تفسير عهد قديم ( اللاويين 2 ) - Abahoor

تفسير عهد قديم ( اللاويين 2 )

غاية السفر وأهميته
                                                  
إن غاية السفر تنظيم المجتمع اليهودي القبلي البدائي خصوصًا وظائف الكهنة به، وإلى جانب كونهم من يقرب الذبائح فقد منح الكهنة سلطتي القضاء ونوعًا من الطب؛ السفر بالنسبة للديانة اليهودية خصوصًا القديمة يعتبر أساسي في عدة نواحي، إذ نظم أصول الرق والسنة السبتية، الذبائح، البرص، الأعياد والراحة، أيضًا فإن سفر اللاويين يظهر في الصلوات اليهودية اليومية وسائر الطقوس في الديانة اليهودية، كالركوع في الصلاة، وتنظيم العشور والصدقة، والصوم: يكون لكم فريضة دهرية أنكم في الشهر السابع في عاشر الشهر تذللون أنفسكم للرب إلهكم. وإلى جانب ذلك فإن اليهود يفتخرون في صلواتهم اليومية بالتوراة وسفر اللاويين جزء منها، وتردد أدعية تفيذ ذلك، ويلقب الله في بعض الأحيان بمعطي التوراة. في اليهودية الحديثة لم يعد الالتزام بالنصوص كما كان سابقًا، باستثناء مجموعات صغيرة من اليهود الأرثوذكس:
لقد منع الله تشريح الجثث حسب سفر اللاويين، لكن فتح الجثث في تلك الأيام كان سيؤدي إلى انتشار الأوبئة، أما اليوم فإن التشريح فتح الجثث هو من يمنع انتشار الأوبئة وينقذ البشرية، فغاية النص وليس حرفيته هي الخالدة. 

الكنيسة والعلم.هذه أيضًا نظرة الدين المسيحي نحو شرائع سفر اللاويين، وتتزايد أهمية السفر في المسيحية لارتباطه بمعاني لاهوتية وعقائد مسيحية لاحقة ظهرت في العهد الجديد؛ فالمسيحيون لم يعودوا يقربون الذبائح لأن يسوع هو الذبيحة الدائمة:
إن البركات السماوية قد تحقتت في المسيح فهو الآن كاهننا الأعلى الذي يؤدي خدمته في الخيمة الحقيقية وهي أعظم وأكمل من الخيمة الأرضية إنها في السماء؛ فإلى قدس أقداس هذه الخيمة دخل المسيح مرة واحدة حاملاً دم نفسه لا دم التيوس والعجول يعد أن سفك دمه عوضًا عنا فحقق لنا فداءً أبديًا.
وهو لم يدخل ليقدم نفسه ذبيحة مرة بعد مرة، كما الكاهن الأعلى على الأرض يفعل، ويدخل مرة كل سنة إلى قدس الأقداس بدم غير دمه، وإلا لكان يجب أن يموت المسيح متألمًا مرات كثيرة منذ إنشاء العالم، ولكنه الآن وعند انتهاء الأزمنة ظهر مرة واحدة ليبطل قوة الخطيئة بتقديم نفسه ذبيحة.
يسوع في عظة الجبل اقتبس من سفر اللاويين: كونوا قديسين لأني أنا قدوس .
كذلك لا يتلزم المسيحيون بشريعة مسموحات الطعام وممنوعاته:
إن نظام العهد السابق قد اقتصر على تحريم بعض المأكولات والمشروبات وتحليل غيرها، وعلى وضع نظم مختصة بطقوس الاغتسال المختلفة، إن كل ما ضمه ذلك النظام كانت قوانين جسدية ينتهي عملها حين يأتِ وقت الإصلاح.
كذلك لم يعد المسيحيون يهتمون بنظام الكهنوت القديم لأنه: قد ألغي فهو عاجز وغير نافع.
لكن السفر يلبث هامًا ليطلع من خلاله المسيحيون على ما كان الوضع في السابق وما أصبح عليه، فلا يمكن فهم العهد الجديد من دون الاطلاع على العهد القديم.
السفر في العهد الجديد

يرد الاستشهاد بسفر اللاويين في العهد الجديد أولاً خلال عظة الجبل التي يذكرها إنجيل متى حيث غير يسوع بضعًا من شرائع السفر: سمعتم أنه قبل عين بعين وسن بسن، أما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بمثله. ولكنه ثبت بعضها الآخر مقتبسًا أقولاً بعينها: كونوا قديسين لأني أنا قدوس وأيضًا: إذا أخطأ أخوك فعاتبه، فإذا تاب فاغفر له وقد استشهد به يسوع أيضًا للدلالة على أهمية إكرام الوالدين، وعند حديثه مع الأبرص التزم يسوع ما ورد في شريعة البرص المنصوص عنها في سفر اللاويين: اذهب واعرض نفسك على الكاهن. واعتبر وصية السفر: أحبب قريبك كنفسك الوصية الأولى في التوراة، ويمكن إيجاد التشابه بين دعوة يوحنا المعمدان ودعوة سفر اللاويين، وعندما انعقد مجمع أوراشيم الأول سنة 50 أوصى المسيحيون الأوائل أن: يمتنعوا عن الأكل من الذبائح النجسة المقربة للأصنام، وعن ارتكاب الزنى، وعن تناول لحوم الحيوانات المخنوقة، وعن الدم. ما يتوافق مع شرائع سفر اللاويين أيضًا، كذلك يستشهد بولس عدة مرات بسفر اللاويين.