رسل الرب يسوع ( 5 ) - Abahoor

رسل الرب يسوع ( 5 )



القديس يهوذا الملقب برسابا الرسول
كان يخدم مع الرسل في أورشليم، ولما اعقد مجمع أورشليم سنة 50 ميلادية بشأن الداخلين إلي الإيمان من الأمم واتخذ المجمع قراراته الهامة "حِينَئِذٍ رَأَى الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ مَعَ كُلِّ الْكَنِيسَةِ أَنْ يَخْتَارُوا رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ، فَيُرْسِلُوهُمَا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ مَعَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا: يَهُوذَا الْمُلَقَّبَ بَرْسَابَا، وَسِيلاَ، رَجُلَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الإِخْوَةِ. وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ هكَذَا: «اَلرُّسُلُ وَالْمَشَايخُ وَالإِخْوَةُ يُهْدُونَ سَلاَمًا إِلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مِنَ الأُمَمِ فِي أَنْطَاكِيَةَ وَسُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ: إِذْ قَدْ سَمِعْنَا أَنَّ أُنَاسًا خَارِجِينَ مِنْ عِنْدِنَا أَزْعَجُوكُمْ بِأَقْوَال، مُقَلِّبِينَ أَنْفُسَكُمْ، وَقَائِلِينَ أَنْ تَخْتَتِنُوا وَتَحْفَظُوا النَّامُوسَ، الَّذِينَ نَحْنُ لَمْ نَأْمُرْهُمْ. رَأَيْنَا وَقَدْ صِرْنَا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ أَنْ نَخْتَارَ رَجُلَيْنِ وَنُرْسِلَهُمَا إِلَيْكُمْ مَعَ حَبِيبَيْنَا بَرْنَابَا وَبُولُسَ، رَجُلَيْنِ قَدْ بَذَلاَ نَفْسَيْهِمَا لأَجْلِ اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. فَقَدْ أَرْسَلْنَا يَهُوذَا وَسِيلاَ، وَهُمَا يُخْبِرَانِكُمْ بِنَفْسِ الأُمُورِ شِفَاهًا. لأَنَّهُ قَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ، أَنْ لاَ نَضَعَ عَلَيْكُمْ ثِقْلًا أَكْثَرَ، غَيْرَ هذِهِ الأَشْيَاءِ الْوَاجِبَةِ: أَنْ تَمْتَنِعُوا عَمَّا ذُبحَ لِلأَصْنَامِ، وَعَنِ الدَّمِ، وَالْمَخْنُوقِ، وَالزِّنَا، الَّتِي إِنْ حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْهَا فَنِعِمَّا تَفْعَلُونَ. كُونُوا مُعَافَيْنَ فَهؤُلاَءِ لَمَّا أُطْلِقُوا جَاءُوا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ، وَجَمَعُوا الْجُمْهُورَ وَدَفَعُوا الرِّسَالَةَ. فَلَمَّا قَرَأُوهَا فَرِحُوا لِسَبَبِ التَّعْزِيَةِ. وَيَهُوذَا وَسِيلاَ، إِذْ كَانَا هُمَا أَيْضًا نَبِيَّيْنِ (لقب نبي في المسيحية يطلق على الواعظ المقتدر في تفسير غوامض النبوات، والمتعمق في دراسة الكتاب المقدس وتفسيره وشرحه). وَعَظَا الإِخْوَةَ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ وَشَدَّدَاهُمْ. ثُمَّ بَعْدَ مَا صَرَفَا زَمَانًا أُطْلِقَا بِسَلاَمٍ مِنَ الإِخْوَةِ إِلَى الرُّسُلِ. وَلكِنَّ سِيلاَ رَأَى أَنْ يَلْبَثَ هُنَاكَ" (أع22:15-34).
فرجع يهوذا الملقب برسابا وحده إلي أورشليم، وقدم للآباء الرسل تقريرًا مفصلًا عن مهمته هو وسيلا وطمأنهم علي الكنيسة الحديثة في أنطاكية وأخبرهم برغبة سيلا في الخدمة بأنطاكية.
بعد ذلك مكث في أورشليم قريبًا من الرسل محبوبًا لديهم، يخدم حسبما يوجهونه.ولما أكمل سعيه الحسن وخدمته الكارزة تنيح بسلام. بركة صلواته فلتكن معنا آمين.

                            القديس سلوانس الرسول  



* سلوانس اسم لاتيني معناه المسئول،
وهو نفسه سيلا المذكور في إصحاح 15 من سفر أعمال الرسل. فبعد مجمع أورشليم المشهور الذي اتخذ فيه الرسل قرارًا بشأن الأمم الداخلين إلي الإيمان ألا يثقل عليهم بناموس موسي، بل يكفيهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم (أع20:15). حينئذ رأي الرسل والمشايخ (الكهنة) مع كل الكنيسة أن يختاروا رجلين منهم فيرسلوهما إلي أنطاكية مع بولس وبرنابا وهما يهوذا الملقب برسابا وسيلا (سلوانس) رجلين متقدمين في الإخوة وقد بذلا أنفسهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح، وسلمهما الرسل قرارات المجمع ليقرأوها في كنيسة أنطاكية "فَهؤُلاَءِ لَمَّا أُطْلِقُوا جَاءُوا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ، وَجَمَعُوا الْجُمْهُورَ وَدَفَعُوا الرِّسَالَةَ فَلَمَّا قَرَأُوهَا فَرِحُوا لِسَبَبِ التَّعْزِيَةِ. وَيَهُوذَا وَسِيلاَ، إِذْ كَانَا هُمَا أَيْضًا نَبِيَّيْنِ، وَعَظَا الإِخْوَةَ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ وَشَدَّدَاهُمْ. ثُمَّ بَعْدَ مَا صَرَفَا زَمَانًا أُطْلِقَا بِسَلاَمٍ مِنَ الإِخْوَةِ إِلَى الرُّسُلِ. وَلكِنَّ سِيلاَ رَأَى أَنْ يَلْبَثَ هُنَاكَ" (أع26:15-34).

وبعد ذلك أخذه بولس الرسول معه في رحلته الثانية بدلًا من برنابا الذي أخذ مرقس وسافر في البحر إلي قبرص "وَأَمَّا بُولُسُ فَاخْتَارَ سِيلاَ وَخَرَجَ مُسْتَوْدَعًا مِنَ الإِخْوَةِ إِلَى نِعْمَةِ اللهِ" (أع40:15). وسجن معه في فيليبي (أع16) وأخرجهما الله بمعجزة، وآمن سجان فيليبي وكل أهل بيته واعتمدوا. ويبدو أنه خدم أيضًا مع بطرس الرسول بعض الوقت. . وجعله يكتب له الرسالة الأولي فيقول في آخرها "بِيَدِ سِلْوَانُسَ الأَخِ الأَمِينِ" (ابط12:5).

اشترك مع بولس الرسول في تأسيس وخدمة كنيسة تسالونيكي، لذلك يذكره في مقدمة الرسالتين إلي تسالونيكي بنفس العبارة "بُولُسُ وَسِلْوَانُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ، إِلَى كَنِيسَةِ التَّسَالُونِيكِيِّينَ، فِي اللهِ الآبِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (اتس1:1). ثم صار أسقفًا علي تسالونيكي، وخدم شعبها بكل أمانة ولما كملت أيام خدمته مضي إلي بيته الأبدي . و تنيح بسلام.