سياحه قبطيه ( دير ابو مقار 1 ) - Abahoor

سياحه قبطيه ( دير ابو مقار 1 )



                       ديرابو مقار
الاسم الكامل دير القديس الأنبا مقار الكبير

تأسس القرن الرابع الميلادي

يتبع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

المؤسس مقار الكبير
                                        

متاح في غير أيام الصوم. يشترط تصريح من الدير قبل الزيارة. غير مسموح بزيارات الرحلات. مسموح بالزيارات الشخصية والأسريّة الصغيرة.
دير القديس أنبا مقار الكبير ويُعرف مُختصراً باسم دير الأنبا مقار ودير أبو مقار، هو دير قبطي أرثوذكسي وأحد الأديرة العامرة الأربعة بصحراء وادي النطرون غرب دلتا النيل شمال مصر، فالدير يقع في مواجهة المدخل الجنوبي الغربي لمدينة السادات وعلى حافة منخفض وادي النطرون.
يُنسب هذا الدير إلى الأنبا مقار الكبير، وهو تلميذ للأنبا أنطونيوس الكبير مؤسس الرهبانية المسيحية، وعلى ذلك ترهب مقار الكبير واعتكف بصحراء وادي النطرون،وقد بدأ بإنشاء صومعته في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي على الأرجح. وكان يرأس الدير البابا شنودة الثالث، وذلك بعد استقالة الأنبا ميخائيل أسقف أسيوط بعد قضائه 65 عاماً في خدمة رئاسة الدير. وبعد وفاة البابا شنودة في مارس 2012، طالب رهبان الدير بعودة الأنبا ميخائيل رئيساً للدير، ووافق وعاد لرئاسة مرة أخرى في نهاية أبريل 2012. ثم استقال من منصبه مرة أخرى بشكل نهائي، وتولى من بعده الأنبا أبيفانيوس منذ 10 مارس 2013.
تبلغ مساحة الدير الإجمالية حوالي 11.34 كم2 شاملة المزارع والمباني التابعة، ويحتوي الدير على سبع كنائس؛ ثلاثة منها داخل الدير وأربعة أعلى حصن الدير. هناك أيضاً مساكن للرهبان المعروفة بالقلالي، كذلك توجد مائدة للرهبان ملحقة بمطبخ، أيضاً ملحق بالدير متحف صغير ومشفى ومحطة لتوليد الكهرباء ومطبعة ومكتبة تضم مخطوطات نادرة، وهناك مساكن للعاملين بالدير من غير الرهبان.
