سياحه مسيحيه ( دير ابو مقار 2 ) - Abahoor

سياحه مسيحيه ( دير ابو مقار 2 )





وفي العام 866 (منذ 1151 سنة) في عهد البابا شنودة الأول، أغار البدو على الأديرة ونهبوا الحجاج الذين كانوا مجتمعين في دير الأنبا مقار. ونتج عن هذا الدمار أن بنى البابا سوراً حصيناً من الحجر حول الكنيسة الرئيسية والكنائس الأخرى ومساكن الرهبان والحصن والبئر والمخازن، كما رمَّم الحصن وبنى قلالي جديدة للرهبان داخل السور، وذلك عام 870 (منذ 1147 سنة). ولقد سقط السور الأمامي بعد منتصف القرن الثامن عشر، وأعيد بناؤه على رقعة تقل قليلاً عن نصف مساحته الأولى، أما المنشوبيات العامرة بالرهبان في المنطقة الواسعة المحيطة بكنيسة الأنبا مقار، فكانت توجد خارج الأسوار، ولقد ظلت مزدهرة وقوية حتى القرن الرابع عشر
وفي عام 884، زار خمارويه بن أحمد بن طولون الدير أثناء بطريركية البابا خائيل الثالث، ودخل كنيسة أبو مقار. وكانت تعتبر أول زيارة لحاكم مسلم لأديرة وادي النطرون منذ الفتح الإسلامي لمصر.
وفي عام 1005 (منذ 1012 سنة)، تم بناء كنيسة جديدة جنوب كنيسة الأنبا بنيامين، وسُميت باسم كنيسة الأنبا مقار الجنوبية، وكان من الضروري وقتها بناء هيكل أو كنيسة جديدة باسم الأنبا مقار، لأن الكنيسة السابقة سمُيت باسم الأنبا بنيامين. وفي عام 1069 (منذ 948 سنة)، أغار البربر اللواتيون على الدير والأديرة الأخرى بوادي النطرون بالرغم من وجود الأسوار والتحصينات، ولكنهم لم يلحقوا الضرر بالمنشآت مثلما فعلوا سابقاً.[49] وبعد ذلك عام 1172 (منذ 845 سنة)، جدد البابا مرقس الثالث عمارة سور الدير.
وقد زار الدير الملك الظاهر بيبرس البندقداري سنة 1264 (منذ 753 سنة). كذلك زار الدير البابا بنيامين الثاني عام 1330 (منذ 687 سنة) وهو في طريقه إلى دير الأنبا بيشوي، وذلك لإصلاحه بسبب سقوط أخشابه بسبب النمل الأبيض. وفي حوالي عام 1413 (منذ 604 سنوات)، تم نقل جسد الأنبا يوحنا القصير من ديره إلى دير الأنبا مقار، وذلك إثر تداعي سقفه وسقوطه بسبب النمل الأبيض. وبعد ذلك بدأت الحياة الرهبانية في صحراء وادي النطرون بالانهيار تدريجياً، حتى بدأت حركة ترميم دير الأنبا مقار عام 1929 (منذ 88 سنة).
الوصف العام والمنشآت غير الدينيةالبوابة المؤدية إلى الكنائس الثلاثة بالدير، وهي: كنيسة الأنبا مقار، وكنيسة أباسخيرون، وكنيسة الشيوخ.
تبلغ مساحة مباني دير الأنبا مقار الرئيسية أقل من فدانين، بينما تبلغ مساحة الدير الإجمالية 2,700 فدان؛ أي 11,340,000 متر مربع تقريباً. وله شكل مستطيل أقرب إلى المربع، وقد وصلت مساحته الإجمالية بعد الإضافات الحديثة والتجديدات إلى حوالي ثماني أفدنة، ومعظم هذه الإضافات هي أراض مستصلحة حديثاً
وينقسم الدير من الداخل إلى قسمين متساويين تقريباً بواسطة مجموعة من المباني اتجاهها العام من الشرق إلى الغرب. والقسم الشمالي له شكل رباعي ويشمل فناءً مفتوحاً يتوسطه بئر لم يعد ماؤه صالحاً، كذلك ساقية من الطوب الأحمر أقيمت عام 1911. ويحد الجانبين الشرقي والشمالي للفناء صفان من القلالي وكنيسة الأنبا مقار، كذلك أقيم قصر الضيافة إلى الشرق مع صف حديث من القلالي. أما غرب الفناء فتوجد كنيسة التسعة وأربعين شهيداً من شيوخ شيهيت، وبجانبها توجد حجرة أو قلاية تُعرف بقلاية الميرون، وكان يطبخ بها زيت الميرون قديماً. وفي القسم الجنوبي من الدير يظهر الحصن، وفي أسفل حائطه الجنوبي يظهر مدفن للرهبان المسمّى الطافوس، أما في ناحيته الشمالية فتظهر كنيسة أباسخيرون، أما غرباً فتوجد حجرة المائدة.
وفي عهد البابا شنودة الثالث -البابا 117- أقيمت 16 مجموعة قلالي جديدة، كل مجموعة تحتوي على ست قلالي. كما أقيمت مائدة جديدة ألحق بها مطبخ حديث، ومكتبة تُعتبر أكبر مكتبة ديرية لحفظ ما تبقى من المخطوطات والكتب النادرة. وقد أٌلحق بالجهة الشمالية من المكتبة مخزن متحفي، وتعرض فيه القطع الرخامية التي عُثر عليها أثناء تجديد الدير مثل الأعمدة وتيجانها وقواعدها ولوحات المذبح التي تعتبر من أندر القطع في العالم، هذا بالإضافة إلى أحواض اللقان والأواني الفخارية والخزفية الملونة.
وحديثاً أصبح الدير يحتوي على مستشفى صغير ملحق به صيدلية في الجهة الجنوبية، كذلك توجد مطبعة خاصة بالدير تطبع مؤلفات الرهبان؛ وتصدر مجلة مرقس الشهرية. هناك أيضاً محطة توليد كهرباء خاصة للدير وملحقاته ومساكن عمال مزرعة الدير، والمزرعة هي أراضي مستصلحة حديثاً محيطة بالدير منذ أن أهدى الرئيس السابق «محمد أنور السادات» 1,000 فدان للدير لأجل استصلاحها، وتنتج المزرعة أنواعاً كثيرة من المحاصيل كبنجر السكر والتين والشمام والزيتون والبلح. كذلك هناك قسم للإنتاج الحيواني وتربية الأبقار والدواجن. الدير يمتلك أيضاً أراضي في الساحل الشمالي الغربي المصري على طريق الإسكندرية - مرسى مطروح.