رساله كولوسى 2 - Abahoor

رساله كولوسى 2


                                   تفسير رسالة كولوسي


المتهودون
:
دعوا المؤمنين للعودة إلى التهود ولأعمال الختان وحفظ يوم السبت وأعمال الناموس والامتناع عن بعض الأطعمة. هؤلاء أرادوا أن تكون المسيحية طائفة من طوائف اليهودية. وهؤلاء كان رد الرسول عليهم بأن الخلاص لا يتم سوى بدم المسيح، وأن المسيح هو واهب كل شيء لكنيسته، وهو مصدر الكمال، إذ ادعى المتهودون أن الناموس شرط للخلاص.

الغنوسية:
هي فلسفة عقلية انتشرت في القرن الأول ولكنها أخذت اسمها (غنوسية) في القرن الثاني، وكلمة غنوسية مشتقة من كلمة يونانية هي نوسيس، ومنها KNOW الإنجليزية ومعناها علم أو معرفة. وهي تعتمد على أفكار الاتكال على الفكر البشرى دون الإيمان، وتطلب عبادة الملائكة. لذا جاء الحديث عن المسيح كرأس الكنيسة وواهب كل شيء لكنيسته وهو مصدر كمال الكنيسة.
والغنوسية هي خليط من الفلسفة اليونانية والتصوف الشرقي (وهذا ابتدعته جماعة يهودية اسمها الأسينية، فهم دعوا للتقشف والزهد وعدم الزواج واحتقار المال، وهؤلاء شككوا في القيامة).
والغنوسيون قالوا إن المادة شر والروح خير، لذلك أثاروا سؤالاً.. كيف يخلق الله الكامل، ما هو شر.. ؟ أو كيف يتصل الله بالمادة والشر الموجود في العالم ؟ وإذا لم يكن الله هوالخالق للشر، فهناك إله للخير وإله للشر. ولكن طالما أن هناك إلهاً واحداً، فلقد إبتدع الغنوسيون فكرة عجيبة هي أن الله يُظِهر نفسه بأن ينبثق منه نبتة إلهية أسموها "أيون". وهذه النبتة الإلهية تنشىء نبتة أخرى من ذاتها "أي أيون آخر" ولكن في درجة أقل وهكذا كلما إبتعدت الأيونات عن الله يضعف الجوهر الإلهى فيها وينحطون في المرتبة بالتدريج، حتى يمكن للأيون الأخير أن يتلاصق أخيراً مع المادة وتتولد الخليقة. لذلك هم يقولون أن هناك أنساباً، عبارة عن سلم يبدأ بالكائن الأعظم وينزل خلال وسائط كثيرة (أي الأيونات) وهذه تنتهى بالسيد المسيح. وكأن المسيح هو الوسيط الأول للإنسان، وبهذا فهم ينكرون ألوهية السيد المسيح.
والغنوسيون يعتبرون أنه بالمعرفة العقلية، أي بالاعتماد على العقل البشرى فقط يستطيع الإنسان أن يتعرف على الله خلال تفكيره العقلاني المجرد. وبمعنى آخر يتجاهلون أو يقللون من شأن الإعلان الإلهي خلال كلمة الله ونعمة الله. والمسيح كوسيط أول للإنسان يدخل به خلال المعرفة إلى الأيون الأعظم من المسيح، وهذا الأيون الثاني يقدم له معرفة جديدة ليدخل به إلى من هو أعظم، وهكذا حتى نصل للكائن الأعظم (الله). ففي نظرهم أن الإنسان يصل إلى الله عن طريق العقل والمعرفة وليس عن طريق السيد المسيح، وبهذا فإن الخلاص يكون بالمعرفة وليس بالمسيح. فرد عليهم الرسول بأن الخلاص يكون بدم المسيح (كو1:20،14) وأظهر في (كو9:2) أن المسيح هو الله نفسه، إذ قال "إنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا". ونتيجة تجسد المسيح إذ أخذ جسدًا بشريًا صرنا "مملوؤون فيه" (كو10:2). وإذا كنا نحن مملوئين فيه صار المسيح لنا مصدر كل معرفة، لذلك فالرسول يطلب لهم ازديادهم في المعرفة عن طريق المسيح رأس الكنيسة (كو9:1). ويضيف الرسول أن هناك وسيطًا واحدًا هو المسيح بين الله والناس (1تى5:2). وفي إشارة لأن المعرفة والفهم مصدرهما الروح القدس يقول في (كو9:1) "أن تمتلئوا من معرفة مشيئته في كل حكمة وفهم روحي" (أي أن الروح القدس هو مصدر هذه الحكمة والفهم الروحي). ومن (9:1 + 9:2، 10) نفهم أن الروح القدس يملأنا من الحكمة والفهم الروحي نتيجة أننا متحدون بالمسيح، فالروح ينسكب أصلًا على المسيح، وبالتالي على من يتحد بالمسيح.
ولأنهم يعتقدون أن المسيح هو وسيط بين وسطاء كثيرين بين الله والناس دعوا إلى عبادة الملائكة كوسطاء ومُخلِّصين، وقالوا أنه من الاتضاع أن لا نعبد الله مباشرة، بل نعبد الملائكة (18:2). والرسول يرد في هذه الآية (18:2) ويقول في (كو10:1) أن المسيح هو رأس كل رياسة وسلطان. من هنا نفهم أن الرسول حينما يهاجم الإتضاع وعبادة الملائكة فهو يهاجم هذا الفكر الهرطوقى، أما الإتضاع والإنسحاق الحقيقى فهو الطريق لسكنى الله في الإنسان . أما الملائكة الساقطون أي الشياطين فهؤلاء هم الرؤساء والسلاطين الذين جَرَّدهم المسيح من قوتهم بصليبه فالشياطين كانوا ملائكة من كل الرتب وتبعوا الشيطان في تمرده على الله وكبرياءه (15:2).
وإعتقد الغنوسيون في علم التنجيم وأن الكواكب تسيطر على مصير البشر المحتوم، فهاجم هذا الفكر وأسماه أركان العالم (8:2)
عمومًا فالرسول ينبه أهل كولوسي لأن ما سمعوه من أبفراس هو كلمة حق الإنجيل 5:1 وأن كل ما يسمعوه من المتهودين أو الغنوسيين ليس بحق (4:2).


شاهد ايضا

:)
:(
hihi
:-)
:D
=D
:-d
;(
;-(
@-)
:P
:o
-_-
(o)
[-(
:-?
(p)
:-s
(m)
8-)
:-t
:-b
b-(
:-#
=p~
$-)
(y)
(f)
x-)
(k)
(h)
(c)
cheer
(li)
(pl)