتامل «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ» (أش6: 5).


اية وتامل


«وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ» (أش6: 5).





عندما حدق إشعياء النظر في الرب رأى السَّرَافِيم طائرين فوق كرسيه، وسمعها: «هذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ» (إش6: 3). وتتميمًا لتلك التجربة التي أتت بالرهبة عليه «اهْتَزَّتْ أَسَاسَاتُ الْعَتَبِ مِنْ صَوْتِ الصَّارِخِ، وَامْتَلأَ الْبَيْتُ دُخَانًا» (إش6: 4). إن لله صفات كثيرة رائعة: فهو محب وأمين وقدير، وأما الصفة الوحيدة التي تكررت هنا ثلاث مرات هي أنه قدوس، واستُخدم التكرار للتوكيد. وقد فهم إشعياء الرسالة فتحولت عيناه عن الرب إلى نفسه، فكان التناقض الواضح مؤلمًا له لذلك صرخ: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ».
إن الأزمات تتيح لنا فرصة لكي نقترب إلى الرب، وعندما نفعل ذلك نُدرك مدى عدم نفعنا. قد نُعلن قبل الأزمة - ونحن سعداء - أن مستقبلنا بين يدي الرب، لكن عندما تضربنا الأزمة، وتُنهب مدخراتنا، أو نفقد وظيفتنا، أو تعتل صحتنا، لا يعود مستقبلنا يبشر بالأمان. من الأسهل علينا أن نثق في الرب ونحن في يقين من أحوالنا، ونحن نملك زمام الأمور، لكن الأزمات تُحطم أمننا، لذلك رأى الرب أنه من الضروري أن يشعر إشعياء بضآلته، لذلك أراه عظمته (عظمة الله)، كما رأى أنه من الضروري أن يشعر بخطيته فأراه قداسته (قداسة الله).
إن أزماتنا هي دعوات للقرب من الرب، ولأخذ نظرة واقعية عن أنفسنا، ففي يدي الرب تكون الأزمة هي الأداة التي بها يُوقظنا من نمطنا الديني المُريح، ليكشف لنا عن الطريقة التي نفكر بها، وليساعدنا لكي نرى أولوياتنا الشريرة. فبدلاً من أن نسعى لكى نلوم الآخرين على دورهم في أزماتنا، نحتاج لأن ننظر إلى أنفسنا، ربما كان هناك أمر يحتاج إلى تصحيح، وربما كانت لنا “شفاه نجسة”.