هل تحققت النبوات الصعبه فى الكتابالمقدس ( 5 اليهود ) - Abahoor

هل تحققت النبوات الصعبه فى الكتابالمقدس ( 5 اليهود )


                         خامسًا: اليهود
فعلًا نبوات الكتاب المقدس عن الشعب اليهودي وتحقُّقها بدقة بالغة تدهش العقول، ويمكن في عرض موجز أن نقطع هذه الرحلة سريعا:

1- تنبأ الكتاب عن مجاعة إسرائيل وقت الحصار بسبب مخالفتهم لوصايا الرب " وتحاصركَ في جميع أبوابكَ.. فتأكل ثمرة بطنكُ لحم بنيكَ وبناتكَ الذين أعطاكَ الرب إلهكَ في الحصار والضيقة.. بأن يُعطى أحدهم من لحم بنيه الذي يأكله والمرأة المتنعمة.. وبأولادها الذين تلدهم لأنها تأكلهم سرًّا في عوز كل شيء في الحصار والضيقة" (تث 28: 52-57) وتحقّقت هذه النبؤات عندما حاصر بنهدد ملك آرام السامرة وحدثت مجاعة " حتى صار رأس الحمار بثمانين من الفضة وربع ألقاب من زبل الحمام بخمسٍ من الفضة" (2مل 6: 25) وأكلت النساء أبنائهن (2مل 6: 26-29).
2- تنبأ الكتاب سنة 1500 ق.م. عن هجوم نبوخذ نصر ملك بابل على أورشليم وسبى أبناءها قبل حدوث السبى بنحو تسعمائة عامًا فقال موسى النبي " يجلب الرب عليك أمةً من بعيدٍ من أقصاء الأرض كما يطير النسر أُمَّةً لا تفهم لسانها. أُمَّةً جافية الوجه لا تهاب الشيخ ولا تحن إلى الولد" (تث 28: 49-50) " يذهب بك الربُّ وبملكك الذي تقيمه عليك إلى أمَّة لم تعرفها أنت ولا آباؤك وتعبد هناك آلهة أخرى" (تث 28: 36) "ويبددك الربُّ في جميع الشعوب من أقصاء الأرض إلى أقصائها وتعبد هناك آلهة أخرى لا تعرفها أنت ولا آباؤك من خشب وحجر" (تث 28: 64).
3- حدَّدت النبؤات أيضًا المكان الذي سيُسبى إليه بنو يهوذا قبل حدوث السبي بأكثر من مائة سنة إذ قال أشعياء النبي لحزقيا الملك " هوذا يأتي أيام يُحمَل فيها كل ما في بيتك وما خزَّنه آباؤك إلى هذا اليوم إلى بابل. لا يترك شيء يقول الرب ومن بنيك الذين يخرجون منك الذين تلدهم يُأخذون فيكونون خصيانًا في قصر ملك بابل" (اش 38: 6-7)
4- وحدَّدت النبؤة مدة السبي بسبعين سنة " وتصير كل هذه الأرض خرابًا ودهشًا وتخدم هذه الشعوب ملك بابل سبعين سنة" (ار 25: 11). وفعلًا تحقَّقت هذه النبؤات بالحرف الواحد " في ذلك الزمان صعد عبيد نبوخذ ناصَّر ملك بابل إلى أورشليم فدخلت المدينة تحت الحصار.. وجاء نبوخذ ناصَّر ملك بابل على المدينة وكان عبيده يحاصرونها.. واخرج من هناك خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك وكسر كل آنية الذهب.. وسبى كل أورشليم وكل الرؤساء وجميع الجبابرة.. لم يبق إلا مساكين شعب الأرض.. جاء نبوزرادان رئيس الشرط عبد ملك بابل إلى أورشليم وأحرق بيت الرب وبيت الملك وكل بيوت أورشليم وكل بيوت العظماء أحرقها بالنار. وجميع أسوار أورشليم مستديرًا هدمها.. وجميع آنية النحاس التي كانوا يخدمون بها أخذوها. والمجامر والمناضح. ما كان من ذهب فالذهب وما كان من فضة فالفضة أخذها رئيس الشرط" (2مل24: 10 - 25: 15).
