شبهات وهمية فى الكتاب المقدس الرد على المشاكل الكتابيه - Abahoor

شبهات وهمية فى الكتاب المقدس الرد على المشاكل الكتابيه


شبهات وهمية فى الكتاب المقدس

سؤال من المشككون فى صحه الكتاب المقدس
  الرد على المشاكل الكتابيه
                
هل ورث البشر خطية آدم؟؟ 
عدد كبير من النقاد، يحاولون انتقاد المسيحية من جهة تأثير خطية آدم على البشرية، ويحاولون ‏إظهار تناقضًا بين الآيات التالية،:‏
الآيات: "20 اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ ‏الابْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ، وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ"‏ حز 18 : 20
مقارنة مع رومية 5 "12 مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ ‏الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.... 14 لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى ‏مُوسَى، وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ، الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي"‏
الاعتراض
:‏ كيف يُعلِّم كتابكم في رومية أن البشر ورثوا الخطية الأصلية من آدم؛ لكن في ‏الوقت نفسه، يعلم في حزقيال أن ذنب كل إنسان عليه يكون؛ فكيف يحمِّل الله البشر ذنب خطية آدم ‏إذًا؟
الرد:‏ إن الناقد كما يبدو لم يقرأ جيدًا ما تقوله الآيات في رومية!! وهي تتكلم عن وراثة نتائج خطية ‏آدم وليس خطية آدم الشخصية ذاتها؛ ونتائج الخطية تتمحور في ثلاث أركان أساسية مترابطة مع ‏بعضها البعض:
أولا: وراثة الطبيعة الخاطئة من آدم كما سماها آباء الكنيسة؛ أو ولادة الإنسان بنفس تميل إلى ‏الخطية وعكس الصالح (راجع أيضًا رومية 7: 18-20). فآية رومية أعلاه تقول أنه: "بِإِنْسَانٍ ‏وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ"؛ أي أن آدم فتح باب هذا العالم للخطية ولمعرفة الشر، بتمرده على ‏الله ورفضه لسيادة الله عليه وعلى العالم الذي أعطاه السلطان عليه (تكوين 1: 28-30 و2: ‏‏15). وهذا جعل إبليس يسلب سلطان آدم على العالم منه لأنه أقوى منه، ويسيطر على البشر ‏والعالم (لوقا 4: 6).‏
ثانيًا: دخول الموت على حياة البشر، فالآية لا تقل أننا ورثنا خطية آدم الشخصية ذاتها، التي يتكلم ‏عنها الناقد في حزقيال!! بل الموت الذي نتج عنها: " لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، ‏وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ". أي أنه قبل أن يخطي البشر بإرادتهم كما أكد ‏العدد نفسه "12... إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ"، وهم أجنة في أرحامهم، ساد الموت عليهم، ويولدون فيه. ‏وحتى أحيانا يصاب الجنين بالموت وهو في رحم أمه، أي قبل أن يفعل شرًا أم خيرًا. أيضًا ‏عبارة "على شبه تعدي آدم"، تؤكد أن الموت يسود علينا ليس بسبب خطية آدم الشخصية ذاتها؛ ‏وإلا لقال: "بسبب خطية آدم" بدل من "عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ". فالموت ساد على البشر، بمشابهة ‏حلول الموت على آدم بسبب تعديه على أمر الله؛ مما يؤكد حلول الموت علينا، كما حل عليه لأننا ‏من نسله؛ وليس بسبب خطيته الشخصية ذاتها كما يدعي المعترض؛ بل بسبب سقوط العالم في يد ‏الموت بسببه.‏
ثالثًا: ولادة البشر خارج الجنة، دون أن يعطيهم الله فرصة أن يكونوا فيها إلى أن يخطئوا، كما ‏أعطى آدم وحواء. لذلك ولد البشر في الأرض التي لعنها الله بسبب خطية آدم، حيث قال: "17 ... ‏مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ ... 19 بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ ‏إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ (اي دخل الموت على حياة آدم وذريته، ‏كما قلنا في النقطة السابقة)" تكوين 3. ونرى هذا في آيات رومية مثل "12 .. كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ ‏دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ .... 14 لكِنْ قَدْ ‏مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى... " أي تحول العالم الذي عندما خلقه الله، قال عنه "31 ورأى ‏الله كلَّ ما عمله فإذا هو حسنٌ جدًا.." إلى عالم يسود عليه الكد والتعب، الخطية والموت. فما هو ‏ذنب ذرية آدم أن تولد خارج الجنة؟ لماذا لا تعطى لهم الفرصة في الجنة، كما أعطيت لآدم ‏وحواء، قبل سقوطهما؟!!‏
إذًا الناقد قد بنى نقده على فكرة مغلوطة أصلا، وهي أن وحي رومية 5، يدعي أن البشر ورثوا ‏خطية آدم ذاتها، وهذا فكرة مغلوط تمامًا!! لقد ورث البشر نتائج خطية آدم، وليس خطية آدم ‏الشخصية ذاتها؛ فكما قال الأب أنطونيوس فكري، في تفسيره لرومية 5: 12 " ونلاحظ أننا ‏نموت لا بخطية آدم، بل بطبيعة آدم وبسبب خطايانا التي نصنعها بإرادتنا نحن." ‏لذلك لا تعارض بين آية حزقيال أعلاه " اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ ‏الابْنِ" مع آيات رومية 5، لأن رومية تتكلم عن وراثة نتائج خطية آدم، وليس خطية آدم ‏الشخصية ذاتها، التي يتكلم عنها حزقال. ‏