من مدن الملجأ 1 - ( قادش ) - Abahoor

من مدن الملجأ 1 - ( قادش )


                          مدن الملجأ
ماذا تعرف عنها
من بين الثمانية وأربعين مدينة اُختير ست مدن الملجأ، منتشرة في الأرض شرق الأردن وكنعان لها شريعتها الخاصة (تث 19).

الله هو ملجأ النفس، إذ يقول المرتل "لأن الله ملجأي" (مز 59: 9، 17)، "لأنك كنت ملجأ لي" (59: 16، 61: 3)، "أما أنت فملجأي القوي" (مز 71: 7). لهذا أقيمت ست مدن، ثلاث مدن شرق الأردن وثلاث مدن في كنعان. إن كان شرق الأردن يشير إلى كنيسة العهد القديم التي تعبر مياه المعموديّة المقدسة، وأرض كنعان تشير إلى كنيسة العهد الجديد، فإن ملجأ الإنسان سواء في العهد القديم أو الجديد هو الثالوث القدوس، الله الواحد للجميع. أيضًا رقم 6 يشير إلى أيام العمل الكاملة للإنسان، وكأن الإنسان معرّض في عمله أن يخطيء لهذا يجد كل أيام غربته في الله ملجأ له! أذرع الله مفتوحة له كل أيامه، لا يغلقهما مطلقًا.

                                             1 - قادَش



اسم سامي معناه ((مقدس)) وهو اسم: (1) قادش برنيع-وكانت تدعى عين مشفاط (تك 14: 7). وقد دعيت عيون الماء المجاورة لها باسم ماء مريبة قادش (عد 27: 14 وتث 32: 51) ودعاها النبي حزقيال مياه مريبة قادش (حز 47: 19 و 48: 28) كما دعيت بالاختصار ماء مريبة (عد 20: 13 و 14) أي ماء المخاصمة لأنه هناك تذمر بنو إسرائيل من اجل الماء واصموا موسى. فأمره الله أن يكلم الصخرة كلاماً فتخرج لهم ماء ليشربوا. ولكن موسى لم يكلم الصخرة كما أمره الرب بل ضربها بالعصا كما كان قد فعل سابقاً في رفيديم فأجرى الله له العجيبة وتفجر الماء من الصخور ولكن الله قاصص موسى لأنه لم يطع تماماً ليعطي مجداً أحرى للرب. وكان الحكم على موسى أنه لن يدخل أرض كنعان. وما جاء في مز 106: 32 يشير إلى هذا. أما ما جاء في تث 33: 8 ومز 81: 7 و 95: 8 فيصدق على رفيديم وقادش. وإذا استثنينا جبل سيناء لا نجد بقعة اشتهرت في تاريخ بني إسرائيل كما اشتهرت قادش برنيع. فقد تمركز فيها بنو إسرائيل مدة 38 سنة من سني تيههم الأربعين (عد 20: 1 و 16). ولكن يظهر من تث 2: 14 أنهم قضوا معظم تلك المدة خارج قادش فيسوغ لنا أن نستنتج من هذا أن خيمة الاجتماع وتابوت العهد ظلا فيها كما سكن موسى ورؤساء الشعب فكانت مركزاً عاماً يرجع إليه الشعب لأجل العبادة والقضاء وحلَ المشاكل الكبرى لأنه لا يمكن لشعب كبير متبدّ أن يسكن مع مواشيه في بقعة محدودة كهذه. وفي قادش ماتت مريم أخت هارون وموسى (عد 20: 1) وفيها حصل تمرد قورح وجماعته (عد 16: 1-40). ومنها أرسل موسى الجواسيس الاثني عشر ولما عادوا من تجسسهم تذمر الشعب على موسى والله فحرم الرب كل ذلك الجيل من دخول الأرض المقدسة وقضى عليهم أن يفنوا في البرية ما عدا كالب بن يفنة ويشوع بن نون (عد 13 و 14). وبمقابلة آيات مختلفة من الكتاب المقدس نستطيع تحديد موقع قادش بوجه تقريبي. فقد كانت عند طرف برية صين (عد 20: 1) إلى الجهة الغربية من وادي العربة، قرب التخم الجنوبي لأرض سبط يهوذا أو الحد الجنوبي لبني إسرائيل (عد 34: 4). وهي على مسيرة احد عشر يوماً من حوريب (جبل سيناء) بسرعة سفر بني إسرائيل في تلم الأيام وفي اتجاه جبل سعير وعلى طريقه. ولم تكن بعيدة عن تخم ادوم وجبل هور. ومنها أرسل موسى رسلاً إلى ملك ادوم يستأذنه في عبور أرضه إلى بلاد موآب (عد 20: 14-21). ويرّجح أنها عين قديس على مسافة خمسين ميلاً من بئر سبع إلى الجنوب. وبالقرب من عين قديس تقع عين قضيرات-وهي أكبر ويظن بعضهم أنها قادش. (2) مدينة ليساكر أعطيت للاويين من عشيرة جرشون (1 أخبار 6: 72) وتدعى أيضاً قشيون (يش 21: 28). وربما كانت أبو قديس على بعد ميلين ونصف ميل جنوبي تل المتسلم (مجدو). (3) مدينة محصنة لنفتالي في الجليل أعطيت أيضاً للاويين من عشيرة جرشون (يش 20: 7 و 21: 32 و 1 أخبار 6: 76). وصارت مدينة ملجأ (يش 20: 7) وكانت مسكن باراق (قض 4: 6) وفيها جمعت دبورة سبطي زبولون ونفتالي (قض 4: 10 و 11) وأخذها تغلث فلاسر في ملك فقح (2 مل 15: 29). وقربها حدثت معركة بين يوناثان مكابيوس وديمتريوس (1مك 11: 63) وهي الآن قرية قديس على بعد عشرة أميال شمالي صفد وأربعة أميال إلى الشمال الغربي من الحولة. وموقعها جميل يشرف على جنوبي مرج عيون والحولة حولها خرب عديدة ونواويس. (4) ذكرت مدينة باسم قادش على تخم يهوذا الجنوبي في (يش 15: 23) ربما كانت هي قادش برنيع.