درس كتاب مقدس
الاسفار القانونيه الثانيه
سفر يهوديت
الجزء الرابع
سفر يهوديت والعهد الجديد
واضح أن كتَّاب العهد الجديد قد عرفوا هذا السفر، وإن كانوا
غالبًا لم يقتبسوا منه عبارات حرفية:
أ. "فأما الذين لم يقبلوا البلاد بخشية الرب، بل أبدوا
جزعهم، وعاد تذمرهم على الرب، فاستأصلهم وهلكوا بالحيات (8: 24-25). وقد ورد في (1
كو 10: 9): "ولا نجرب المسيح كما جرب أيضًا أناس منهم فأهلكتهم الحيات".
راجع
يهو 1:
11 مع لو 20: 11
يهو 8:
6 مع لو 2: 27
يهو 8:
14 مع 1 كو 2: 11
يهو 8:
25 مع يع 1: 2
يهو
13: 18 مع لو 1: 42
يهو
13: 19 مع مت 26: 13
يهو 13:
23 مع لو 1: 42.
نبذه عن شخصيات السفر
نبوخذنصر:
سبق الحديث عنه تحت
عنوان "اعتراضات على السفر"، ورأينا أنه غالبًا ما يكون أسرحدون أو ابنه.
في سفر دانيال نسب نبوخذنصر لنفسه الألوهة. يرى بعض الدارسين
أن أليفانا أو هولوفرنيس هو الذي نسب الألوهة للملك، أما الملك فدعى نفسه "سيد
الأرض كلها" (2: 5)، وكان مملوء كبرياءً وتشامخًا، لكنه لم يقل أنه إله الأرض،
وأنه ليس إله غيره على كل الأرض.
العبارتان الواردتان في السفر اللتان تنسبان للملك الألوهة
يؤكدان ذلك :
"فدمرَّ (هولوفرنيس) جميع معابدهم... فقد عُهد إليه
بأن يُبيد جميع آلهة الأرض، لكي تعبد الأمم جميعًا نبوخذ نصر وحده، وتدعوه إلهًا جميع
ألسنتهم وأجناسهم" (3: 8).
"(في حديث هولوفرنيس لأحيور) من هو إله إلاّ نبوخذنصر؟
فهو الذي يرسل قوته ويبيدهم من وجه الأرض، ولا ينجيهم إلههم" (6: 2-3).
أليفانا قائد جيش أشور:
قام بكثير من الفتوحات،
وقد تحدى إله إسرائيل فمات بيد يهوديت.
يرى دميان ماكي أن قائد الجيش الأشوري هولوفرنيس هو في الواقع
ابن سنحاريب، أسرحدون. هذا خدم إلى سنوات كنائب سنحاريب في بابل، وتولى قيادة جيوشه
حتى ضد مصر. وقد دُعي بالرجل الثاني بعد الملك (يهو 1: 4).
ما ورد في سفر يهوديت يتطابق مع ما ورد في التاريخ من حيث
ولائه لوالده سنحاريب، مظهرًا كراهيته الشديدة وسخريته نحو الذين قاوموا الملك السابق
له.
يرى البعض أن كلمة هولوفيرنس ليست فارسية كما يظن البعض،
وهو الاسم الذي دعا به اليهود هذا القائد الشرير، فهو مشتق من:
هول جاءت عن العبرية والني تعني "كوكب النهار"
أو "زهرة بنت الصبح" (إش 14: 12).
فير : جزء من الكلمة اللاتينية لوسيفر أي "حامل النور"،
جاءت عن الفعل أي "يُحضر" أو "يحمل"، كما جاءت عن اليونانية اسم
الكوكب من الفعل (فيرو)، أي "يحمل".
نس: جزء من الكلمة كما يستخدم في اليونانية أو اللاتينية
كنهاية الاسم.
إن كان كثير من الدارسين يرون في تفسير إشعياء 14 أن كوكب
الصبح هو لوسيفر أو إبليس الذي كثيرًا ما يخدع البشر كملاك نور وهو رئيس سلطان الظلمة،
فإنه يشير أيضًا إلى أسرحدون الشرير كممثل لإبليس الشرير الذي يبدو كحاملٍ للنور ليخدع
البشرية.