5- أعلنت النبؤات عودة بني يهوذا إلى وطنهم ثانية وردهم من سبيهم " أمَّا أنت يا عبدي يعقوب فلا تخف يقول الرب ولا ترتعب يا إسرائيل لأني هاأنذا أخلصك من بعيد ونسلك من أرض سبيهِ فيرجع يعقوب ويطمئن ويستريح..(ار 30: 10-11، 46: 28).
6- وحدَّدت النبؤة اسم الملك "كورش " الذي سيأمر بإعادتهم لوطنهم والتصريح لهم ببناء أورشليم والهيكل قبل ولادته " القائل عن كورش راعى فكل مسَّرتي يتمم ويقول عن أورشليم ستُبنى وللهيكل ستؤسَّس" (اش 44: 28).
7- ذكر السيد المسيح ما سيحل بأورشليم نتيجة رفضها له وتمسكها بشرورها " وفيما هو يقترب نظر إلى المدينة وبكى عليها. قائلًا إنكِ لو علمتِ أنت أيضًا حتى في يومكِ هذا ما هو لسلامكِ. ولكن الآن قد أخفى عن عينيك. فإنه ستأتي أيام ويحيط بك أعداؤك بمترسةٍ ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة. ويهدمونك وبنيكِ فيكِ ولا يتركون حجرًا على حجرٍ لأنك لم تعرفي زمان افتقادك " وتحققت هذه النبؤة على يد القائد الروماني تيطس فاسباسيان سنة 70م. عندما حاصر أورشليم العاصية، وعندما خفف الحصار لسبب غير معلوم هجرها المسيحيون لإحساسهم بأن كلام النبؤة على وشك التحقق. ثم عاد تيطس وأغلق الحصار عليها حتى اقتحمها وأمر الجنود أن يخربوا المدينة ولكن يحرصوا على بقاء الهيكل كتحفة معمارية، ولكن أحد الجنود اعتلى كتف آخر وألقى بقطعة نار مشتعلة في داخل الهيكل، وفي أثناء هذا هبت ريح عاصفة فانتشرت النيران في أرجاء الهيكل حتى انصهر الذهب الذي كان يغشى الهيكل، فأمر تيطس بهدمه حتى إنه لم يبق حجر على حجر لم ينقض، وكتب يوسيفوس الذي كان في قلب الأحداث يقول "وقد كان مجموع كل الأسرى الذين أُسروا خلال الحرب كلها 97 ألفا، كما كان مجموع الذين ماتوا مدة الحصار الطويل من مراحله الأولى إلى النهاية مليون ومائة ألف أغلبهم من اليهود بالجنس.. الذين اجتمعوا من الدولة كلها للاحتفال بعيد الفطر، وحاصرتهم الحرب فجأة، وكان الزحام هو السبب. أولًا بالطاعون وأخيرا بالجوع "
8- تنبأ الكتاب المقدس عن عودتهم إلى مصر " ويردَّك الرب إلى مصر في سفن في الطريق التي قلت لك لا تعد تراها فتباعون هناك لأعدائك عبيدًا وإماءً وليس من يشترى" (تث 28: 68) وتحقَّق هذا على يد تيطس الروماني، فالذين نجوا من الذبح حمَّلهم تيطس في سفن إلى أرض مصر.
9- ومع أن اليهود تشتتوا في بابل وغيرها من بلاد العالم لكن الأمر العجيب أنهم لم يذوبوا في هذه الشعوب إنما حافظوا على كيانهم برغم ما تعرضوا له من أهوال وبهذا تحققت نبوات الكتاب " ولكن مع ذلك أيضًا متى كانوا في أرض أعدائهم ما أبيتهم ولا كرهتهم حتى أبيدهم وأنكث ميثاقي معهم" (لا 26: 44) وأينما ذهب اليهود يحافظون على كيانهم حتى إنه في البلاد التي فيها تواجد يهودي تجدهم يسكنون معًا في حي اليهود أو حارة اليهود، ويتزاوجون معًا.