مولد زرادشت وحقيقة شخصيته:
وقد أختلف الباحثون في شخصية زرادشت كما اختلفوا في شخصية بوذا هل هي شخصية حقيقية أو شخصية خرافية، ويذكر الدكتور علي عبد الواحد أن العلماء والباحثين قد انقسموا في حقيقة شخصية زرادشت إلى ثلاث فرق:
أ- فريق ينكر وجوده ، ويقرر أنه أسطورية خيالية، وقد نسجت حولها طائفة من العقائد والتقاليد والشرائع والعبادات التي كان يسير عليها الإيرانيون. ولا يقدم هذا الفريق بين يدي مذهبه دليلا يعتد به، بل لقد دلت الكشوف الحديثة على بطلان هذا الرأي، ولم يعد له وزن ما بين المحدثين من الباحثين.
ب- وفريق يرى أنه شخصية حقيقية، وأنه هو إبراهيم الخليل الذي ورد ذكره في التوراة والقرآن، وأن أسفار "الأبستاق" هي صحف إبراهيم التي تحدث عنها القرآن الكريم. وليس لهذا الرأي أي سند يعتد به، بل إن أدلة كثيرة تتضافر على القطع ببطلانه. فمن ذلك أن زرادشت قد ظهر في أصح الروايات في القرن السابع قبل الميلاد ، على حين أن إبراهيم الخليل كان ظهوره حوالي القرن السابع عشر قبل الميلاد أي قبل زرادشت بنحو عشرة قرون. ومن ذلك أن إبراهيم الخليل قد نشأ في بلدة أور ببلاد الكلدان وأنه سامي الجنس، على حين أن زرادشت قد نشأ بأذربيجان إحدى مقاطعات ميديا في بلاد إيران وأنه آري الجنس.
ج- والرأي الصحيح هو ما يذهب إليه الفريق الثالث الذي يقرر أن زرادشت شخصية حقيقية وأنه ليس إبراهيم الخليل. وقد اختلف العلماء في تحديد جنسيته وتحديد الزمن والمكان اللذين ظهر فيهما. وأرجح الآراء في هذا الصدد أنه إيراني الجنس، وأنه ولد في منتصف القرن السابع قبل الميلاد حوالي سنة 660 قبل الميلاد بأذربيجان إحدى مقاطعات ميديا على مقربة من بحيرة أورميا، وأنه قد هاجر منها إلى بختر في شرقي إيران في مرحلة شبابه، وأنه مات قتيلاً في بيت من بيوت النار في بلخ حوالي سنة 583 عندما أغار عليها الطورانيون. وقد اعتمد أصحاب هذا الرأي على أدلة كثيرة يكاد بعضها يصل إلى درجة اليقين. وفي مقدمة المنتصرين لهذا الرأي من العلماء المحدثين دارمستيتير وهوارت من الفرنسيين وويست الإنجليزي وجاكسون الأمريكي)
الخــــــــــــــــــلاص
فــــى الديانــــه الفارسيــــــه
اتضحت فكرة الخلاص على الاكثر فى الديانه الفارسيه التى صاغها زردشت و من اهم خصائص الديانه الفارسيه الاعتقاد بان ثمه معركه يشتعل ادارتها بين الخير ويمثله الاله " اورامازدا " وبين الشر ويمثله الاله " احريمان "
ان المثل الاعلى للديانه الفارسيه جاء نتيجه الفهم الخاطىء للشخصيه الانسانيه . فالشحصيه الانسانيه بحسب العقيدة الفارسيه تتكون من عنصرين متنافرين وتتعرض تبعا لذلك لقوانين متعارضه. ومن ناحيه مزودة بالدوافع والشهوات الحيوانيه ومن ناحيه اخرى مزودة بالضمير الاخلاقى والذات الاخلاقيه وهكذا فان الشخصيه الانسانيه غير المنقسمه وغير مجزئه تقسمها هذه العقيدة الى توامين تحاول كل منها السيطرة على الاخرى.
وبهذا الانقسام فى الشخصيه ينظر الى الدوافع والشهوات كما لو كانت كائنات روحيه مزودة بالعقل والارادة ويمكنها ان تقاوم الذات الاخلاقيه . ولكن هل من الممكن ان اسلم بهذ الراى وناخذ بهذا الاعتقاد؟
هل من الممكن للشخصيه الانسانيه الواحدة غير المتجزئه ان تنقسم الى قوى ساميه وقوى منحطه والى قوى اخلاقيه وقوى غير اخلاقيه.الى قوى متحاربه وقوى تهدف الى انتصار الخير او انتصار الشر ( ان مثل هذا الانقسام فى الشخصيه لا نجدة الا عند الذين لا يتمتعون بصحه نفسيه ) .
ان كل شىء يصدر عن الانسان يصدر عن الذات كلها . الحكم والادراك . الافكار . الشهوات . العواطف
الذات كلها تفعل الخير والشر . ذات الخير تقاوم ذات الشر
ولما كانت الدوافع الجسديه فى تعاليم زرادشت تصارع الذات فان الخلاص تبعا لذلك يتحقق فى التطهير الروحى لهذه الدوافع وهكذا يصبح الانسان وفقا لهذه العقيدة اسير معركه بينه وبين نفسه
0 التعليقات:
التعبيرات