سياحة قبطية دير مار سمعان العامودي - Abahoor

سياحة قبطية دير مار سمعان العامودي



سياحة قبطية


دير مار سمعان العامودي
(تأسّس سنة 1756، عيد شفيعه في 1 أيلول)


يشكّل هذا الدير الواقع في سفح جبل صنين، مركزاً مميّزاً للاستقبال والاغتناء الروحي، للرهبان العاملين في المدن والسواحل. امّا رهبان هذا الدير، فيعملون في شغل الأرض وتربية الماشية، في حياة رهبانية بسيطة، تقوم على العمل والصلاة كما أنّهم يؤدّون شهادة حيّة ومطمئنة هادئة وصادقة. لكلّ من يؤمّون الدير للصلاة والتأمّل، من سكان المنطقة، وسائر المناطق.
سمعان العمودي الكبير تلميذ مار مارو
ولد هذا البار سنة 390 في قرية سبيسان على حدود سوريا وكيليكية. كان يرعى غنم أبيه. ومنذ حداثته كان رصيناً هادئاً متعشقاً الفضيلة ولا سيّما الطهارة. بعد وقاته والديه زهد في الدنيا وترك ثروته لإخوته وللفقراء ودخل ديراً في تولادا عاكفاً على درس الحياة النسكية وممارستها بكل دقة ونشاط. وبعدها أوحى الله إليه بأن يقيم فوق عمود يمارس فوقه الصلوات والإماتات، معرضاً لحر الصيف وبرد الشتاء.

ويروى ان النساك حملوا رئيسه على ان يمتحن طاعته فأمره بالنزول عن عموده. فما كان من سمعان إلا ان امتثل للأمر. فزدادوا احتراماً له وإعجاباً بقداسته.
عاش سمعان على عموده ثلاثين سنة، على طريقته المستغربة التي تحار فيها العقول، ولولا المستندات التاريخية التي تؤيدها ولا سيّما ما كتبه عنه المؤرّخ الشهير تاودوريطس المعاصر له وغيره من الكتبة التقاة لما كنا نصدق تاريخ حياته العجيب. ورقد هذا المجاهد العظيم في الثاني من أيلول عام 459، وله من العمر 69 سنة. ونقل جثمانه الكاهر الى مدينة انطاكية بموكب حافل مشت فيه الجماهير مع الأساقفة والإكليروس وكوكبة من العساكر الملوكية، ودفن في الكنيسة.
وقد أجرى الله على يده في حياته وبعد مماته عجائب لا تحصى وبقي عموده يقوح برائحة عطرة مدة طويلة وأصبح مزاراً شهيراً حيث بنى الرهبان ديراً وكنيسة فخمة. صلاته معنا. آمين.