تاريخ كرازة مارمرقس والخمس مدن الغربية ( 5 ) - Abahoor

تاريخ كرازة مارمرقس والخمس مدن الغربية ( 5 )


تاريخ كرازة

مارمرقس والخمس مدن الغربية
تبشير حنانيا (إنيانوس) الإسكافي
لما اقترب مارمرقس إلى الإسكندرية، صلى إلى الله قبل أن يدخلها، لكي يردعه بالأسلحة الروحية اللازمة لمثل هذا الجهاد الذي كان مزمعًا أن يدخل في ميدانه.
ولما دخلها كان حذاؤه قد تمزق من كثرة السير في الكرازة والتبشير، فمال إلى إسكاف في المدينة اسمه حنانيا (انيانوس) الاسكافي ليصلحه له. وفيما هو يصلحه دخل المخراز في أصبعه فصرخ قائلًا "ايس ثيئوس" أي (يا الله الواحد). فرقص قلب الرسول طربًا عندما سمع هذه الكلمة، ووجدها فرصة مناسبة ليحدثه عن هذا الإله الواحد.
ولم يكن مناسبا أن يبدأ حديثا لاهوتيا مع إنسان مجروح متألم، فكان لابد أن يخلصه أولا من ألمه ثم يتحدث معه. وهكذا تفل على الطين ودهن به إصبع أنيانوس. وقال باسم يسوع المسيح ابن الله ترجع هذه اليد سليمة  فالتأم جرحه في الحال كأن لم يكن قد حدث له شيء.
فتعجب انيانوس جدًا من هذه المعجزة التي حدثت باسم يسوع المسيح وتفتح قلبه لكلمة الله. وهنا سأله الرسول عمن يكون هذا الإله الواحد الذي نطق به الإسكاف باسمة. فإجابة انيانوس: [إنني اسمع عنه سمعًا، ولكنى لا اعرفه] وبدأ الحديث الروحي من هذا الرسول العجيب الذي ينتهز كل فرصة ليعمل فيها عملا للرب.. وما أن انتهى الإسكاف من إصلاح الحذاء وسلمه لمارمرقس، حتى دعاه أن يذهب معه إلى بيته ليكمل له هذا الحديث اللاهوتي الشيق الذي عز على الإسكاف أن ينتهي بإصلاح الحذاء.
ولما دخل مارمرقس إلى بيت انيانوس رشمه بعلامة الصليب وقال بركة الرب تحل في هذا البيت  ثم جلس معه ومع أسرته يحدثهم عن السيد المسيح فقال له أنيانوس أريد أن أراه، ، فقال له سأريك إياه. واخذ يحدثهم عما ورد عنه في كتب الأنبياء وما حدث في تجسده ومعجزاته وصلبه والفداء العظيم الذي قدمه للعالم. فآمن إنيانوس وأسرته وعمدهم مارمرقس. وكان هذا البيت هو باكورة المؤمنين في كرازة مارمرقس مصر.
صار هذا البيت فيما بعد كنيسة باسم مارجرجس كما ورد في سنكسار 20 هاتور،
وفى الإسكندرية أسس القديس مارمرقس
مدرسة لاهوتية تستطيع أن تقف ضد المدرسة الوثنية الشهيرة وتقاوم أفكارها. وقد عهد بإدارة هذه المدرسة إلى القديس يسطس الذي صار فيما بعد سادس أسقف أسقف للإسكندرية.
كما أنه وضع القداس الإلهي، الذي تركه فصلى به القديس انيانوس ومن معه من الكهنة..
رجوع مارمرقس لافتقاد الخمس مدن
ترك مار مرقس الخمس مدن الغربية، وذهب إلى مصر فبشرها بالإيمان  على أنه بعد كرازته في مصر وتأسيسه لكنيستها، تضايق منه الوثنيون جدًا، وفكروا في قتله. فنصحه الإخوة المؤمنون أن يبتعد قليلًا، ثم يرجع إلى مصر مرة أخرى، إذ لم تكن ساعته قد جاءت بعد. فجاء مارمرقس إلى الخمس مدن الغربية مرة أخرى يفتقد المؤمنين فيها، ويكرز لأهلها بالإيمان. فوصلها سنة 63 م ، وقضى سنتين فيها كارزًا باسم المسيح. ونظم الكنيسة هناك. "ورسم لها أساقفة وقسوسًا وشمامسة".ثم ودع أهلها الوداع الأخير، وذهب ليكمل عمله المسكوني مع بولس الرسول، ثم يرجع إلى مصر بعد استشهاد بولس العظيم.