هل تحققت النبوات الصعبه فى الكتاب المقدس ( 4 الاسكندر الاكبر ) - Abahoor

هل تحققت النبوات الصعبه فى الكتاب المقدس ( 4 الاسكندر الاكبر )


                  رابعًا: الإسكندر الأكبر:                                                             



تنبأ دانيال عن الإسكندر الأكبر (356-323 ق.م) قبل مجيئه بمئات السنين، وحدّد وظيفته بأنه "ملك اليونان" واسبغ عليه بعض الصفات مثل " العظيم"، " الجبار"، وتنبأ عن انتهاء حياته فجأة وقيام أربع ممالك خلفًا له، فقال "وبينما كنت متأملًا إذا بتيس من المعز جاء من الغرب على وجه كل الأرض ولم يمسَّ الأرض وللتيس قرن معتبر بين عينيه.. فتعظم المعز جدًا ولما اعتز انكسر القرن العظيم وطلع عوضًا عنه أربعة قرون معتبرة نحو رياح السماء الأربع.. والتيس العافي ملك اليونان والقرن العظيم الذي بين عينيه هو الملك الأول. وإذا انكسر وقام أربعة عوضًا عنه فستقوم أربع ممالك من الأمة ولكن ليس في قوته" (دا8: 5-22) وفعلًا تمت هذه النبؤات كالآتي:

1- اكتسح الإسكندر الأكبر جميع الدول وكوَّن الإمبراطورية العظيمة خلال عشر سنوات فقط فأمتد ملكه من الهند والخليج العربي إلى غرب أوربا، ومن آسيا الصغرى إلى مصر.

2- شهد المؤرخ اليهودي يوسيفوس بتحقق هذه النبؤات على الإسكندر الأكبر، فيقول عندما حاصر الإسكندر مدينة صور ورفض اليهود إمداده بالمؤونة اللازمة لجيشه اغتاظ منهم، وبعد أن اقتحم مدينة صور وفعل بها ما فعل توجه بغضبه إلى أورشليم ليفعل بها كما فعل بصور وأهلها، ولكن رئيس الكهنة لبس ملابسه الكهنوتية وخرج لاستقباله في موكب عظيم من الكهنة والشعب، وأراه نبؤة دانيال عنه ففرح وسر وتلاشى غضبه وسأل رئيس الكهنة عن أي طلب يطلبه، ويقول البعض أن الإسكندر عندما أبصر رئيس الكهنة سجد له، فأحتج عليه أتباعه، فقال لهم إنه عندما بدأ فتوحاته شاهد هذا المنظر في حلم فتشجع وأكمل طريقه

3- حددت النبؤة أن الملك سينقطع عن نسل الإسكندر الأكبر " ولا يعقبه (لنسله) ولا حسب سلطانه الذي تسلَّط به لأن مملكته تنقرض وتكون لآخرين غير أولئك" (دا 11:4) وفعلًا جميع الذين تملَّكوا بعده من نسله قتلوا، فقد ملك أخيه العاجز فيليب أريديوس نحو سبع سنوات وقتلته أمه سنة 317 ق.م، ثم ملك الإسكندر اللو ابن الإسكندر الشرعي من زوجته روكسانا نحو ست سنوات وقُتِل سنة 311 ق.م. على يد كاسندر الذي اغتصب حكم مكدونيا واليونان، ثم نادى هرقل ابن الإسكندر غير الشرعي بنفسه ملكًا ولكنه قُتِل سنة 309 ق.م، وبهذا انتهى الملك من نسل الإسكندر الأكبر.

4- صرَّحت النبؤة بموت الإسكندر فجأة وهو في ريعان شبابه " ويقوم ملك جبار ويتسلَّط تسلطًا عظيمًا ويفعل حسب إرادته. وكقيامه تنكسر مملكته وتنقسم إلى رياح السماء الأربع" (دا 11: 3-4) وفعلًا بعد موته انقسمت مملكته إلى أربع ممالك:



أ- مصر وليبيا والعربية وفلسطين، ومَلَكَ عليها بطليموس لاجوس.

ب- بابل وميديا وسوريا وفارس ومقاطعات شرق نهر الهندوس ومَلَكَ عليها سلوقس نيكاتور.

ج- آسيا الصغرى وتركية الأوربية وملك عليها ليسيماخوس.

د- مكدونية واليونان وملك عليها كاسندر.

وعندما تأكد بروفورس أحد نقاد الكتاب المقدس القدماء من تطابق نبؤات دانيال الخاصة بالإسكندر الأكبر والممالك الأربعة مع الواقع قال أن هذه النبؤات كُتِبت مؤخرًا بعد حدوث الأحداث المذكورة، فهى تأريخ لأحداث ماضية وليست نبؤات لأمور مستقبلية، فرد عليه القديس ايرونيموس بحكمة قائلًا هذا الكلام في حد ذاته شهادة للحق نفسه، لأنه من دقة وإعجاز النبؤة انه بدى له ما قاله، فهذه شهادة للنبي لا عليه. أما تواريخ الأنبياء ومتى وُجِدوا ومتى تنيحوا؟ فهى معروفة جيدًا لأصغر تلميذ، مهما حاول ذوو الأغراض والهوى والتضليل والخداع، وبذلك (أي بمعرفة تواريخ الأنبياء) يمكن معرفة ما إذا كانت هذه الأقوال سابقة أم لاحقة على تحقيقها " .