يشتهر الدير باعتقاد وجود مقبرة لرفات النبيين يوحنا المعمدان وإليشع في كنيسة الأنبا مقار الرئيسية، والتي تم الكشف عنها عام 1976 بشكل غير رسمي، عندما بدأت عمليات ترميم وتوسيع للدير بإشراف القمص متى المسكين، وتم الإعلان رسمياً عن هذا الكشف في نوفمبر 1978. وقد لاقى هذا الإعلان رفضاً واسعاً خاصةً لدى المسلمين، باعتبار أن أجساد الأنبياء لا تبلى، كما أن هناك أضرحة منسوبة بالفعل لهذين النبيين يزورها المسلمون كذلك أثار التناقض كشفٌ آخر في بلغاريا لرفات منسوبة ليوحنا المعمدان تحت أنقاض كنيسة قديمة عام 2010. يحتوي الدير أيضاً على رفات لقديسين آخرين وبطاركة.
يُنسب هذا الدير إلى الأنبا مقار الكبير المعروف بأبو مقار اومقاريوس، وهو أحد ثلاثة قديسين يحملون هذا الاسم، وهم: مقار السكندري مؤسس منطقة كيليا، ومقار أسقف إدقاو، أما "مقار الكبير" فهو مؤسس هذا الدير ومؤسس الرهبنة في وادي النطرون. وقد وُلِد مقار الكبير عام 300 (منذ 1717 سنة) تقريباً، وكان أوّل من كوّن الجماعات الرهبانية في برية الإسقيط المعروفة الآن بوادي النطرون، وتُنيح عام 397 (منذ 1620 سنة) تقريباً.
أما اسم مقار ذاته فله أصل فرعوني، وينطق ماخرو بالديموطيقية؛ ومعناها "صادق الصوت"، وتفيد صفة الصدق والأمانة. وتُنطق بالقبطية مَقَارِ، وأضيفت لها هاء أخيرة لنضج النطق، فصارت مَقَارِه، وأصبحت باللغة العربية مقاره ومقار -وهو المتداول- نقلاً عن القبطية، وهو أصح نطق للاسم. أما باللغة اليونانية؛ فأضيفت الواو والسين إلى مقار لتصبح مقاريوس.
تاريخلا يمكن تحديد تاريخ محدد لنشأة وبناء دير الأنبا مقار، أو حتى تاريخ بداية التجمع الرهباني بمنطقة الدير، ولكن يمكن اعتبار ظهوره كتجمع رهباني أوّلي في صحراء وادي النطرون بدأ في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي، وتحديداً بعد وفاة القديسين ماكسيموس ودوماديوس مباشرة عام 384 (منذ 1633 سنة).وبدأ هذا التجمع الرهباني بقلاية واحدة هي قلاية مقار الكبير نفسه، والتي كانت عبارة عن مغارة مسقوفة بالجريد والبردي، وتقع غرب الدير الحالي مكان دير البراموس. ثم تجمع التلاميذ والمريدون حوله، واستقروا بعد بنائهم قلالي أخرى لأنفسهم على مسافات متباعدة من قلاية مقار. ومع كثرة مريدي الرهبنة بالقرب منه؛ هجرهم وذهب إلى مكان الدير الحالي، وبذلك تأسس أيضاً دير البراموس. ومع مرور الوقت وتجمع تلاميذ جدد حوله؛ تم بناء كنيسة لإقامة الصلوات التي يتجمع فيها الرهبان، وكان بجوارها بئر ماء ومخبز وطبخ لإعداد الطعام، ثم تطوّر الأمر وتم بناء مخازن وبيت للضيافة والمائدة التي يتناول فيها الرهبان "وجبة المحبة".

