النحار فى الكتاب المقدس ( البحر الاحمر ) - Abahoor

النحار فى الكتاب المقدس ( البحر الاحمر )

         
                 البحار فى الكتاب المقدس                 
 تعر                   البحر الاحمر

يف 
ويسمي البحر الاحمر، " بحر سوف " ( ومعني هذا الاسم حرفياً هو " بحر قصب الغاب " – خر 10 : 19، عد 14 : 25، تث 1 : 1، يش 2 :10، قض 11: 16، 1 مل 9 : 26، نحميا 9 : 9، مز 106 : 7، إرميا 49 : 21 )، كما يسمي " البحر الاحمر " ( أعمال 7 : 36، عب 11 : 29 )، و " بحر مصر " (إش 11 : 15 ).

وهو بحر سوف ( خر 10 : 19 … الخ ) ويسمي في مواضع كثيرة " البحر " فقط ( خر 14 : 2 و 9 و 16 و 21 و 31، 15 : 1 و 4 و 8 و 19 و 21 …. ).

وكلمة " سوف " تعني " الحلفاء " وهي شجيرات تكثر في المناطق السفلي من النيل، والأطراف العليا ( الشمإلية ) من البحر الاحمر. وقد خبأت أم موسي، السفط الذي وضعت فيه ابنها الرضيع " بين الحلفاء " ( خر 2 : 3 و 5 ). وحيث أن كلمة " سوف " لاتعني " أحمر "، كما أن لون الحلفاء ليس أحمر، إختلفت الآراء حول سبب تسمية البحر الأحمر بهذا الاسم، فزعم البعض بأنه " سمي بالأحمر " بالنسبة لمظهر الجبال التي تكتنفه من الغرب. وزعم البعض الآخر أنه سمي هكذا بالنسبة للون المياه الناتج عن وجود الشعاب المرجانية الحمراء وغيرها من الأعشاب البحرية. ويرجع البعض أن الاسم نشأ أصلاً من اللون النحاسي الذي يتميز به سكان شبه الجزيرة العربية المتاخة له من الشرق.

والاسم " يم سوف " ( بحر سوف ) وإن كان يطلق علي كل البحر، فإنه كان يطلق بصفة خاصة علي الجزء الشمإلي، الذي لايذكر في الكتاب المقدس

الاشارات إليه في العهد القديم : يرتبط البحر الاحمر بتاريخ بني إسرائيل لعبورهم ذلك البحر، كما يسجله الأصحاح الرابع عشر من سفر الخروج، كما توجد بعض الاشارات القليلة إليه في العصور التإليه لذلك، فنقرأ أن الملك سليمان عمل " سفناً في عصيون جابر التي بجانب أيله علي شاطيء بحر سوف في أرض أدوم " ( 1 مل 9 : 26 ) وهي علي الطرف الشمإلي لخليج العقبة، الفرع الشرقي للبحر الاحمر. وقد أرسل الملك حيرام – ملك صور –نوتية لهذه السفن، " عارفين بالبحر، فأتوا إلي أوفير وأخذوا من هناك ذهباً " ( امل 9 : 27 و 28 ).

ونقرأ أن الملك يهوشفاط عمل " سفن ترشيش لك تذهب إلي أوفير لأجل الذهب، فلم تذهب لأن السفن تكسرت في عصيون جابر " ( ا مل 22 : 48، 2 أخ 20 : 36 و 37 )، وقد يكون اسم " ترشيش " هنا إشارة إلي نمط معين من السفن، أو أنها كانت مكاناً ما في جزائر الهند الشرقية، وهو الارجح، حيث أن الملك سليمان كانت له " سفن ترشيش تأتيي مرة كل ثلاث سنوات ..... حاملة ذهباً وفضة وعاجاً وقروداً وطواويس " ( ا مل 10 : 22 ) وهي جميعها من متاجر الهند.

ولقد ضاعت " أيلة " من إسرائيل عندما نجحت ثورة أدوم في زمن الملك يورام ( 2 مل 8 : 20 ) ثم استردها ابنه عزريا لمدة وجيزة ( 2 مل 14 : 22 )، ولكن في زمن الملك آحاز استولي عليها الأراميون ( أو بالحري الأدوميون ) وطردوا منها الإِسرائليين نهائياً.

عبور بني إسرائيل : لم يثبت إلا في العصور الحديثة أن خليج السويس كان يمتد شمالاً لمسافة ثلاثين ميلاً حتي موقع مدينة الاسماعلية، وكان يظن أن مدينة فيثوم القديمة كانت في موقع مدينة السويس علي رأس الخليج، ولكن لايوجد عند السويس مسطح من المياه الضحلة، يكفي لأن تفتح فيه الرياح الشرقية – كما جاء في سفر الخروج ( 14 : 21 ) – طريقاً ذا إتساع كاف يسمح بعبور كل ذلك الجيش الجرار في ليلة واحدة، ثم لو أن بني إسرائيل كانوا إلي الجنوب من البحيرات المرة، ولم يكن الخليج وقتئذ ممتداً إليها، لما كان هناك ما يدعو لإِجراء المعجزة وشق المياه، فقد كان المجال متسعاً أمامهم وأمام جيش فرعون للدوران حول الطرف الشمإلي للخليج، والوصول إلي الجانب الشرقي، بينما المياه في جنوبي السويس أعمق من أن تستطيع الرياح أن تفتح فيها طريقاً، لكن مع امتداد مياه الخليج إلي البحيرات المرة وبحيرة التمساح فإن كل الوقائع المذكورة في القصة تنسجم تماماً مع الأحوال الطبيعية الموجودة، مما يؤيد هذه الوقائع إلي أبعد الحدود ويجعلها حقيقة تابتة أكيدة.