شخصيات كتابيه فى العهد الجديد
فيــــــــــــ(16)ـــــــــبى
والاسم يعنى « بهية ». وبحق كانت فيبي أشبه بالنجم الذي يلمع ويضيء في قلب الظلام، فقد كانت خادمة الكنيسة التي في كنخريا. و « كنخريا » هي الميناء الشرقي لكورنثوس. وكانت كورنثوس أشر مدينة في أوربا في ذلك الوقت - بل كانت مضرباً للأمثال في الخلاعة والفجور والإباحية - حتى أصبحت كلمة « يتكرنث » (أي بتصرف كأهل كورنثوس) مرادفة للخلاعة والفساد. وإذا قيل « امرأة كورنثية » فإنهم كانوا يقصدون بذلك أنها سيئة الأدب والسيرة.
وإذا كانت كورنثوس في حد ذاتها أشر مدينة في أوربا، فبالأولى يتضاعف الشر في كنخريا. فالمواني في العادة من أشرّ الأماكن وأكثرها تعرضاً للفساد. ومع ذلك فقد ظهرت « فيبي » بهية لامعة مُنيرة مُضيئة وسط الظلمة الأدبية التي غطت كورنثوس وكنخريا وأضاءت كما يضيء القمر في أحلك الليالي.
وكفيبي أيضاً « نحن نور في الرب » (أف8:5) . « فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السماوات » (مت16:5) . « .. في وسط جيل معوّج وملتوِ تضيئون بينهم كأنوار في العالم متمسكين بكلمة الحياة » (فى15:2، 16). والرب لا يقول « لتضئ أعمالكم الحسنة »، بل « ليضئ نوركم » ـ أي ليظهر المسيح فيكم، لكي يتمجد الآب.
وتوصف فيبي أنها « خادمة الكنيسة التي في كنخريا ». وكلمة « خادمة » (دياكونوس أي « شماسة » )، هي مؤنث الكلمة اليونانية « دياكون » المترجمة « شماسا » (فى1:1؛1تى8:3، 12). كما نجد الكلمة « دياكونوس » ومشتقاتها تُستخدم في العهد الجديد بالارتباط بخدمة الاحتياجات المادية (رو25:15،2كو4:8 بل وتُطلق على « الخدام » الذين كانوا في عُرس قانا الجليل (يو5:2،9). وعلى خدمة مرثا في عبارة « أخدم وحدي » (لو40:10) . وكما قيل عن حماة بطرس « وصارت تخدمهم » (مر31:1) .
ويستخدم لوقا البشير نفس الكلمة اليونانية « دياكونيو« في قوله عن « مريم المجدلية ... وأُخر كثيرات كن يخدمنه من أموالهن » (لو2:8، 3). وهكذا يمكننا أن نتأكد أن خدمة فيبي لم تأخذ صورة الوعظ أو التعليم الجهاري في الكنيسة (1كو34:14، 35.1تى12:2)، بل كانت في النواحي المادية مثل طابيثا (أع39:9) وذلك في مجالها الخاص كأخت.
0 التعليقات:
التعبيرات