وفي القرن الخامس الميلادي، بدأت غارات البربر على الاسقيط، وكان أولها عام 407 (منذ 1610 سنوات)، ثم جاءت الغارة الثانية عام 434 (منذ 1583 سنة). وكان من نتائج السلب والنهب والقتل في هاتين الغارتين أن فكرت الجماعات الرهبانية في إقامة أبراج دفاعية يتحصنون بها وقت الغارة، وتكون مزودة بمخازن تحوي القوت الضروري لفترة طويلة، كذلك بئر ماء وكنيسة يصلون فيها. ومن هنا تم بناء أول حصن دفاعي لدير الأنبا مقار بهدف الاحتماء من الأعداء، وكذلك حفظ المقتنيات الهامة كالمخطوطات. وهذا الحصن هو "حصن بيامون" الذي كان قائماً على مسافة قريبة من الدير، والذي بني قبيل حدوث الغارة الثالثة عام 444. ولقد احتمى في هذا الحصن 49 شيخاً قتلوا على يد البربر بجوار الحصن، ودفنوا في مغارة بجوار الحصن، وتم نقل رفاتهم بعد ذلك في القرن السابع إلى الكنيسة التي تحمل اسمهم بالدير.
وفي نهاية القرن الخامس الميلادي، أغدق الإمبراطور الروماني "زينون" بالمال على الأديرة في إطار تصليحات وتوسعات وإنشاءات جديدة بالأديرة، وذلك إكراماً لابنته "إيلارية" التي هربت من قصره واكتشف بعد ذلك إنها ترهبت بوادي النطرون.فظهرت أبراج الحصون والكنائس والمنشوبيات والمباني ذات الأعمدة الرخامية، وقد أمر الإمبراطور بإعادة بناء كنيسة الأنبا مقار.
وفي النصف الأول من القرن السادس الميلادي، ظهرت كنيسة كرسها البابا ثيؤدوسيوس الأول الذي عادى الحركة الجيانية، وكانت بذلك أولى كنائس وادي النطرون المكرسة باسم العذراء والدة الإله (ثيؤطوكوس) من وجهة نظر المسيحية القبطية الأرثوذكسية. وقد عرفت هذه الكنيسة بالكنيسة الجنوبية، واستخدمت لاحقاً لدفن رفات التسعة وأربعون قتيلاً من شيوخ شيهيت.
وفي نهاية القرن السادس، تخرّب دير الأنبا مقار ضمن التجمعات الرهبانية التي تخربت على يد البربر الذين قاموا بغارتهم الرابعة عام 570 (منذ 1447 سنة) تقريباً، فتضاءل عدد الرهبان، وتُركت هذه التجمعات فارغة ومُهدَّمة، ولم يتم ترميمها إلا بعد الفتح الإسلامي لمصر عام 641 (منذ 1376 سنة). كما تهدمت أجزاء كبيرة من كنيسة العذراء بفعل تلك الغارة. وفي عام 631 (منذ 1386 سنة)، عندما زار الدير البابا بنيامين الأول، أمر ببناء كنيسة في وسط الدير على اسم التسعة وأربعين شيخاً من شيوخ شيهيت.وأيضاً أثناء بطريركية الأنبا بنيامين الأول، تم تكريس كنيسة الأنبا مقار الذي عُرف باسم هيكل بنيامين عام 655 (منذ 1362 سنة) تقريباً. وقد شهد تكريسها تلميذه الأنبا أغاثون الذي أصبح خليفته. وكانت الكنيسة مُكوَّنة من الهيكل، ثم الخورس المقبب والصحن والجناحين.
وفي القرن الثامن الميلادي، تمّ نقل جسد الأنبا مقار الكبير إلى الدير في تابوت عام 793 (منذ 1224 سنة) في عهد البابا يوحنا الرابع. وكان بالدير حينذاك أيضاً جسد الأنبا مقار السكندري، وانضم إليهم لاحقاً جسد الأنبا مقار أسقف إدقاو في عصر البابا خائيل الثالث. وفي مستهل القرن التاسع، بدأت كل منشوبية تُحاط بسور متوسط الارتفاع يحميها من اللصوص الصغار عابري السبيل، فلم تكن حصوناً لإنها لم تحم هجمات البربر عام 817 (منذ 1200 سنة)، وكانت غارتهم الخامسة.
وفي عهد البابا يعقوب الأول، تم البدء في إنشاء كنيسة باسم القديس شنودة جنوب هيكل الأنبا مقار. كما أُعيد بناء كنيسة الأنبا مقار بعد عام 825 (منذ 1192 سنة) لأنها قد تخربت) وفي عهد البابا يوساب الأول عام 847 (منذ 1170 سنة)، بُنيت كنيسة باسم الآباء التلاميذ شمال كنيسة الأنبا مقار. أي أنه قبل منتصف القرن التاسع كان هناك ثلاث كنائس في الدير، هي الكنيسة الكبرى وهي كنيسة الأنبا مقار المعروفة باسم هيكل بنيامين، وكنيسة الأنبا شنودة إلى الجنوب منها، أما كنيسة الآباء التلاميذ فتقع شمال الكنيسة الكبرى، وذُكِر أنه كان هناك كنيسة رابعة عام 853 (منذ 1164 سنة) باسم كنيسة القديس سفيروس، ولا توجد معلومات عنها إلا أنها كانت بعيدة ومعزولة عن الكنائس السابقة.