جغرافية كتاب مقدس
عهد جديد
القيروان
"قيروان"
كلمة يونانية قد تعني "سورًا". وكانت أهم مدن "بنتابوليس" (المدن
الخمس) في ليبيا في شمالي أفريقية إلى الغرب من مصر، ويفصلها عنها جزء من برقة وجزءًا
من طرابلس
، وهي مدينة تقع
على مسافة 224 كيلو مترًا شرقي بنغازي في الجبل الأخضر. وتقع على هضبة ارتفاع يقرب
من ألفي قدم فوق سطح البحر. وكانت عاصمة "كيرنيكا" واسمها الحالي هو
"شحات". واسمها القديم كورينيا وكانت مركزًا للحضارة. وكانت مستعمرة يونانية
أسست سنة 631 ق.م. وفي أيام اسكندر ذي القرنين كان ربع أهاليها يهودًا دخلوا في الرعوية
اليونانية. وبعد موت إسكندر ألحقت بمصر ثم صارت ولاية رومانية 75. ق. م. وكان سمعان
الذي حمل صلب المسيح من هذه المدينة (قيرواني) (مت 27: 32). وكان منها أيضًا بعض اليهود
في أورشليم يوم الخمسين (أع 2: 10). وكان لهم مجمع هناك (أع 6: 9). وصار بعضهم مبشرين
(أع 11: 20 و13: 1). وقد خربت في القرن السابع. ولا تزال فيها آثار رائعة ترجع إلى
عصور اليونانيين والرومان.
كانت القيروان
" يوجد المزيد على موقع blogger abahoor"أصلًا مستعمرة
يونانية أسسها "باتَّوس" في عام 630 ق.م. وقد نمت المدينة بسرعة، وازدهرت
اقتصاديًا وسياسيًا، بسبب تنوع المناخ والنباتات، علاوة على موقعها التجاري المتميز،
وازدادت شهرتها بظهور بعض الشخصيات النابهة فيها، فقد خرج منها "كاليماخوس"
الشاعر، و"كارنيدس" مؤسس الاكاديمية الجديدة في أثينا، و"أراتوستيني"
عالم الرياضة الذي حسب طول محيط ا لكرة الأرضية، ولا يفوتنا أن نذكر الكاتب المسيحي
"سينيزيوس". لقد اكتسبت هذه المستعمرة أهمية عظيمة في غضون نصف قرن تقريبًا،
حتى عقد "أمازيس" الثاني فرعون مصر (من الأسرة السادسة والعشرين) حلفًا مع
القيروان، وتزوج سيدة يونانية نبيلة المولد، لعلها كانت من الأسرة المالكة، وفي
331 ق.م. استسلمت القيروان للإسكندر الأكبر، ثم ضمها بطليموس الثالث في 231 ق. م. إلى
مصر، وظلت المدينة - بالرغم من الكثير من القلاقل - جزءًا من الإمبراطورية المصرية
إلى أن أوصى بها آخر البطالمة لروما ومن ثم أصبحت ولاية رومانية في عام 96 ق.م.
أصبح للقيروان
أهمية في التاريخ الكتابي، بهجرة عدد كبير من يهود الشتات إليها. فقد نقل بطليموس الأول
ابن لاجوس، عددًا من اليهود إلى مدينة القيروان، وغيرها من المدن الليبية كما يذكر
يوسيفوس في تاريخه، ثم أخذ عددهم في الازدياد، وبذهاب أعداد من يهود الشتات في الأعياد
إلى أورشليم حسب أوامر الشريعة، أصبح للقيروانيين مكان واضح في تاريخ العهد الجديد،.
فبينما كان الجنود الرومان يقودون الرب يسوع في الطريق إلى الجلجثة، حاملًا صليبه،
"فيما هم خارجون وجدوا إنسانًا قيروانيًا اسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه"
(مت 27:32 ، مرقس 21:15، لو 23:26).
وكان بين من سمعوا
الرسول بطرس يكرز في أورشليم في يوم الخمسين، يهود من القيروان (أع 2:10) بل بلغ من
أهمية القيروانيين في أورشليم في تلك الأيام، أن كان لهم مجمع مع الليبرتيين والإسكندريين
وغيرهم وقد اشتركوا في الحوار مع استفانوس (أع 6:9).
وعندما ثار الاضطهاد
علي الكنيسة بعد استشهاد استفانوس، كان من بين الذين تشتتوا لإيمانهم بالمسيح، رجال
قيروانيون جاءوا مع غيرهم من المؤمنين إلى أنطاكية (سورية) "وكانوا يخاطبون اليونانيين
مبشرين بالرب يسوع، وكانت يد الرب معهم فآمن عدد كبير ورجعوا إلى الرب" (أع
19:11-21) وأصبح واحد منهم واحدًا من الأنبياء والمعلمين في الكنيسة في أنطاكية هو
"لوكيوس القيرواني" (أع 13:1)، وهكذا تتجلى عناية الله الحكيمة في تشتت اليهود
توطئة لنشر الإنجيل.
0 التعليقات:
التعبيرات