هل تحققت نبؤات الكتاب التي كان يصعب تصديق 1 - نينوى - Abahoor

هل تحققت نبؤات الكتاب التي كان يصعب تصديق 1 - نينوى


هل تحققت نبؤات الكتاب التي كان يصعب تصديقها؟
ج: نعم تحققت بالتفصيل ولم يوجد كتاب آخر حوى مثل هذه النبؤات قط، ودعنا يا صديقي نأخذ باختصار ستة أمثلة على هذه النبؤات، ثلاثة منها تخص مدن والرابعة تخص ملك عظيم، وأثنين تخصان شعبي اليهود ومصر.

أولًا: مدينة نينوى:                                 
بعد أن تابت مدينة نينوى بمناداة يونان عادت إلى شرها فتنبأ عنها ناحوم النبي سنة 650 ق.م، وسقطت المدينة على يد الماديين والكلدانيين، وأعطى ناحوم وصفًا دقيقًا لهذا السقوط العظيم حيث تنبأ عن:-

1- خراب المدينة وشعبها في حالة سكر " فإنهم وهم مشتبكون مثل الشوك وسكرانون كمن خمرهم يُؤكلون كالقش اليابس بالكمال" (نا 1: 10)

2- خراب المدينة نتيجة طوفان غامر " وحى على نينوى بطوفان عابر يصنع (الرب) هلاكًا تامًا لموضعها (نا 1: 1، 8) " أبواب الأنهار انفتحت والقصر قد ذاب" (نا 2: 6).

3- احتراق المدينة " هاأنا عليك يقول رب الجنود فاحرق مركباتك دخانًا" (نا 2: 13) " تأكل النار مغاليقك.. هناك تأكلك النار" (نا 3: 13-15)

4- تنهب المدينة " أنهبوا فضة أنهبوا ذهبًا فلا نهاية للتحف للكثرة من متاعٍ مشتهى" (نا 2:9)

5- تُخرب للأبد ولا تعود تعمَّر وتختفي من الوجود " ليس جبر لانكسارك. جرحك عديم الشفاء" (نا 3:19) " وأقطع من الأرض فرائسك ولا يسمع أيضًا صوت رسلك" (نا 2: 13)

كانت مدينة نينوى عاصمة الملكة الآشورية مدينة عظيمة ومتسعة تقع على نهر دجلة، وبلغ ارتفاع أسوارها نحو 33 مترًا، وسمك السور 16 مترًا، وارتفاع أبراج المراقبة 66 مترًا، ويحيط بالسور من الخارج خندق مائي يبلغ عرضه 50 مترًا، فمن يريد أن يقتحم المدينة عليه عبور هذا المانع المائي والسور المنيع ليفاجئ بعد هذا بخندقين مائيين يعقبهما سورين آخرين بينهما مسافة 700م. ورغم هذه التحصينات الهائلة والتي تجعل سقوط المدينة في يد الأعداء أمرًا مستحيلًا فإن ناحوم قد تنبأ بسقوطها وخرابها وشرح طريقة خرابها، وفعلًا تحقَّقت النبؤات عندما حاصر نابو بلاسر حاكم بابل سنة 612 ق.م. مدينة نينوى لمدة ثلاثة أشهر فقط وهى مدة قصيرة جدًا فبعض المدن كانت تحاصر سنوات طويلة وتظل صامدة، ولكن الذي حدث خلال هذه الفترة الصغيرة أن النهر فاض نتيجة الأمطار الغزيرة فأغرق جزءًا كبيرًا من المدينة، وكان الاعتقاد السائد أن نينوى لن تسقط أبدًا ما لم يصر النهر عدوًا لها، فما كان من ملكها إلا أنه جمع نسائه وممتلكاته في القصر وأحرق القصر بما وبمن فيه، بينما كان الشعب يلهو ويسكر، فأقتحم نابو بلاسر بجيشه الجرار المدينة ونهبها وخربها، ولم تعمر نينوى للآن، بل إنه كان هناك صعوبة بالغة في اكتشاف آثارها، وتحقَّقت نبوات الكتاب.

وفى سنة 1849 أكتشف " لابار " خرائب نينوى وقصر سنحاريب المتسع ومكتبة أشور نانبيال (حفيد سنحاريب) الملحقة بالقصر وبها 30000 لوحة منها سبع لوحات تحكى قصة الخلقة والطوفان، وفي سنة 1958 قام العالم " ملاون " بعمليات تنقيب كشفت عن مدى الحريق الهائل الذي حدث حتى أن الجدران قد اسودت وتخللها الهباب الأسود وتغير لون الطوب بفعل سعير النيران وقال "رأيت مدنًا كثيرة محترقة، ولكنى لم أرَ مثل هذا الحريق الانتقامي الذي لا يزال رماده باقيًا، ولقد ظلت أطلال القصر باقية كما هي تحت الأنقاض حتى كشف عنها .

ومن الطريف إنه على أحد الأعمدة الآشورية التي وجدت في نينوى قصة هزيمة جيش سنحاريب الساحقة حيث قتل ملاك الرب 185 ألفا من جنوده (2مل 19: 135) (الكتاب المقدس ونظريات العلم الحديث - هنرى. م. موريس - ترجمة د. نظير عريان ص98).