تاريخ كرازة مارمرقس والخمس مدن الغربية ( 5 ) - Abahoor

تاريخ كرازة مارمرقس والخمس مدن الغربية ( 5 )


تاريخ كرازة

مارمرقس والخمس مدن الغربية
تبعية الخمس مدن الغربية لكرسي الإسكندرية 
وبقيت هذه المدن الخمس خلال كل العصور المسيحية تابعة لكرسي الإسكندرية. وقد ثبت هذا الأمر القانون السادس من قوانين مجمع نيقية المسكوني المقدس الذي انعقد سنة 325 م بحضور 318 أسقفا يمثلون كنائس العالم كله. ونص هذا القانون هو:
"فلتحفظ السنن القديمة التي في مصر وليبيا والخمس مدن الغربية في أن أسقف الإسكندرية يكون له السلطان على هذه كلها".
عودة مارمرقس إلى الإسكندرية
قضى القديس سنوات في افتقاد رعيته في الخمس مدن الغربية وفي معاونة القديس بولس الرسول في كرازته في روما. وبعد استشهاد الرسولين العظيمين القديس بطرس والقديس بولس.
رجع مارمرقس إلى الإسكندرية، فوجد غرسه قد نما وازدهر: كان عدد المؤمنين قد تزايد جدا، وقد بنوا لهم كنيسة في المنطقة الشرقية من الإسكندرية عرفت باسم "بوكاليا" وكانت لحياة المقدسة التي عاشها المسيحيون هناك قد اجتذبت كثيرين إلى الإيمان.
أخيرا، بعد هذا الجهاد الطويل في الكرازة والتبشير "بأسفار مرارًا كثيرة"، شاء الرب لهذا النفس الطاهرة أن تستريح أخيرا في حضنه..
القبض على القديس وتعذيبه
حدث ذلك في سنة 68 م.، في السنة الرابعة عشرة لحكم نيرون الظالم، في يوم 29 برمودة، حيث كان المسيحيون يحتفلون بعيد الفصح (القيامة) في كنيسة بوكاليا وقد تصادف أن نفس ذلك اليوم كان هو يوم الاحتفال الوثني العظيم بعيد الإله سيرابيس ذي الشهرة.الكبيرة الذي يشترك في الاحتفال به المصريين واليونانيون على السواء، وكانت الاحتفالات تقام في معبده وتزدان بها باقي المعابد..
وفى ذلك اليوم استشاط الوثنيون غضبًا. وتجمعوا لقتل مارمرقس. إما لأن عيدهم في في تلك السنة كان فاترا بالقياس إلى عيد المسيحيين، نظرا لتحول كثير من الوثنيين إلى المسيحية  وإما لأن مارمرقس جاهر بتقبيح العبادات الوثنية فأهاج سخط الوثنيين في الإسكندرية
لذلك هيج الوثنيون الشعب، أهاجوا الحكام أيضًا ضده. فتجمهرت جماعة منهم، وهجموا على كنيسة بوكاليا واقتحموها، حيث وجدوا القديس مكملًا الذبيحة الإلهية فشتتوا المسيحيين، وقبضوا على القديس مرقس. وربطوه بحبل ضخم، وجروه في الشوارع والطرقات، وهم يصيحون [جروا التنين إلى دار البقر].

وظلوا يسحبونه بقساوة عظيمة، وجسمه يرتطم بالأحجار على الأرض، حتى انصبغت الأرض بدمه، وتمزق لحمة وتناثر هنا وهناك.. وخلال ذلك كان القديس يسبح الله ويشكره على أنه جعله أهلا لأن يتألم من أجل اسمه.ولما تعبوا من جره وتعذيبه، القوة تلك مهشما في سجن مظلم، إلى أن يتشاوروا بأية وسيلة يميتونه.
وفى صباح الغد (30 برمودة) رجع الوثنيون مرة أخرى، وأخذوا مارمرقس من السجن، وربطوا عنقه بحبل غليظ، وظلوا يعيدون الكرة كاليوم السابق في جره وسحبه على أحجار. وهو في كل ذلك يصلى من أجلهم ويطلب لهم المغفرة
وأخيرا استودع القديس روحه الطاهرة في يد الله، ونال إكليل الشهادة، وإكليل الرسولية، وإكليل البشارة وإكليل البتولية.
والكنيسة المقدسة تعيد لاستشهاد القديس يوم 30 برمودة، بينما تعيد الكنائس الغربية في يوم 25 إبريل (25 نيسان).