درس كتاب
مقدس
سفر عاموس
أحد الأنبياء الإثني عشر الصغار
الجزء السادس
عظة 3: مرثاة على عذراء إسرائيل [ص 5: 1-17.]
عذراء إسرائيل الساقطة: "اسمعوا هذا القول الذي أنا أنادي به عليكم مرثاة يا بيت إسرائيل، سقطت
عذراء إسرائيل لا تعود تقوم، ليُعلن أن هذه المرثاة التي تقام على ميِّت إنما أقيمت
على عذراء إسرائيل، التي تشبه عروسًا ماتت في شبابها المبكِّر وهي عذراء، قبل أن تنعم
بفرح الحياة الزيجيَّة لأنها قد اختارت طريق
الموت الروحي فانفصلت عن عريسها الله الرسول بولس روح سيِّده حين قال: "فإني أغار عليكم غيرة الله لأني خطبتكم
لرجل واحد لأقدِّم عذراء عفيفة للمسيح، ولكنني أخاف أنه كما خدعت الحيِّة حواء بمكرها
هكذا تُفسد أذهانكم عن البساطة التي في المسيح" (2 كو 11: 1-2). كما فعلت ابنة يفتاح الجلعادي (قض1:11-37)
اطلبوا الرب لا الوثن: كشف عن باب النجاة باللجوء إلى الله مصدر الحياة وترك العبادات الوثنيَّة، إذ
يقول: "اطلبوا فتحيوا، ولا تطلبوا بيت إيل، وإلى الجلجال لا تذهبوا، وإلى بئر
سبع لا تعبروا" [4-5]. لانها امتزجت بالعبادة الوثنيَّة فليكن طلبنا
الأول والأخير فيها هو الحياة مع الله وبه "اطلبوا فتحيوا". يلاحظ إن كلمة
"اطلبوا" لا تعني مجرَّد السؤال بالفم وإنما الشوق الحقيقي الداخلي نحو الله
سرّ حياتنا الحقَّة. "اطلبوا الرب فتحيوا" ليعطى فرصة للتوبة
... يعطيهم أملًا في الخلاص "يا أيها الذين يحوِّلون
الحق أفسنتينًا ويُلقون البرّ إلى الأرض" [7]. الأفسنتين هو عشب مرّ.... يشير
الى الحق الذي يُفرِّح قلب الله والإنسان إذ ينقلب إنما يتحوَّل إلى الضد، فيصير أفسنتينًا لكن من هو هذا الرب الذي نطلبه؟ الذي صنع الثريَّا والجبَّار.... الثُّرَيَّا وَالْجَبَّارَ = هما مجموعتان
من الكواكب وقد عبد إسرائيل النجوم وتركوا خالقهم ويحوِّل ظلّ الموت صبحًا،..... هو قادر أن يُحَوِّلُ ظِلَّ الْمَوْتِ صُبْحًا
= أي يحول الليل صباحًا. وَيُظْلِمُ النَّهَارَ كَاللَّيْلِ = ويحول النهار إلى الليل .... الذي
يدعو مياه البحر ويصبَّها على وجه الأرض، يهوه اسمه. القادر على كل شيء أن يعطي نجاحًا للإنسان
المسلوب ضد القوى يقول بولس الرسول أنه قادر بنعمة الله على هدم حصون العدو الشيطان 2كو10:
4).
الظلم في مجالس القضاء:
كانت مجالس القضاء عند اليهود تُقام في ميدان عام عند باب
المدينة (تث 22: 15، إش 29: 21) تحت قيادة قاض أو نبي ينتهر الظالم، ويسند البار أنكم تدوسون المسكين، وتأخذون منه هديَّة قمح، بنيْتم بيوتًا من حجارة منحوتة
ولا تسكنون فيها، وغرستم كرومًا شهيَّة ولا تشربون خمرها، أن ذنوبكم كثيرة وخطاياكم وافرة أيها المضايقون البار، الآخذون الرشوة الصادُّون
البائسين في الباب" [10-12]. لذلك يصمت العاقل في ذلك الزمان لأنه زمان رديء"
[13] ليس جبنًا ولا خوفًا من الظالمين، وإنما من أجل الحكمة حتى لا يفسد وقته "اطلبوا الرب" (3: 6)، وهنا يُعلن التزامهم بطلبه خلال سلوكهم العملي:
"أبغضوا الشرّ وأحبُّوا الخير وثبتوا الحق في الباب لعلَّ الرب إله الجنود يتراءف
على بقيَّة يوسف" [15].
مجموعة الويلات الأولى أولًا: اشتهاء يوم الرب: يشتهون يوم الرب كما إذا هرب إنسان من أمام الأسد فصادفه الدبّ، أو دخل البيت ووضع يده على الحائط
فلدغته حيَّة. أليس يوم الرب ظلامًا لا نورًا؟! وقتامًا لا نور له؟!"
[18-20].
إن كان الله نور، ويومه نور في ذاته لكن بالنسبة للأعمى روحيًا.
غير القادر على معاينة النور
ثانيًا: العبادة المظهريَّة: إسرائيل يصنع الشرّ ويذهب إلى الأماكن المقدَّسة للعبادة العامة وتقديم محرقات
وتقدمات وابتهاج بالأعياد... الله لا يُغش بالمظاهر الخارجية إذ يطلب القلب أولًا
(مز 12: 33). الله لا يطيق تسابيحهم وترنيماتهم فيحسبها ضجيجًا
"ضجة أغانيك" وحتى تكون عبادتهم مقبولة = ليجر الحق كالمياه والبر كنهر دائم = أي لتمتزج
حياتكم بالعدل وحب العطاء عوض الظلم والقسوة
ثالثًا: الخلط بالعبادة الوثنيَّة: قدَّمتم ليّ ذبائح وتقدمات في البريَّة أربعين سنة ثم حملتم خيمة ملكوكم وتمثال
أصنامكم وعبدوا النجوم نجم إلهكم الذي صنعتم
لنفوسكم فأسبيكم إلى ما وراء دمشق، قال الرب إله الجنود اسمه"
0 التعليقات:
التعبيرات