سؤال من المشككون
فى صحه الكتاب المقدس
« من أين أتى قایین بزوجته » ؟
* وعرف قايين امراته فحبلت وولدت حنوك. وكان يبني
مدينة، فدعا اسم المدينة كاسم ابنه حنوك تك ٤ : ۱۷
سؤال قدیم ، وهو السؤال الذی لا یمثل المتشككون من
ترديده أمام المدافعين عن سلطان الكتاب المقدس
، بالنسبة للكثيرين الذين لا يضمرون العداء للايمان
، فمثل هذا السؤال قد يسبب قلقا غیر ضروری . فبما آن آدم وحواء بشريين على الأرض ،
وبالتوالد الطبيعى كان لهما ثلاثة آبناء یدعون - قایین وهابیل وشيث – ولا ذكر لاسم
أي بنات - فلا یبدو آن هناك آی مشکلة فی معرفة من أين جاءت المرأة التى اتخذها قايين
زوجة له . فقى آدم کرأس للجنس البشری ، نجد القول:
* « وولد أدم
بنين وبنات » ( تك ٥ : ٤ ) .
والکتاب لا يذكر كم كان عدد الأولاد والبنات الذين
ولدتهم حواء ، باستثناء الذين ذكرت أسماؤهم . ولانهم کانوا یعیشون قبل ناموس موسی ،
لم تكن هناك مشكلة أخلاقية بسبب الزواج من أقرب الاقارب . فمن الواضح ، انه بالنسبة
لقایین کما كان بالنسبة لاخواته لم یکن هناك سبیل للزواج الا من أخواتهم . وكما راينا من قبل ، فقد تزوج ابراهیم
اخته غير شقيقة ، سارة . بعد ولادة شيث، عاش آدم ۸۰۰ سنة آخری ومات
عمره ٩٣٠ سنة... والکتاب لا یخبرنا متی ماتت حواء زوجته ، ولكن لو کانت قد عاشت المدة
التی عاشها زوجها ، وكانت قادرة علی الاستمرار فی الانجاب علی مر القرون ، لأصبحت عائلة
أول زوجين على الأرض كبيرة سجل الموالید والوفیات فی سفر التکوین خامس سجل یلقی الضوء
علی طول العمر التي تجد أسماء الآباء الأولين والسنوات الطويلة كل منهم على الأرض
. ولو جمعت السنوات كل منهم معاً ، سوف تجد أن حياتهم جميعاً تعطي فترة زمنية طويلة
حقآ , فقد عاش أخنوخ أقصر فترة ٣٦٥ سنة – أى
سنة لكل يوم من أيام سنتنا العادية . بينما عاش متوشالح أطول فترة زمنية عاشها أنسان
، أی ٩٦٩ سنة - ای اقل من الف سنة بـــــــ ۳۱ عامآ . وعاش آدم
لا یزید علی مائة سنة بعد میلاد متوشالح ، وقد كان الأخير يبلغ ٣٠٠ سنة من العمر حفیده
نوح . ولیس هناك ما یدعو لکثیر من آن آخنوخ ، السابع من آدم ، کان له امتیاز أول إنسان
عاش على ظهر الأرض و آن سکان وقد بدأنا الألفية
الثالثة للميلاد ، يبلغ عددا هائلا عن طريق التزاوج المباشر . وكما أنه من المحتمل أن تكون مدة طويلة من الزمن
قد انقضت قبل زواج قایین ، ففی خلال هذه المدة - ۱۳۰ سنة ما بین میلاد
قایین وشيث الذی ولد بعد قتل هابیل - فمن المرجح أن عدداً من الأبناء والبنات الذين
لم تذكر أسماؤهم قد ولدوا لآدم وحواء . وحیث انه لم یکن هناك ای بشر آخرین علی الارض
باستثناء سلالتهما ، فقد انجذب قایین لواحدة من أخواته واتخذها زوجة له . وأياً كانت
الأخت التى اختارها لتذهب إلى مكان بعيد مع أخيها الصادر ضده حکم التشرید والنفی الی
مکان بعید ، فهی تستحق الاشادة بها لرغبتها فی مشارکة قایین فی تجواله فی الأرض . ومن
المهم أن نلاحظ أنهما دعا ابنهما الاول حنوك ، الذی یعنی « مکرس » ، وقد یعنی هذا تغييراً
فى شخصية قايين . والكلمة قريبة من الكلمة « یربی » الموجودة فی العبارة « رب الولد»
(آم ۲۲ :٦ ) ، وهی مستخدمة آیضا فی تدشين بیت جدید ( تث ۲۰ : ٥ ) . ودعا قاين
المدينة التی بناها کاسم ابنه « حنوك"
أو « مكرس » ، وكما يقول إليكوت معلقاً :
" فى العصور القديمة فإن الأفكار المتعلقة بالتربية والتكريس كانت وثيقة
الصلة بعضها بالبعض الآخر ، لأن التعليم كان عادة يتخذ أشكال التعرف على الطقوس المقدسة
، والشخص الذی یدرب علی ذلك کان یعتبر شخصاً مکرسا . و علی الرغم من آن زوجة قایین
ربما کانت هى التى أعطته هذا الاسم ، إلا أننا نرى فيه الهدف من وراء هذا الاسم وذلك
بأن يصبح هذا الابن رجلاً مدرباً ومکرسا، ولابد آن قایین قد تخلی عن تلك العادات العنيفة
القاسية التى قادته لارتكاب تلك الجريمة البشعة . ونحن يمكننا أن نستنتج من ذلك أن
هذا يهيىء عقولنا للتقدم السريع لنسل قايين فى فنون الحضارة لأن الخطوة الرائعة التى
اتخاذها قایین هی ایجاد مکان مناسب حيث يمكن لنسله أن يسكنوا معا فی مکان مخصص لهم
.
وعرف قايين امرأته فحبلت
وولدت حنوك. وكان يبني مدينة، فدعا اسم المدينة كاسم ابنه حنوك. * تكوين ٤:١٧
0 التعليقات:
التعبيرات