تابع انجيل برنابا المزيف ( 2 ) - Abahoor

تابع انجيل برنابا المزيف ( 2 )


         النسخ الأصلية لهذا الكتاب (إنجيل برنابا):

أ- النسخة الإيطالية: هي النسخة الأصلية للكتاب وهى مكتوبة باللغة الإيطالية، ومن المعروف ان اللغة التي كانت سائدة في أوربا هي اللغة اللاتينية، أما اللغة الإيطالية فهي لغة محلية وأول من كتب بها هو دانتى في كتابه "الكوميديا الإلهية" في القرن الرابع عشر، والذي عثر على هذه النسخة " كريمر " أحد مستشاري ملك بروسيا في مكتبة احد مشاهير امستردام سنة 1709م. ثم انتقلت النسخة إلي مكتبة البلاط الملكي في فيينا وهى ما زالت محفوظة في المكتبة القومية في فيينا بالنمسا تحت 2662، وأمكن تحديد زمن كتابة هذه النسخة بمنتصف القرن الخامس عشر.

ب - النسخة الأسبانية: وُترجِمت عن النسخة الإيطالية بواسطة شخص يدعي مصطفي الغرندي الذي حكي قصة جوفاء صبيانية عن اكتشافها، فأدعي أنه كان هناك راهب لاتيني يدعي " فارامارينو " أي الأخ مارينو قرأ بعض رسائل القديس ايريناؤس التي يندد فيها ببولس الرسول معتمدًا على ما كتبه برنابا في إنجيله، فاشتاق الأخ مارينو أن يري هذا الإنجيل، وفي أحدي المرات كان في زيارة البابا سيكستس الخامس بابا روما (1585-1590)، وفي أثناء المقابلة تثقلت عينا البابا بالنوم، فمد الراهب يده إلي مكتبة البابا فوجد إنجيل برنابا ففرح به وخبأه تحت ردائه وعندما قام البابا انصرف الراهب بعد أن سرق الكتاب.

وهذه القصة تثير تساؤلات عديدة منها:القديس ايريناؤس لم يطعن قط في بولس الرسول بل شهد له وأقتبس من رسائله 317 اقتباسًا في كتاباته عن العقيدة وضد الهرطقات عندما أراد البابا النوم لماذا لم يصرف ابنه الراهب مارينو؟!
هل تشاء الأقدار أن أول كتاب تمتد إليه يد الراهب يكون هو إنجيل برنابا؟!
لماذا لم يستأذن مارينو من البابا لاستعارة الكتاب بدلًا من سرقته؟!
كيف نصدق أنسانًا لصًا؟!

الأدلة على أن هذا الكتاب المزيف كُتب بعد القرن الخامس عشر:
هناك أدلة كثيرة نذكر منها الآتي:
1- لا توجد أي مخطوطة قديمة حوت هذا الإنجيل.
2- لم يرد ذكره قط في الجداول التي سجلت أسفار الكتاب المقدس مثل جدول مورتوري وأوريجانوس واثناسيوس ويوسابيوس وغريغوريوس.
3- لم يستخدمه الهراطقة الذين أنكروا ألوهية المسيح مثل اريوس في القديم وشهود يهوه في العصر الحديث مع إنه يعتبر أكبر سند لهم.
4- لم يرد ذكره في فهارس الكتب القديمة عند العرب أو المستشرقين الذين وضعوا فهارس لاندر الكتب القديمة والحديثة.
5- لم يرد أسم برنابا في القرآن، ولم يرد اسم إنجيل برنابا في كتب التفاسير والتاريخ الإسلامي قبل القرن الثامن عشر، ولم يرد اسمه في كتب الدين المقارنة التي كتبها المسلمون حتى القرن 18 (راجع إنجيل برنابا بين المؤيدين والرافضين - د. فريز صموئيل ص 116-133).
6- ذكر كلمة " رطل " كوزن ففي الفصل 217 يقول عن تكفين جسد يسوع " ودفنوه في القبر الجديد ليوسف بعد أن ضمخوه بمائة رطل من الطيوب" (217: 88) وأول من استخدم الرطل هم العثمانيون في تجارتهم مع إيطاليا وأسبانيا.
7- تكلم في الفصل 69: 4 عن الفقهاء والجمهوريين، وكلمة فقهاء جمع " فقيه " لم تكن معروفة في القرن الأول، ولا النظام الجمهوري عُرِف في القرون الأولي أيضا بل كان هناك النظام الإمبراطوري.
8- ذكر في الفصل 83: 25 أن سنة اليوبيل تقع كل مائة سنة بينما سنة اليوبيل منذ أيام اليهود كانت تقع كل خمسين سنة (لا 25: 11)، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. حتى بداية القرن الرابع عشر حيث جعل البابا يونيفانيوس الثامن (1294 - 1303 ) سنة اليوبيل كل 100 عام فجاء اليوبيل سنة 1300 م، ثم عادت إلي 50 سنة، ثم تغيرت إلي 33 سنة، وأخيرًا صارت كل 25 سنة. 50 سنة. إذًا هذا الكتاب لم يُكتَب قبل القرن الرابع عشر.