شخصيات كتابيه فى العهد الجديد
بروكــــــــــــ(23)ــــــــــــــولا
بروكولا: اسم تأنيث لعشيرة تسمى البروكليين, مثل قولنا سامرية (أى تتبع عشيرة السامريين) وقد شاع اسم بروكولا Procula من بروكليا Proculia , أما اسمها الكامل فهو “كلوديا بروكولا” والعجيب أن اسم بروكولا مقتبس من لفظة تعنى “منبوذة”.
هى واحدة من شخصيات الظل فى دراما الصلب, إنها وثنية رغم محاولات البعض القول بأنها كانت مسيحية أو يهودية فى ذلك الوقت, وحتى إن كانت قد صارت مسيحية, فمن المعتقد أن هذا لم يحدث قبل صعود السيد المسيح. ولكن ورغم أنها كانت وثنية فى وقت أحداث القبض على المسيح ومحاكمته, إلا انها متدينة بشكل عام وتخشى الآلهة وتتأثر بالمعجزات ولها قلب طيب. وعندما عين طيباريوس قيصر بيلاطس والياً على اليهودية بتوصية من سيجانوس (رجل القصر القوى) كان بيلاطس مايزال خطيباً لــ “بروكولا” وكانت هى ماتزال فى السابعة عشر من عمرها.
كان جد بروكولا شخصاً مشهوراً يدعى “جرايوس بروكوليوس”, وكان صديقاً لأغسطس قيصر, وربما كانت هناك صلة قرابة بين العائلتين. ورثت بروكولا مقر العائلة بالقرب من “ميسينا” حيث تربت مرفهة متدينة, فى حين لم يكن بيلاطس متديناً (وان لم يكن متعصباً بطبعه ضد أى ديانة), عندما تزوج بيلاطس من بروكولا لم تكن عائلته فى مستوى ثراء عائلة البروكليين, ولكن جمع العائلتين حبهم للفروسية ومالها من التاريخ العسكرى, وقد تزوجا فى 14 يونيو سنة 26م. وعندما وصلت لليهودية صارت لها علاقات حميمة مع نساء قيصرية وأورشليم, واهتمت بقضايا الولاية, ولكن مع ذلك لم يكن بيلاطس يقبل الأخذ برأيها كثيراً.
حلم بروكولا:
أتاحت الحفلات الكثيرة التى شاركت فيها بروكولا على مدار ثلاث سنوات التعرف عن كثب على شخصية المسيح و تعاليمه ومعجزاته, ومن ثم شعرت أنه يمكن أن يكون نبياً وربما إلهاً, ومن هنا تحمست لقضيته وهابته وأحبته. ولا شك أن أحاديث طويلة دارت بين بيلاطس و بروكولا عن شخصية يسوع المسيح وما يدور حوله من جدل, ومن المؤكد أن أهم تلك الأحاديث تلك التى دارت ليلة محاكمته, لا سيما بعد تلك الزيارة المشبوهة عندما مر رئيس الكهنة قيافا به فى منزله للاتفاق على تسوية القضية لصالح أعداء يسوع.
بكّر بيلاطس فى الخروج إلى دار الولاية بينما كانت هى ماتزال فى فراشها, وقد استيقظت لاحقاً من نومها مذعورة, فأسرعت و تناولت قرطاساً وربما قرصاً من الشمع (وهى طريقة متبعة فى ذلك الوقت فى المراسلات) لتكتب رسالة تحذيرية توسلية, حملتها لأحد حراسها إلى بيلاطس وهو جالس على كرسي القضاء “إياك وذلك البار, لأنى تألمت اليوم كثيراً فى حُلم من أجله”. (مت 27: 19).
اضطرب بيلاطس وتضايق حالما فض الرسالة وقرأها, ومع ذلك فقد أسهمت هذه الرسالة وهذه اللفتة فى زيادة محاولات بيلاطس لتخليص المتهم الواقف أمامه من الموت, حيث بثت فيه الرسالة روح العدالة الرومانية, والتى تقول “أقِم العدل ولو انطبقت السماء على الأرض” ومن ثم راح يدرس القضية بتدقيق أكثر, مما ضايق اليهود.. وربما ظن بعضهم أنه قد أتته رسالة من رئيسه بهذا الخصوص!.
وكما أرسلت بروكولا معلنة “إياك وذلك البار” …فقد هتف بيلاطس قائلاً “إنى برىء من دم هذا البار!..”(مت 24:27).
بقية أخبار بروكولا:
نسمع بعد ذلك عن هياج أهل السامرة ضد بيلاطس لقتله عدداً كبيراً منهم, وأنهم قد قدموا شكاية ضده للإمبراطور سنة 36م. حيث أمر بنفيه هو وزوجته, ويرد فى بعض التقاليد أن بروكولا والتى تتبعت خطوات المسيح وتعاليمه, إبان وجوده على الأرض قد تحولت إلى المسيحية بعد ذلك. وإذا صدقت التقاليد التى تفيد بأن كلاهما قد صار مسيحياً فستكون بروكولا قد آمنت أولاً.
0 التعليقات:
التعبيرات