درس كتاب
مقدس
سفر عاموس
أحد الأنبياء الإثني عشر الصغار
الجزء الخامس
عظة 2: إلى بقرات باشان [ص 4.]
1- بقرات باشان الظالمة
[1 -3].
باشان" اسم عبري يعني "أرض مستوية أو ممهَّدة"
تقع في أرض كنعان شرق الأردن بين جبل حرمود وجلعاد (عد 21: 33)،
واشتهرت
تربتها خصبة للغاية وماؤها غزير غابات البلُّوط الدائمة الخُضرة (إش 2: 13) يشبِّه الرب شعب بني إسرائيل ببقرات باشان السمينة
والقويَّة اتَّسمت بظلمها للمساكين وسحْقها للبائسين ماذا يفعل الله بهؤلاء البقرات الظالمات؟ أقسم السيِّد الرب بقدسه: "هوذا أيام تأتي عليكن يأخذونكن بخزائم (صنَّارة
أو كلاّب) وذُرِّيتكن بشصوص السمك يأخذونكن يخزائم = الخزائم كانت توضع في أنوف الحيوانات لتُسحب في مذلة، وهكذا
صنع بعض الملوك في سباياهم، بل هذا ما صنعه ملك أشور في منسى الملك (وهذا يظهر في النقوشات
الأثرية) (2أي11:33). ثانيًا: لا يقف التأديب عند البقرات، وإنما يصطاد أولادهن كالسمك بالصنَّارة! ثالثًا: تخرج كل بقرة من الشقوق على وجهها لتندفع إلى الحصن، أو إلى القصر المعنى
أنهم سوف يحاولون اللجوء للأماكن المحصنة هربًا من العدو ولكن بلا فائدة، والأرجح أنهم
سيذهبون للسبي في أشور التي هي كالحصن ولن يمكنهم الهرب منها.
2. رفض العبادة مع الظلم [4 -5].
ما أسهل أن يخدع الإنسان نفسه، ربما يظن بني إسرائيل أن هذه التحذيرات لا تخصُّهم، فإنهم يذهبون إلى بيت إيل
ليقدِّموا ذبائح كل صباح، ويوفون العشور كل ثلاثة أيام بلا تأخير، ويوقدون تقدمة شكر
لله... أنهم في نظر أنفسهم محبُّون لله، يقدِّمون له عطايا وتقدمات بلا حصر! اختلطت عبادتهم لله بعبادة الأوثان "انقسم قلبهم (هو2:10) بين الله والبعل"
فهم لم يذهبوا بقلب صادق لله وبتوبة حقيقية لذلك فكل عبادتهم المظهرية مرفوضة. الله يطلب القلب (1كو3:31) يقول الرب بلغة التهكُّم"هلُمَّ إلى بيت إيل واذنبوا إلى الجلجال وأكثروا
الذنوب"
3. تأديبات متنوِّعة [6 -11].
في كل مرَّة يعاقب قائلًا: "فلم ترجعوا إليّ يقول الرب"
[6، 8-11] فَلَمْ تَرْجِعُوا إِلَيَّ = وهذه الكلمة تعددت هنا خمس مرّات لتشير أن الله
يضرب ليشفي. وإذا رفضوا التوبة فإنه يلتزم بتقديم تأديب أقسى حتى يفوق الإنسان
من سكره ويتعرَّف على الله ويستعد للقاء معه: "فمن أجل أنيّ أصنع بك هذا فاستعد
للقاء إلهك يا إسرائيل" ما هي التأديبات التي سمح الله بها لشعبه؟ أولًا: مجاعات "عوز الخبز في جميع أماكنكم" [6] ثانيًا: جفاف "وأنا أيضًا منعت عنكم المطر إذ بقي ثلاثة أشهر للحصاد،
(جفاف روحي) ثالثًا: الضرب بالحشرات المفسدة كاللفح واليرقان
والجراد، رابعًا: الوبأ الذي يصيب النفس والجسد معًا،
سادسًا:
سبياهم فان ( خيّلهم)، هنا يُشير إلى القوَّة والجبروت سابعًا: صعود نتن محالِّهم إلى أنوفهم. بدل من رائحه المسيح الذكية ثامنًا: التحطيم بالزلازل والبراكين:
4. إشراقة الخلاص
[12 -13].
الذي صنع الجبال وخلق الريح واخبر الإنسان ما هو فكره الذي
يجعل الفجر ظلاما ويمشي على مشارف الأرض يهوه إله الجنود اسمه" ...... يخبر الإِنْسَانَ مَا هُوَ فِكْرُهُ .......... يجعل الفجر ظلامًا بالسحاب الكثيف ...... يَمْشِي عَلَى مَشَارِفِ الأَرْضِ
........... له سلطان على الكل فهو يَهْوَهُ الكائن بذاته،
هذا هو سرّ لقاء إسرائيل الجديد، إن الله يؤسِّس الرعد، أي
يبعث إلينا كلمة الكرازة التي تُرعد في النفس، ويخلق فينا الطبيعة الروحيِّة عِوض الحياة
الجسدانيَّة، فيُعلَن المسيح رب المجد فينا بروحه القدُّوس! بهذا حوَّل النبي ذهن إسرائيل
من التأديبات القاسية التي لم تستطع أن تردُّهم إلى الله إنما فضحت ضعفهم وعمل الخطيَّة
فيهم، إلى المسيّا المخلِّص الذي يُعلنه الآب للإنسان فيقبله بالروح القدس فاديًا ومخلصًا!
0 التعليقات:
التعبيرات