كان اليهود يدعون ملوك أشور "كوكب إشتار " إلهة
الحرب، أو ملكة الحرب والمعارك. إذ كانوا يكرسون حياتهم للحروب لحساب آلهة الحرب.
لعله كان في ذهن إشعياء النبي افتخار أسرحدون وتشامخه حين
قدم أنشودته، كأنشودة كوكب الصبح، الذي يدعي أنه مُشرق بالبهاء والعظمة:
ألياقيم كاهن الرب العظيم:
اسم عبري معناه
"من يثبته الله". كان يحث الشعب على الصلاة والصوم. وضع في خطة أن يضع حراسة
على جميع المداخل التي يمكن للآشوريين أن يتسللوا منها إلى داخل البلد
عزيا بن ميخا
رئيس شعب إسرائيل: اسم عبري معناه "يهوه قوة".
كان أميرًا، في ضعفٍ سألت دموعه في وقت كان يليق بالقائد أن يسند الشعب ويشجعه بروح
الرجاء. حاول كسب الشعب مطالبًا إياهم أن يكونوا طيبي القلب (7: 23)، ولكن على حساب
الثقة في الله، إذ حدد خمسة أيام انتظار لرحمة الله. في عدم إيمان قال: "إذا انقضت
خمسة أيام ولم تأتينا معونة" (7: 25).
هنا نقف في إجلال أمام أحيور الذي شهد لله واهب النصرة لشعبه
أمام أليفاز الجبار، بينما انهار عزيا رئيس شعب إسرائيل أمام ضغط شعبه، فأقسم أن يستسلم
أمام أليفاز ويُسلم المدينة وكل الشعب عبيدًا إن لم يتدخل الله في خلال خمسة أيام.
يقول أيضًا إن عزيا الذي يعني اسمه "الله مدافعي"
كان ضعيفًا في ثقته بالله وسلك بطريقة نسائية (كفتاة خائفة) يجلس وراء أسوار المدينة
في خوفٍ، بينما حملت يهوديت نوعًا من الرجولة والشهامة، لتقبض الأمور في يدها، وتحت
رعاية الله تركت المدينة وخرجت من الأسوار وواجهت العدو في معسكره.
يرى البعض في عزيا ليس فقط أنه من ذات سبط الذي تنتمي إليه
يهوديت (شمعون)، ولا أن يَّمت لهم بقرابة قوية، وإنما كان هو الوليّ، من حقها أن تتزوجه
لتنجب لرجلها الميت منسي نسلًا. لكن يهوديت رفضت هذا الحق بروح القوة والتكريس لله.
بينما ضعف القائد عزيا أمام تذمر الشعب وأقسم أن يستسلم هو ورجال الدولة ويسلمون الشعب
والمدن للعدو حتى لا يهلكوا من العطش والجوع إذا بالأرملة في قوة توبخه وتطالبه بالإيمان
والتسليم الكامل بين يديّ الله دون شروط بشرية.
كرمي (عتنيئيل):
اسم عبري معناه
"عامل في الكروم". كان أميرًا لبني إسرائيل في ذلك الحين.
وصيفة يهوديت
لا نعرف اسمها، لكن نقف في إجلال لوصيفة فاقت كل رجال بيت
فلوي. الكل كان يحتمي وراء الأسوار في خوف، بل وأرعبوا قلوب الشيوخ، أما هذه الوصيفة
فرافقت يهوديت وخرجت معها إلى معسكر الأعداء، وعادت تحمل في سلتها رأس هولوفرنيس الجبار
(13: 9-10، 15). إنها تمثل الجندي المجهول، لا نعرف اسمها، لكن التاريخ لن ينساها،
والسمائيون يكرمونها
تمت المقدمه العامه على السفر ونترككم للقراءة والتامل
اعداد وتجميع الخادم
هانىء بشرى
يونيه 2011
0 التعليقات:
التعبيرات